نبض أرقام
06:35 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/20
2024/11/19

اكتتاب «ماركة» يعيد دوران عجلة سوق الإصدارات الأولية بالدولة بعد 5 سنوات من الركود

2014/03/23 الاتحاد

يمهد الطرح العام المتوقع بداية الأسبوع المقبل لشركة «ماركة»، مساهمة عامة قيد التأسيس، الطريق أمام عودة عجلة سوق الإصدارات الأولية في الإمارات للدوران بعد توقف وركود داما قرابة الخمس سنوات، بحسب توقعات خبراء ومحللين رجحوا أن تشهد فترة الـ 24 شهراً المقبلة سلسة من الاكتتابات العامة تتراوح بين 10 و15 اكتتاباً.

ويرى الخبراء أن اكتتاب شركة «ماركة» يشكل بدوره أول اختبار حقيقي لشهية المستثمرين باتجاه الإصدارات الأولية، ومدى تجاوب الأسواق مع عودة نشاط الاكتتاب الأولية مجدداً، بالتزامن مع النشاط المحموم في أسواق الأسهم والارتفاعات القياسية التي سجلتها خلال عام 2013 والفترة المنصرمة من العام الحالي، ومستويات السيولة القوية في الأسواق.

وفيما أجمع الخبراء على أهمية الطرح الأولى لشركة «ماركة» لاختبار شهية الأسواق بعد ماراثون الارتفاعات والفوائض الكبيرة في السيولة، كان هناك تبيان في الآراء حول مستويات الإقبال المتوقعة على هذا الاكتتاب، كون الشركة جديدة بالنسبة للأسواق والمستثمرين، بخلاف الطرح الخاص بالشركات القائمة والمعروفة التي يمكن أن تحقق عائدات فورية للمستثمرين، فضلاً على أن الأسهم المتداولة في الأسواق ما زالت أكثر إغراء للمستثمرين.

يأتي هذا في وقت أبدى فيه آخرون تفاؤلاً أكبر بشأن الإقبال على الاكتتاب، مؤكدين أن الأسواق متعطشة للاكتتابات العامة بشكل عام، لافتين إلى أن زخم السيولة الحالية من شأنه أن يدعم أي عمليات اكتتاب مقبلة، خاصة مع استفادة المستثمرين من توزيعات الأرباح السخية التي أعلنتها الشركات الرئيسية في الأسواق عن العام الماضي والتي يتوقع أن يعاد ضخها في الأسواق مجدداً، إما عن طريق الاستثمار المباشر أو الاكتتاب في شركات جديدة.

واعتبر الخبراء أن المحدد الرئيسي للإقبال على الاكتتابات الجديدة يجب ألا يقتصر على كون الشركة قائمة، لأن كثيرا من الإدراجات السابقة لشركات قائمة خيبت آمال المستثمرين بعد الاكتتاب فيها، بالمقارنة مع المكاسب التي تحققت عبر الاكتتابات في شركات جديدة، لافتين إلى أن العامل الأهم هو الثقة بقدرة مؤسسي الشركة الجديدة على النهوض بالشركة وخططهم وطموحاتهم في النشاط الذي اختاروه للشركة، فضلاً على الاقتناع بما تحمله نشرة الاكتتاب من معلومات حول آفاق الشركة والقطاع الذي تعمل فيه.

نواة مرحلة جديدة

ويرى عبدالله الحوسني، مدير شركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية، أن حالة الازدهار التي تشهدها الأسواق المالية منذ عام 2013 وما صحبها من زخم متزايد في مستويات السيولة، بمثابة نواة تؤسس لمرحلة جديدة لانطلاق أسواق الأسهم المحلية نحو استعادة مشهد الانتعاش الذي كانت عليه قبل الأزمة المالية العالمية في سبتمبر 2008، الذي شكلت الاكتتابات العامة أحد أركانه الرئيسية.

وتوقع عودة نشطة لهذا السوق بداية من العام الحالي عند طرح شركة «ماركة» للاكتتاب العام خلال الأيام المقبلة، يتبعه سلسلة أخرى من الإصدارات الأولية تتراوح بين 10 إلى 15 إصدارا حتى الربع الأول من عام 2016 على حد تقديره.

واستند الحوسني في توقعاته المتفائلة إلى العديد من العوامل التي تدعم عودة عجلة سوق الإصدارات الأولية للدوران، من بينها الموجة الصعودية المتواصلة للأسهم واختراق المؤشرات لمستويات جديدة، وتزايد مستويات ثقة المستثمرين في الأسهم، وأجواء التفاؤل التي تسود أوساط المستثمرين بعد إعلان شركة إعمار العقارية عن خططها لطرح شركة إعمار لمراكز التسوق للاكتتاب العام، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لسلسة اكتتاب جديدة، منها ما تم الإعلان عنه ومنها ما يجري الحديث حوله حالياً، والتي تتميز في مجملها بأنه تأتي من شركات في قطاعات جديدة غير مشمولة في السوق مثل قطاع التجزئة والتعليم والصحة، بما يعكس التنوع الفعلي في اقتصاد دبي، مستبعداً في الوقت نفسه أن يشهد هذا العام الحديث عن إدراجات لشركات عقارية أو مصرفية أو خدمات مالية جديدة نظراً لتشبع السوق من هذه الشركات.

التفاؤل الحذر

إلى ذلك، أبدى جمال عجاج المدير العام لمركز الشرهان للأسهم والسندات، نوعاً من التفاؤل الحذر بشأن عودة نشاط سوق الإصدارات الأولية مجدداً، لافتاً إلى أنه على الرغم من أهمية هذه الخطوة بالنسبة للأسواق المتعطشة للاكتتابات العامة، إلا أن البداية بشركات مؤسسة حديثاً يجب أن يتسم بقدر من الحذر بشأن مدى الإقبال المتوقع على تغطية هذه النوعية من الشركات غير المعروفة للمستثمرين من جهة، وفي مثل هذه الظروف التي تشهدها الأسواق التي ما زالت تمر بمرحلة نهوض ولم تعد بعد للمستويات المطلوبة لاستيعاب هذه الاكتتابات الجديدة.

وأضاف عجاج أنه يجب الحذر وعدم الإفراط والمبالغة في تجاوب السوق للاكتتابات الجديدة في هذه المرحلة، خاصة أن الأسهم المتداولة ما زالت توفر فرصاً أكثر إغراءً للمستثمرين، الأمر الذي يزيد من شهية إقبال المستثمرين عليها مقارنة مع الإقبال على الاكتتاب في شركة حديثة.

بيد أن مروان شراب مدير الصناديق ورئيس قسم التداول في شركة «فيجن إنفستمنتس»، يرى أن شهية المستثمرين للاكتتابات الأولية في الأسواق المحلية مرتفعة للغاية، مشيراً إلى أن الزخم المتواصل الذي تشهده الأسواق منذ بداية 2013، على مستوى السيولة وعلى صعيد اهتمام المستثمرين، من شأنه يدعم بطريق مباشر أي عملية اكتتاب أولى في الأسواق.

وتوقع أن تحظى الاكتتابات المتوقع الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة بتغطيات كبيرة، سواء كانت اكتتابات في شركات جديدة مثل «ماركة»، أو قائمة مثل الاكتتاب المزمع في شركة إعمار لمراكز التسوق. واعتبر شراب أن الاكتتابات في الشركات القائمة، على الرغم من كونه جاذباً أكثر للمستثمرين، فإنه لا يعني أن الاكتتابات في الشركات الحديثة تحظى بأهمية أقل عند الطرح، لأنها بطبيعة الحال شركات تؤسس على دراسات وأبحاث عميقة وتستهدف نشاطات وقطاعات غير مستغلة يمكن أن تشكل فرصاً قوية للنمو، موضحاً أن الدور الرئيسي لأسواق المال هو توفير السيولة المطلوبة لرأسمال الشركات الجديدة أو زيادة رأسمال الشركات القائمة.

وشدد على أهمية أن يتم الاعتماد في اتخاذ قرار الاكتتاب بالشركات الحديثة على نشرة الاكتتاب والآفاق المتوقعة لنمو نشاط الشركة والنهج الذي تسلكه فضلاً على الإدارة، لافتاً إلى أن قناعة المستثمرين هي التي تحدد قرار الاكتتاب.

الانتعاش المتواصل

قال خالد سفري الرئيس التنفيذي لبنك الإمارات للاستثمار، إن الانتعاش المتواصل للسيولة في أسواق الأسهم المحلية يمهد لدورة جديدة من أنشطة الإصدارات الأولية التي غابت عن الأسواق لسنوات طويلة، مشدداً على ضرورة أن تكون البداية باكتتابات نوعية وتسعير عادل حتى تعزز من فرص اكتمال هذه الدورة المرتقبة.

وقال سفري إن ثقة المؤسسات الدولية في اقتصاد الإمارات خلال السنوات الماضية تجسدت في إقرار ترقية أسواق الدولة على مؤشر«إم إس سي آي» للأسواق الناشئة اعتباراً من مايو 2014، متوقعاً أن تسهم هذه الترقية في زيادة عمق السوق تدريجياً مع توجيه الصناديق الاستثمارية العالمية جزءاً من استثماراتها إلى الأسهم المدرجة على مؤشر الإمارات، الأمر الذي من شأنه أن يحدث حراكاً في سوق الإصدارات الأولية شبه المتوقف منذ عام 2008.

وأضاف: «بدأنا نرى إشارات أن السوق الثانوي بدأ يستعيد زخم نشاطه مع عودة السيولة، لكن نحن في أول الطريق لأن السيولة يجب أن تواصل الارتفاع للوصول لمستوى يشكل حالة جذب للإصدارات الأولية».

الحاي: اكتتاب الشركة انطلاقة جديدة لسوق الإصدارات

الأولية في الإمارات

أكد جمال الحاي، رئيس لجنة مؤسسي شركة «ماركة»، أن الاكتتاب العام في أسهم الشركة سيمثل نقطة انطلاق حيوية جديدة لسوق الإصدارات الأولية في الإمارات التي عانت جفافاً كاملاً على مدى سنوات عدة، نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية. وأضاف «ردود الأفعال التي تلقيناها منذ الإعلان عن شروعنا في إجراءات الحصول على الموافقات الرسمية الخاصة بتأسيس «ماركة» كشركة مساهمة، أوضحت أن هناك تعطشاً كبيراً في السوق للإصدارات الأولية، حيث تهافت كبار المستثمرين على إبداء رغبتهم في الانضمام كمؤسسين، ولمسنا اهتماماً كبيراً من المستثمرين المؤسسيين والأفراد».

ويتوقع أن تكون شركة «ماركة» أول شركة مساهمة عامة ضمن قطاع التجزئة في الإمارات، وأول شركة مساهمة عامة يتم إدراجها في سوق دبي المالي منذ سنوات عدة.

وقال الحاي إن تأسيس «ماركة» وطرح أسهمها للاكتتاب العام يأتي في توقيت مثالي يشهد فيه اقتصاد الإمارات انتعاشاً قوياً، ينفرد عن دورات الانتعاش السابقة بكونه يمثل حصيلة نمو قوي في مختلف القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها السياحة، والتجارة، والخدمات، والطيران والمال والأعمال، الأمر الذي رفع مستويات ثقة المستثمرين المحليين والأجانب بآفاق نمو وازدهار الاقتصاد المحلي إلى مستويات غير مسبوقة.

وإلى جانب ذلك، شهدت أسواق الأسهم الإماراتية قفزات نوعية تصدرت معها قائمة أسرع الأسواق المالية نمواً في العالم خلال عام 2013، ومن المتوقع أن تسجل أداء مماثلاً خلال العام الحالي.وكانت شركة «كاب إم للاستثمار» المستشار المالي ومدير الاكتتاب في أسهم شركة «ماركة»، أعلنت عن بدء تلقي مساهمات المؤسسين في الشركة، بعد الحصول على موافقة مبدئية من هيئة الأوراق المالية والسلع بهذا الشأن.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.