لا تزال أزمة ارتفاع إيجارات مساكن بروة في مجمعي السيلية ومسيمير تتواصل، حيث يؤكد السكان أن قرار بروة برفع الإيجارات في أقل من عامين بنسبة 10% يخالف ما أعلنته الشركة عند إنشاء المجمعين من أن المشروع هدفه اجتماعي، إلا أنه مع الوقت أصبح مثله مثل أي مشروع سكني آخر وانتفت عنه صفة البعد الاجتماعي.
فيما يؤكد مسؤولو شركة وصيف - الذراع التشغيلي لشركة بروة - أن هدف زيادة الإيجارات يرجع الى ارتفاع تكاليف الصيانة وأجور العمالة الفنية التي تقوم بأعمال الصيانة، لافتين الى أن أسعار الإيجار في المجمعين تظل الأقل في الدوحة حتى بعد زيادتها.
أكد السيد عبد الله جبارة الرميحي الرئيس التنفيذي لشركة وصيف أن زيادة الإيجارات لها ما يبررها ، واذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع، اليوم تكاليف عمليات الصيانة في مجمعي السيلية ومسيمير مرتفعة ولابد من مواجهة هذه الزيادة ، كما أن أجور العمالة الفنية ترتفع هي ايضا بشكل كبير ، هذا بخلاف سوء استخدام مرافق المجمعين من قبل السكان والأطفال ولابد من التعاون معنا للوصول الى صيغة متكاملة للحفاظ على مرافق المجمعين.
وقال إن كل العاملين في وصيف يعملون على تلبية احتياجات السكان وتحقيق أقصى درجات الراحة لهم، ولكن لابد من تعاون السكان معنا، وحقيقة نحن أمام خيارين إما أن نهبط بمستوى الخدمات الى أدنى شيء حتى لا نقرر الزيادة، او نقر الزيادة لنحافظ على مصلحة الطرفين، السكان ينظرون على 10% زيادة قيمتها 300 ريال، تبلغ سنوياً من 3 آلاف الى 4 آلاف ريال للشقة الواحدة ، لكن الارتفاع في مساكن العمال والفنيين الذين نستخدمهم لخدمة المجمعين في ارتفاع أكبر من تلك النسبة، لذا نحن في بروة نحترم القانون ولكن ليس بالضرورة غيرنا يحترمه ممن يؤجرون مساكن العمال والذين يرفعون إيجاراتهم الى 15%، وأعترف أن هناك تضخما في أسعار الإيجار وهذا واقع لا ينبغي أن نغفله والارتفاع لا يقتصر على بروة فقط ولكنه يشمل جميع المؤسسات، لذا فإن ارتفاع الإيجارات شيء لا تٌقبل عليه بروة وإنما يٌفرض عليها لمواجهة متطلبات الراحة للسكان، اليوم نؤجر المعدات بتكاليف أعلى من السابق، فهل تعلم أن إيجار معدة رفع الفني لضبط الستالايت تصل الى اربعة آلاف ريال في اليوم.
وأشار الى أن وصيف لا تدير كل الخدمات في المجمع فخدمات النظافة ستقوم بها شركة متخصصة وعندنا معايير واضحة للنظافة، وهكذا باقي الخدمات الأخرى ، نوكلها لشركات رائدة في مجالها، وسوف تقوم الشركة قريبا بتقديم خدمات جديدة للسكان مثل إنشاء حديقة للعائلات مكان بركة السباحة، وندرس حاليا تبريد خزانات المياه في المجمعين، ولكن بمواصفات خاصة لأن الخزانات ضخمة وتتطلب معدات تبريد خاصة وخلال شهرين سيتم تنفيذ هذه الخدمة، كما سيتم تركيب كاميرات مراقبة في جميع أنحاء المجمعين وداخل المباني ووفق المرسوم الأميري وستعمل هذه الكاميرات على مدار الساعة، وشرعنا بالفعل في مناقسة لشراء وتركيب هذه الكاميرات وقريبا يراها السكان داخل المجمعين، وهذا سيكلفنا مبلغا ضخما ، ذلك لأن معياري الأمن والنظافة من أولى اهتماماتنا في وصيف وينبغي تحقيقهما وفق أعلى المعايير.
50 ريالاً لمعاينة الاعطال
وحول قيام الشركة بفرض رسوم لمعاينة الأعطال في الوحدات السكنية في المجمع، أكد الرميحي أن قيمة هذه الخدمة 50 ريالا ولم نفرضها حبا فيها كما أنها لن تضيف للشركة شيئاً، ولكن هي محاولة لتحسين خدماتنا ، ففي الفترة الماضية نتلقى كما رهيبا من الاتصالات عن أعطال واهية جدا ، مثلا استبدال مصباح إحدى الغرف أو تركيب شطاف حمام او غيره من الأشياء التي يمكن للساكن القيام بها، وهذا يمنع في نفس الوقت من أصلاح أعطال مهمة لساكن آخر، وللعلم اتفقنا في الشركة على ألا تزيد تكلفة الإصلاح والمعاينة عن مائة ريال مهما كانت قيمة ما يتم إصلاحه ، كما أن أي عطل لا يقع في مجال سيطرة الساكن فإصلاحه على حساب وصيف، والعكس صحيح، فمثلا أعطال تسرب المياه داخل جدران الوحدات السكنية أو مشكلة كهرباء رئيسية فإن وصيف ستقوم بإصلاحها مجاناً، كما أن هناك أشياء من المهم أن يدركها الساكن وهي أن المكيفات التي سلمتها الشركة للسكان عند التأجير والتي مر عليها ثلاث سنوات، أصبحت قيمتها الدفترية صفر، ولذلك أبلغنا السكان أن هذه المكيفات أصبحت ملك لهم وبإمكانهم تغييرها اذا أرادوا ذلك بمكيفات جديدة على نفقتهم الخاصة، بل وسوف تساعدهم وصيف بالإشراف الفني على الشركة التي ستقوم بتركيب المكيفات الجديدة وستأخذ وصيف المكيف القديم ، وإذا غادر السكان وحدته السكنية فلن تطالبه وصيف بالمكيف القديم، لأنه كما قلت قيمته انتهت بمرور ثلاث سنوات، ويمكن للساكن المغادر أن يأخذ معه مكيفه الذي اشتراه، ولذلك ولمزيد من تحقيق التواصل مع السكان نعد حاليا دليلا إرشاديا سيتم توزيعه على السكان مع تجديد العقود يتضمن الحقوق والواجبات التي ينبغي على الساكن أن يتقيد بها.
وقال إن من يقارن أسعار الوحدات السكنية في مشاريع بروة بغيرها من المشاريع الأخرى، فإنه يظلم بروة لانه لابد أن يحتسب المساحات الخضراء والملاعب وأماكن انتظار السيارات وغيرها من الخدمات ويقارنها مع المجمعات السكنية الأخرى، فالإيجار السكني لا يقتصر فقط على الوحده السكنية ولكن يضاف إليه كل المساحات الأخرى التي يتمتع بها السكان، لافتا الى أن بروة لا تحقق أرباحا ملموسة من تشغيل مساكن السيلية ومسيمير، ولا نسعى بهذه الزيادة الى تعزيز أرباح بروة ، ولكن بروة هي شركة ضمن شركات عديدة في الدولة تتأثر بالسوق ومتغيراته، ولكن هذا لا يعني أننا سنزيد الإيجارات بوتيرة متصاعدة كل عام ، ولا يمكن أن نزيد حتى يصل الإيجار الى عشرة آلاف ريال مثلا! ونحن نقول لا إفراط ولا تفريط، وبروة لا تسعى لإزعاج سكانها ولكن ترغب في استقرارهم والعيش في بيئة آمنة ونظيفة وحياة كريمة.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة وصيف الى أن الزيادة الحالية هدفها المحافظة على جودة الأصول لهذا المشروع الرائد ولكي يستمر لأطول فترة ممكنة، وهذا في النهاية يصب في مصلحة الساكن، مؤكدا أن قرار الزيادة ليس عشوائيا او تم بين يوم وليلة ولكن سبقته دراسات عديدة وتم عرضها على مجلس إدارة بروة الذي تمثل فيه الدولة والتي تملك 45 % من بروة ، ومجلس الإدارة وافق على قرار الزيادة.
وطالب بضرورة أن يشكل سكان مجمع مسيمير فيما بينهم لجنة للتواصل مع مسؤولي شركة وصيف لإبداء المقترحات وعلاج المشكلات اليومية في المجمع.
تطبيق الزيادة
ويقول السيد محمد الحمادي مدير المبيعات والتأجير في وصيف إن الزيادة ستطبق بدءا من عقود شهر نوفمبر القادم ومع كل عقد يتم تجديده فيما بعد ، كما أن الزيادة لا تسري على السكان القطريين في المجمعين ، مؤكدا أن قائمة الانتظار لمجمع مسيمير بلغت أكثر من 350 طلبا، بينما في السيلية بلغت طلبات الانتظار للسكن في المجمع أكثر من 252 طلبا ، وهو ما يؤكد أن أسعار السكن في المجمعين حتى بعد الزيادة تعتبر أقل من مثيلتها في الدوحة.
ويضيف أن عقود بروة لا تعتبر عقود إذعان ، ولكن أجرينا عليها تحسينات تصب في مصلحة الساكن والشركة، وبروة لا تتعامل بلي الذراع أبدا في كل عقودها، منوها الى انه لا زالت شروط التسكين في المجمع كما هي دون أي تغيير فالمشروع ذو أهداف اجتماعية، ويحدد سقفا للرواتب التي تستحق السكن في المجمعين، لكن هذا لا يمنع من أننا نرى سيارات فاخرة ووفق أحدث الموديلات في مجمع مسيمير!!
مركز الاتصال
أما السيد أحمد رمضان مدير مركز الاتصال في وصيف، فيشير الى أن مركز الاتصال يتلقى عشرات الاتصالات من السكان بعضها يمثل مشكلة حقيقية وبعضها الآخر يمكن أن يعالجه الساكن بمفرده، ولهذا قررت الشركة 50 ريالا مقابل معاينة الأعطال للحد من طلبات الاتصال غير المنطقية ، وقد تلقيت في إحدى المرات اتصالاً الساعة الثانية منتصف الليل من ساكن في مجمع السيلية للابلاغ عن عطل في المكيف ولما توجه الفني الى رقم الشقة اكتشفنا أن صاحبها لم يبلغ بأي أعطال وأن جاره أراد مداعبته بإرسال فني الصيانة لإيقاظه في الليل!! لافتا الى أن مثل هذه التصرفات دفعتنا الى إقرار رسوم معاينة حتى يتفرغ فنيو الشركة لإصلاح المشكلات الفعلية للسكان.
وأضاف أن مركز الاتصال في وصيف يعتبر أحد المراكز عالية المستوى في الدوحة وقد تم تصميمه وفق أحدث أنواع التكنولوجيا المطبقة في العالم، كما أن العاملين في المركز على درجة كبيرة من الاحترافية، حيث يتم تصنيف شكاوى السكان حسب أهميتها وتلبية العاجل منها فورا.
شكوى السكان
يذكر أن السكان تحفظوا على زيادة قيمة إيجار الوحدات السكنية في مساكن بروة.
ويقول السيد محمد ابو جمعة أحد السكان إننا صبرنا في بداية تسكين المجمع على نقص الخدمات والمرافق نظرا للعجلة الشديدة التي جرى بها تسكين المجمع، على اعتبار أنه مشروع ذو هدف اجتماعي ولن يكون مثل المشاريع العقارية الأخرى التي تقفز بإيجاراتها كل عام او عامين، ولكنه في عام 2010 فوجئنا بقرار زيادة الإيجارات بواقع 10 % وكان تبرير الشركة أن هذه الزيادة لمواجهة ارتفاع تكاليف الصيانة ، ولكن بعد هذه الفترة تم تآكل معظم الخدمات وتقلصت أعمال الصيانة بشكل كبير حتى أصبح على السكان أن يجلبوا فنيين من الخارج لإصلاح الأعطال مع ما يسببه ذلك من تلفيات في المرافق الرئيسية للمجمع لان طبيعة المباني والتوصيلات في مباني المجمع تعتبر خاصة، كما أن خرائط توصيلات المرافق من مياه وكهرباء وغاز لا تعلمها إلا الشركة ، وكل ذلك يسبب لنا وللشركة في ذات الوقت مشاكل كثيرة .
وقال خالد أبو براء إن بروة تمضي في اتخاذ قرارات لا تساهم إلا في ترسيخ مبدأ الجباية والإذعان في التعامل مع السكان، فبعد أن قمنا بتصديق كل الشعارات التي قيلت عند إنشاء المشروع من أنه لا زيادة على المدى القريب او على الأقل كل أربع سنوات، فنفاجأ كل عامين بزيادة الإيجارات، إضافة الى تحميل المستأجرين قطع الغيار لخدمات الصيانة ، وبعد مرور أقل من ستة شهور قررت بروة تحميل المستأجرين تكلفة الأيدى العاملة التي تقوم بإصلاح الأعطال في الوحدات السكنية مهما كان سعرها ، ولم تكلف الشركة خاطرها لإبلاغ هذه القرارات للمستأجرين ولكن علينا أن نتفاجأ بهذه القرارات كلما طلبنا إصلاح عطل ما في الوحدة السكنية.
وفي محاولة لعرض مطالب سكان مجمع مسيمير السكني على المسؤولين في شركة بروة، اجتمع السكان في المسجد وتقدموا بعدة مطالب للشركة أهمها عدم فرض زيادة القيمة الإيجارية التي تم الإعلان عنها وإجراء دراسة حقيقية وواقعية لسكان المجمع ودخولهم للتيقن من أن رواتبهم لا تستطيع مواكبة هذه الزيادة ويكفي ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات الأخرى في الدولة لاسيما وأن رواتبهم لم ترتفع لمواجهة هذه الارتفاعات المتوالية في جميع المجالات.
ودعا السكان الى العمل على حل المشاكل التي يعاني منها السكان مثل عدم وجود كاميرات مراقبة لمنع المراهقين من سباق السيارات الذي يقومون به في طرق المجمع، وتغيير شركة الأمن وتزويد أفرادها بمعدات بما يكفل القيام بدورهم بشكل كامل في تأمين المجمع، فحص أجهزة الإنذار والوقاية من الحرائق التي لا تعمل في كثير من مباني المجمع، ومعالجة مشاكل الستالايت المتكررة.
وناشد السكان شركة بروة إلغاء قيمة معاينة الأعطال فقط دون إصلاح أي شيء وقدرها 50 ريالاً!! ، العمل على معالجة تسرب المياه من أسقف بعض المباني بشكل متكرر نتيجة الأمطار مما يشكل خطورة شديدة وإتلاف للممتلكات، وتوفير مظلات لمواقف السيارات، وإيجاد حلول لمشكلة ارتفاع سخونة المياه في المجمع بتركيب مبردات لخزانات المياه .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}