كثيراً ما يتداول مصطلح ذروة المعروض عند الحديث عن النفط، وحتى بعد أن بزغت طفرة إنتاج النفط الصخري وتوارى ذلك المصطلح إلى حد ما، عاد للظهور مجدداً مع الحديث عن اقتراب تلك الطفرة من ذروتها، والتي سيتناقص من بعدها الإنتاج وترتفع تكلفته مرة أخرى إلى أن ينفد، حسب دراسة لمركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، نشرتها "وول ستريت جورنال".
النفط وذروة المعروض
- منذ بدء نهضة الصناعة النفطية أوائل القرن الماضي وخبراء الصناعة يحذرون من اقتراب الاحتياطيات البترولية العالمية من النفاد، ففي عام 1908، حذر الرئيس الأمريكي حينها "روزفلت" من نفاد وشيك.
- وفي عام 1956 تنبأ "هابرت" الجيولوجي الشهير، صاحب نظرية "ذروة النفط" بوصول الإنتاج الأمريكي إلى قمته بحلول عام 1970.
- لم تنجح تلك التكهنات في تحديد موعد حقيقي لنفاد النفط، فاكتشاف مكامن جديدة والتطور التكنولوجي المستمر قد حالا دون ذلك، ولعل طفرة النفط الصخري أكبر دليل، والتي مكنت الولايات المتحدة من دخول سوق النفط كمصدر بعد أن كانت المستورد الأكبر عالمياً.
- أما على جانب الطلب، فقد يصل الطلب إلى ذروته، في ظل التحولات الاقتصادية بالدول الناشئة -بشكل خاص الصين- نحو اقتصاد قائم على المعرفة، فضلاً عن تشديد معايير المناخ والتطور التكنولوجي الجاري في صناعة السيارات الكهربائية، إلا أن تلك الذروة لن تكون ردة فعل لتناقص ونفاد الاحتياطيات النفطية العالمية.
ما الذي يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي لقطاع الطاقة؟
- تعد السيارات ذاتية القيادة المثال الأكثر شيوعاً حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، إلى جانب دوره في تسريع عملية التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، بالإضافة إلى زيادة فعالية التكامل بين مصادر الطاقة النظيفة.
- إلا أن مجرد وجود الابتكارات التكنولوجية لا يعني إمكانية تحقيق التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، فهذه الابتكارات ذاتها ليست خضراء، وإنما العبرة بما تستطيع تقديمه في تفعيل ذلك التحول ومواجهة التغيرات المناخية وبتكاليف مناسبة.
- أما بالنسبة لمصادر الطاقة التقليدية – خاصة النفط والغاز- فإن الذكاء الاصطناعي ليس قادراً فقط على رفع معدلات إنتاج هذه المصادر بل وتخفيض تكلفة إنتاجها أيضاً.
- توفر التطورات في مجالات الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي أدوات تمكن من حل مشكلات تراجع أداء الآبار ودعم عملية نمذجة المكامن النفطية، وإجراء عمليات الصيانة الوقائية في الوقت المناسب، وتحسين تصميم الآبار، فضلاً عن إمكانية إحلال الآلة محل العنصر البشري في عمليات التنقيب ومنصات الحفر.
- يمكن لعمليات الإنتاج البحرية أيضا أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي من خلال إدارة عمليات التشغيل عن بُعد مما يخفض تكاليف الإنتاج ويرفع مستوى السلامة.
إنفاق أكثر كفاءة
- يقدر سعر التعادل الذي يمكن عنده إنتاج النفط الصخري بشكل اقتصادي حالياً عند 50 دولاراً للبرميل، نزولاً من 70 دولاراً خلال عام 2013، وتشير تقديرات "جولدمان ساكس" أن التطبيقات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية قادرة على خفض سعر التعادل بمقدار عشرة دولارات.
- تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى إمكانية مساهمة التكنولوجيا الرقمية في رفع حجم الإنتاج من النفط والغاز بحوالي 5%، وخفض تكاليف الإنتاج بما بين 10% إلى 20%.
- وحسب "مورجان ستانلي"، فإن استخدام التكنولوجيا الرقمية في صناعة النفط والغاز من شأنها إحداث خفض ملموس في تكاليف الإنتاج لم تشهده الصناعة منذ عقدها الذهبي (1987-1997).
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}