توقعت مجموعة بنك قطر الوطني /QNB/ أن تشهد الصادرات العالمية تراجعا متزايدا على خلفية التباطؤ في تعافي الاقتصاد العالمي.
وذكر بيان صحفي صادر اليوم عن /QNB/ أنه حسب البيانات التي أصدرتها منظمة التجارة العالمية في الأسبوع الماضي، فقد انخفض حجم صادرات السلع عبر العالم بنسبة 1.0 بالمائة في الربع الأخير من العام الماضي 2013 مقارنة بالربع السابق على أساس فصلي معدل، بما يمثل أكبر انخفاض فصلي منذ الكساد الكبير ما بين عامي 2008 و 2009.
وكشف بيان البنك عن أن أهم العوامل وراء هذا الانخفاض ترجع إلى الطلب الضعيف على الصادرات من الأسواق الناشئة والنمو المتباطئ للاقتصادات المتقدمة، مرجحا أن يتعثر تعافي الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري ما لم يتحسن نمو الصادرات العالمية مجددا.
وتعتبر التجارة العالمية المحرك الأساسي لنمو الاقتصاد العالمي حيث توسعت في الفترة ما بين عامي 1950 و 2007 بمتوسط سنوي نسبته 6.2 بالمائة لتحافظ بذلك على التطور السريع للاقتصادات المبنية على التصدير في آسيا وأوروبا. ونمت صادرات السلع العالمية في السنوات ما بين 2000 و 2007 بمتوسط سنوي 6.0 المائة مما أدى إلى نمو اقتصادي قوي في كل من الاقتصادات المتقدمة والأسواق الناشئة، ولكن، توقف هذا النمو فجأة بعد الكساد الكبير ما بين 2008 و 2009 عندما انخفض حجم صادرات السلع العالمية بنسبة تراكمية وصلت 18.0 بالمائة حيث دخل الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود عميق.
ومنذ ذلك الحين، تعافت التجارة العالمية بشكل بطيء حيث إن حجم صادرات السلع العالمية وصل في الربع الأخير من 2010 للمستوى الذي كان عليه قبل الركود، وشهد نموا بوتيرة معتدلة بنسبة 3.2 بالمائة في السنة، وقد كانت الأسواق الناشئة، على وجه الخصوص، مساهما رئيسيا في الطلب على الصادرات العالمية حيث استفادت اقتصاداتها من نموٍ أعلى مرتبط بتدفق كبير لرؤوس الأموال العالمية، بينما كانت الولايات المتحدة بصدد تنفيذ برنامج التيسير الكمي.
ومع إعلان بنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي تخفيض برنامج شراء الأصول في شهر مايو 2013، بدأت رؤوس الأموال العالمية بالهروب من الأسواق الناشئة مما أدى لتباطؤ هذه الأسواق بموازاة انخفاض طلبها على الصادرات، حيث يفسر هذا الانخفاض في طلب الأسواق الناشئة على الصادرات ذلك التراجع المتوقع بنسبة 63 بالمائة في الصادرات العالمية خلال الربع الرابع من العام الجاري، أما الباقي، فيرجع معظمه إلى تباطؤ الطلب من الاقتصادات المتقدمة.
ووفقا لبيان مجموعة بنك قطر الوطني /QNB/ فإنه حسب أحدث البيانات من الاقتصادات المتقدمة، يبدو أن انخفاض التجارة العالمية متواصل حيث تقلص الاقتصاد الأمريكي بنسبة (-1.0) بالمائة في الربع الأول مما يعكس جزئيا الانخفاض الكبير في صافي الصادرات، كما أن النمو في أوروبا خلال نفس الفترة كان ضعيفاً بنسبة 0.2 بالمائة حيث إن المصدرين الكبار كألمانيا عانوا من الانخفاض في طلب الأسواق الناشئة على الصادرات، وعلى غرار ذلك، شهدت الصين تباطؤا في النمو خلال نفس الفترة مما يعكس الطلب الضعيف على المنتجات الصينية.. وعموماً، تظهر هذه البيانات أن الانخفاض في التجارة العالمية قد يستمر خلال العام الجاري 2014.
وأضاف البيان "وإذا تأكد ذلك، فإن زيادة التراجع في الصادرات العالمية سيكون أمرا مثيرا للقلق، حيث إن الوسيلة الوحيدة للحفاظ على تعافي الاقتصاد العالمي في المدى المتوسط هو أن تسترد التجارة العالمية نموها القوي لما قبل عام 2007، وبدون توسع من هذا القبيل للتجارة العالمية، سيصعب على الطلب المحلي في الاقتصادات المتقدمة والأسواق العالمية الحفاظ على زخم النمو" .
وأوضح أنه حتى لو استمرت البنوك المركزية عبر العالم في تحفيز الطلب المحلي من خلال تخفيف إضافي للسياسة النقدية، كما فعل البنك المركزي الأوروبي في وقت سابق من الشهر الجاري، فإن تأثير ذلك على تعافي الاقتصاد العالمي سيكون لمدة قصيرة ولن يعوض تزايد انخفاض الطلب على الصادرات، غير أن ما يثير القلق أكثر، هو أن ضعف نمو الاقتصاد العالمي قد تحول على ما يبدو إلى مشكلة مستعصية، حيث إن المستويات المنخفضة من النشاط الاقتصادي لفترة طويلة تؤثر سلبا على النمو المحتمل للاقتصادات في المدى البعيد.
وخلص البيان الى أن "إجمالا، فإن الانخفاض الأخير في الصادرات العالمية يضع حقيقة تعافي الاقتصاد العالمي في موضع التساؤل، وما لم تبدأ التجارة العالمية في النمو من جديد بمعدلات كتلك التي سادت قبل الكساد الكبير، فمن غير المرجح أن يتمكن الطلب المحلي (سواء تم تحفيزه من طرف البنوك المركزية أم لا) من تعويض الفرق".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}