قال رئيس مجلس ادارة بيت التمويل الخليجي د.أحمد المطوع ان البنك يمتلك قاعدة اصول جيدة، مضيفا وصلنا لمراحل نهائية مع مستثمرين هنود بشأن التخارج من مشروع الهند مع احتمال انجاز تخارجات جيدة من استثماراتنا في ليبيا وتونس.
وتوقع المطوع في حوار صحافي مع «الوطن» تحسن الوضع بالنسبة للبنك الى ما هو أفضل خلال المرحلة المقبلة مؤكدا ان برنامج تخفيض الديون يسير بشكل جيد منوها بان البنك تخلص من %92 من الديون على مدى 5 السنوات الماضية كما ان النسبة المتبقية مجدولة على مدى 6 سنوات.
واضاف: نركز استثماراتنا على دول «الخليجي» في مقدمتها السوق السعودي حيث الشركات الواعدة والاقتصاد الجيد مبينا ان البنك يبحث كذلك عدة فرص عقارية متاحة في دبي الى جانب الاستثمار في مجالي الصناعة واللوجستيك.
وقال: لن نتخارج كليا من «نادي ليدز» مهما كانت الاسباب منوها بوجود مفاوضات مع اكثر من شريك استراتيجي لتطوير اداء النادي مضيفا ان بيت التمويل الخليجي يسعى للتركيز على المشاريع الاستثمارية الموجودة في أماكن استراتيجية مرغوبة ومميزة من بينها لندن.
واضاف ان البنك يستثمر في مجالات متنوعة مؤكدا ان عدم التركيز في الاستثمارات على قطاع واحد أو اثنين جزء أساسي من استراتيجية العمل نافيا تركيز بيت التمويل الخليجي على انجاز صفقات تخارج للحصول على السيولة مؤكدا ان البنك يركز اكثر على المشاريع المدرة للدخل.
وتوقع المطوع ان تكون المرحلة المقبلة أفضل مشيرا الى ضرورة انتهاج مبدأ الحيطة والحذر والاهتمام بتوازن المخاطر وعدم السير خلف الارباح المرتفعة عالية المخاطر منوها بأن البنك كان ضحية الاداء الهائل وتعود الناس على العوائد والارباح المرتفعة جداً بالسابق مما انعكس سلبا على الجميع.
وأكد ان بيت التمويل الخليجي ليس على حافة الافلاس مبينا ان جميع حقوق البنك محفوظة وتتم متابعها بعناية للتخارج الايجابي منها بما يرضي المستثمرين، لافتا الى ان معضلة ضعف السيولة تم التغلب عليها من خلال نسبة الكفاءة المالية التي تفوق %24 مؤكدا انها كافية في الوقت الحالي.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* بداية.. بعد توليكم المنصب الجديد هل وضعتم استراتيجية استثمارية جديدة أم ستواصلون تنفيذ الاستراتيجية القديمة؟
- الاستراتيجية الاستثمارية للبنك ابداعية، متطورة، لكن النموذج الاستثماري أصبح أكثر تحفظا، بحيث اننا لاندخل في مشروع تكون فيه المخاطر عالية جدا، ندخل اليوم في مشاريع، المخاطرة فيها موزونة ولكن عائدها جيد، وذلك لضمان المردود للمساهمين والمستثمرين في البنك.
ويوجد لدى البنك اليوم استراتيجية تتركز على المشاريع السابقة والتي تأثرت بالاوضاع، وسنتعامل معها تعاملاً خاصاً يختلف عن التعامل مع المشاريع الجديدة التي يقوم البنك بطرحها، لان الفرص الموجودة اليوم يجب ألا تتأثر بعبء الزيادة التي تأخذ وقتاً أكثر، فالمجال أمام البنك جيد بوجود ادارة تنفيذية جديدة، وبالتالي الفرص متاحة، وطرح المشاريع الجديدة خلال المرحلة المقبلة، قد تكون مشاريع استثمارية، أو في مجال شركات متطورة.
إعادة الهيكلة
* ما هي العوامل التي ساهمت في بلوغ البنك مرحلة التوازن ومن ثم العودة الى تحقيق الأرباح؟
- العوامل عديدة، منها اعادة الهيكلة التي تمت في البنك، واعادة الهيكلة هذه يترتب عليها تقليل مصاريف البنك، وأصبحت المصاريف موزعة بشكل أفضل، وبالتالي استطاع البنك ان يحقق نفس العمليات التي كان يقوم بها ولكن بتكلفة أفضل وأقل.
فعملية اعادة هيكلة الديون كانت من الأولويات، بعد الازمة العالمية، حيث كان البنك يحاول ان يسدد ديونه، بما ان البنك كان يمتلك أصولاً جيدة ولديه استثمارات جيدة في بعض النواحي، فانها لم تتأثر كغيرها من الاستثمارات، واستطاع البنك عن طريق الاستثمارات ورفع رأس المال وعن طريق ايجاد موارد أخرى ان يقلل الديون من 2.6 مليار دولار الى نحو 200 مليون دولار فقط على الرغم من المخاطر في البيئة التشغيلية.
قاعدة الأصول
* ذكرتم ان قاعدة أصولكم جيدة.. هل تأكد ذلك من خلال صفقات تخارج ناجحة؟
- نعم لدينا قاعدة اصول جيدة.. وووفقا لاستراتيجيتنا نسعى للتخارج من تلك الاصول عبر عمليات استحواذ او من خلال شراكات مع شركات أخرى موجودة في الاسواق التي توجد فيها تلك الاصول، وأعتقد أنه حتى بعض المشاريع التي كان البنك يقوم بها كرؤية مستقبلية بدأت تعطي نتائج جيدة، مثل، مرفأ تونس المالي، والاستثمارات في ليبيا وكذلك مشروع الهند، ونحن في مداولات أخيرة مع بعض الشركاء في الهند، وهناك احتمال تخارج جيد للمستثمرين في تلك المشاريع.
دول «الخليجي»
* هل توجهكم للاستثمار في دول «الخليجي» يرجع الى الاستقرار السياسي والاقتصادي بالمنطقة أم هربا من مناطق الاستثمار الساخنة التي دخلتم بها وهي الآن محفوفة بالمخاطر؟
- دول الخليج تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي مقارنة مع الدول المجاورة، وحاليا الاستثمار فيها أفضل، بالاضافة الى ذلك هناك رؤوس أموال موجودة في دول الخليجي تبحث عن فرص جيدة، وهو ما يعطي البنك فرصة لطرح المشاريع الابداعية التي كان يطرحها من قبل.
أما بالنسبة للدول التي قلصنا من تركيزنا عليها، ما زلنا نهتم بها لكن حسب الوضع والمناخ الاقتصادي الموجود، لاتستطيع ان تدخل في أسواق عائد الاستثمار العقاري فيها منخفض، فنحن بانتظار الفرص المناسبة للاستثمار فيها.
وبالفعل نركز حاليا على دول «الخليجي»، حيث شهد التطوير العقاري فيها ارتفاعاً خصوصا على دبي، حيث يبحث البنك عدة فرص متاحة في مجال الاستثمار العقاري، وفي مجالات أخرى استثمارية وكذلك السوق السعودي حيث توجد شركات سعودية واعدة، والاقتصاد جيد، وبامكاننا شراء مثل هذه الشركات وتطويرها، ويمكن ان تعطي قيمة جيدة للبنك.
الاستثمار الرياضي
* دخلتم في الاستثمار الرياضي عبر استحواذكم على نادي ليدز.. الى اين وصل هذا الاستثمار؟ وهل تنوون التخارج منه في المرحلة المقبلة؟
- لن نترك هذا الاستثمار نهائيا، فهناك اهتمام كبير بنادي ليدز، لكننا نبحث عن شريك استراتيجي يرفع من كفاءة النادي واللاعبين واهتمام الجمهور بالنادي وبالفعل نحن نناقش هذا المشروع مع بعض الشركاء.
هذه النقاشات تتم دائما بسرية حسب العقود الموقعة مع المستثمرين، ولا نستطيع ان نعطي أي تفسيرات أو تفاصيل عنها قبل الاتفاق النهائي حولها، لكن نستطيع القول ان هناك اكثر من شريك استراتيجي ونحاول ان نرى من هو الافضل لهذا المشروع، كما نبحث عن مصلحة المستثمرين في مثل هذا المشروع، والكل يعتمد على ربحية المشروع بعد دخول الشركاء.
عصام جناحي
* هل خروج عصام جناحي من البنك يعني خروج بعض الاستثمارات من البنك؟ وهل سيؤثر هذا الخروج سلبا في الاداء وقيمة السهم السوقية؟
- أعتقد ان الدكتور عصام له اهتمام كبير وحصة في البنك وحريص على أدائه ومكانته، لكنه منذ فترة لديه رغبة في التفرغ لاعماله الخاصة لذلك كان قرارالاستقالة.
المشاريع المستهدفة
* ما هي أبرز القطاعات التي تريدون الاستثمار بها، وما هي أبرز المشاريع المستهدفة؟
- حاليا نركز على المشاريع الاستثمارية الموجودة في أماكن استراتيجية مرغوبة ومميزة مثل لندن، حيث تتمتع بنسب قليلة في مخاطر الاستثمار والعائد جيد كما ان لدينا رغبة في الاستثمار في بعض الشركات السعودية، لكن ليس في مجال العقار، الى جانب الاستثمار في مجال الصناعة ومجال اللوجستيكس في دبي مثلا.
النتائج المالية
* لماذا تراجعت ارباح البنك من 5.7 ملايين دينار في النصف الاول 2012 الى 4.2 ملايين دينار في النصف الاول 2013؟ وما هي توقعاتكم للربع الثالث؟
- كما قلت في بداية اللقاء، البنك خلال سنة 2013 بدأ يركز على الاستثمارات وطرح المشاريع الجديدة، لايستطيع البنك ان يسير في استثمارات جديدة دون حل مشكلة الديون الموجودة والمشاريع التي تأثرت في الازمة العالمية ومن الطبيعي ان تنخفض الارباح عند دخول البنك في المشاريع، نحن يهمنا امكانية تحقيق الارباح في المرحلة المقبلة.
والبنك يبذل جهودا كبيرة لزيادة الارباح خلال الفترة المقبلة، من خلال البحث عن الفرص الاستثمارية المجزية التي تضمن تحقيق نتائج أفضل.
تطوير الأداء
* ما هي أبرز نقاط أجندة الدكتور أحمد المطوع لتطوير اداء البنك؟
- البنك مؤسسة وليس شركة فردية، وهي لا تعتمد على أفراد أو على وجود شخص أو شخصين، وهناك ضوابط معينة للاستثمار والاداء وأعتقد ان وجود مثل هذا الشكل المؤسسي للبنك هو الذي سيدفعه للأمام، وبالتالي المرحلة القادمة هي مرحلة طرح مشاريع جديدة من قبل بيت التمويل الخليجي، وارضاء المستثمرين بالنسبة للمشاريع.
الأزمة المالية
* قبل الازمة المالية حقق البنك أرباحاً مرتفعة جدا، وكان الاستثمار فيه من أكثر الاستثمارات جاذبية للمستثمر الكويتي، لكن الامر تغير بعد الازمة.. كيف ترون ذلك؟
- الازمة المالية التي حدثت ادت الى انهيار مؤسسات عالمية كان لها تاريخ عريق، واعتقد ان بيت التمويل الخليجي كان ضحية الاداء الهائل في السابق، فقد تعود الناس على العوائد والارباح المرتفعة جداً، وعندما حدثت الازمة انعكست آثارها على الجميع بمن فيهم البنك، ورغم ان المستثمرين لم يرضوا بردة فعل البنك، لكنها ردة فعل للمحافظة على حقوقه.
بيت التمويل الخليجي ليس على حافة الافلاس، وبالتالي كانت له حقوق وهي محفوظة ومازال يتابعها بعناية لتحويلها الى نوع من التخارج الايجابي يرضي المستثمر فعندما وقعت الازمة أوجدت نوعاً من اهتزاز الثقة، وهذا طبيعي، وللاسف هذا التغير لم يكن داخل بيت التمويل الخليجي، لكنه فرض عليه، وبالتالي مع تحسن الاوضاع في الدول التي فيها مشاريع البنك فان هذا يجعل لديه الرغبة في إعادة الثقة مرة أخرى وارضاء مستثمريه بنتائج ايجابية.
البنك لم يستسلم لكل الصعاب التي واجهها واوفى بالتزاماته، على الرغم من أنه كانت لديه مشاريع ضخمة وجبارة من الناحية العقارية واليوم يتكلم عن تحويل جميع المشاريع القديمة الى مشاريع ايجابية ويتحدث عن طرح مشاريع جديدة ترضي المستثمرين..
الشفافية
* ما العوامل التي ترتكزون عليها لجلب مستثمرين سواء كمشترين او شركاء في مشاريع البنك؟
- الشفافية في طرح المشاريع هي الاساس، فيجب ان يكون لدينا علاقات جيدة مع المستثمرين من خلال الزيارات والتواصل، وعدم دخول اي استثمار ينطوي على مخاطر كبيرة، لان الوضع لا يحتمل.كل هذه العوامل بالاضافة الى طبيعة المشاريع التي سيطرحها البنك كفيلة بكسب ثقة المستثمرين في المرحلة المقبلة.
الاستحواذ
* هل هناك عملية استحواذ على البنك من جهة ما؟ هل يمكن ان يحدث ذلك؟
- حتى الآن لا يوجد..
العوامل والمؤسسات الموجودة في السوق هي التي تحدد هذا الامر، نحن اليوم نملك حصة كبيرة جدا في مصرف الخليج التجاري، وهناك مباحثات مع بنك الخير على اساس الاندماج وخلق كيان أكبر وذلك في اطار ما يقوم به بيت التمويل الخليجي لدعم الاصول الموجودة لديه لتكون افضل سواء إعادة احيائها او تقويتها.
القيمة العادلة
* هل ترى ان قيمة السهم عادلة في البورصات المدرج فيها؟
- حسب القيمة الدفترية نعم.. واعتقد ان اداء البنك هو الذي يحدد في النهاية سعر السهم في السوق.
الأداء
* ما تقييمك لأداء البنك الآن؟
- من العوامل الايجابية سداد الديون حيث لم يتبق الا ما يقارب %10 من ديون البنك أو أقل، فقد سدد البنك خلال 5 سنوات ما يزيد على %92 من ديونه كما ان الديون المتبقية مجدولة لمدة 6 سنوات فيما ارتفعت حقوق الافراد، كما ان اعادة الهيكلة التي قام بها البنك كانت ناجحة بكل المعايير.
أما العوامل السلبية فتتمثل في ضعف السيولة والتي يمكن القول اننا قد تجاوزناها، بالكفاءة المالية في البنك التي تفوق %24، وهذه الكفاءة كافية حاليا الى جانب بعض الاصول الضعيفة التي بدأت ترتفع، اضافة الى الشركات التابعة والزميلة التي بدأت تتحسن.
التصنيفات الائتمانية
* أشارت بعض وكالات التصنيف الى ان البنك يركز على قطاعات محددة ويعتمد على انجاز تخارجات للحصول على التدفقات النقدية.. فهل هذا صحيح؟
- كان هذا سابقاً ولم يعد الآن، نحن نستثمر في مجالات متنوعة منها ناد رياضي وشركات في مجال الصناعة كما ان جزءا من استراتيجية البنك، عدم التركيز في الاستثمار على قطاع واحد أو قطاعين.
اليوم نحن لا نعتمد على بيع الاصول لزيادة التدفقات المالية والدليل على ذلك استثماراتنا في نادي ليدز فمهما حدث لا ننوي التخارج كليا لانه يظل مصدر دخل جيدا فلدينا مصادر دخل اخرى من استثمارات «سمينة».. اداؤها جيد، الى جانب محاولاتنا الدائمة لرفع كفاءة الاداء في مصرف الخليج التجاري وبناء عليه نحن لا نركز على صفقات التخارج فقط للحصول على السيولة، بل نركز على مشاريع مدرة للدخل.
مناخ الاستثمار
* ما هي قراءتك للمناخ الاستثماري في منطقة الخليج خصوصا وفي العالم عموما خلال الفترة الحالية؟
- اعتقد انه في نهاية الازمة العالمية، ستكون فرص النمو الاقتصادي في دول «الخليجي» وآسيا وافريقيا افضل من الفرص الموجودة في اوروبا على المدى الطويل بينما الفرص حاليا في انجلترا وامريكا لاستقرار الاقتصاد والنمو.
كما ان دول «الخليجي» تتمتع بمناخ استثماري مستقر اكثر من الدول المحيطة بها في الشرق الاوسط، وكلها ظروف مواتية للبنك خصوصا نتيجة وجوده في دولة خليجية تتعامل مع مستثمرين خليجيين.
واعتقد ان المرحلة القادمة ستكون أفضل من السنوات التي مرت، لكن الحذر في الاستثمار مازال مطلوبا، والاهتمام بتوازن المخاطر وعدم السير خلف الارباح العالية جدا والتي تصاحبها مخاطر عالية يبقى ضرورة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}