قال سعادة سعيد محمد الطاير عضو مجلس الإدارة المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي انه تماشيا مع المبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله تحت شعار "اقتصاد أخضر من أجل تنمية مستدامة" والتي تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي المستدام الطويل المدى في دبي للأجيال القادمة أدركت إمارة دبي أهمية الارتقاء بجانب التزويد وكفاءة الإستخدام للكهرباء والمياه.
ولفت إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعد المؤسسة الوحيدة المتكاملة من حيث الإنتاج والنقل والتوزيع في مجالي الكهرباء والمياه في إمارة دبي حيث تمتلك وتشغل محطات إنتاج الكهرباء وتحلية المياه وشبكات نقل وتوزيع الكهرباء والمياه والتزويد للمستهلكين ..مشيرا الى ان الهيئة تركز دائما على تطوير الإنتاج المستدام للكهرباء والمياه وشبكات النقل والتوزيع وأنظمة التزويد فيما تتبنى نهجين متوازيين لتحقيق الإستدامة تماشيا مع استراتيجيتها ورؤيتها المتمثلة في كونها "مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي" .
جاء ذلك في كلمته الافتتاحية التي ألقاها اليوم خلال فعاليات منتدى المياه والطاقة العربي 2013 في نسخته الثانية الذي ينظم تحت رعاية الشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم بمشاركة كل من هيئة كهرباء ومياه دبي والمجلس الأعلى للطاقة بدبي بفندق العنوان دبي مارينا ويستمر حتى 25 سبتمبر الجاري .
ويوفر المنتدى - الذي تنظمه مجموعة "سي دبليو سي" - منصة استثمارية تجمع بين صانعي السياسات ورجال الاعمال والمستثمرين لمعالجة قضيتين مصيريتين تعيدان تشكيل الشرق الأوسط وهما الطاقة والمياه .
وقال الطاير " تبرز هنا أهمية الموضوع الرئيسي الذي يتناوله هذا المنتدى الهام وهو الإرتقاء الأمثل بجانبي التزويد وإدارة الطلب من أجل تحقيق استدامة طويلة المدى في قطاعي الكهرباء والمياه في المنطقة كما يتضح لنا أن السياسات والاستراتيجيات التي يتعين وضعها في الوقت الراهن عليها إحداث توازن بين الكهرباء والمياه في المستقبل".
ففي جانب التزويد أوضح ان الهيئة تدعم كفاءة وفاعلية الموارد بكافة الوسائل العملية الممكنة حيث نجحت في رفع كفاءة وحدات الإنتاج الحالية بنسبة 26 في المائة في الفترة ما بين 2006 إلى 2012 كما تمكنت كذلك من زيادة القدرة الإنتاجية بنحو 450 ميجاوات باستخدام تقنيات تم إختبارها بنجاح وثبتت كفاءتها وذلك في مقابل تكلفة بسيطة مقارنة بتركيب وحدات انتاج جديدة بنفس القدرة.
وأوضح ان الهيئة حققت كذلك تخفيضا في فاقد شبكات الكهرباء من 7.03 في المائه في عام 1998 إلى 3.5 في المائه في عامي 2011 و 2012 وذلك باتباع أفضل المقاييس الفنية العالمية وأفضل وأدق الممارسات الهندسية فيما يتعلق بتخطيط وتصميم وتشييد وتشغيل أنظمة الطاقة وتعد هذه النسبة هي الأقل على مستوى العالم ..كما نجحت الهيئة في خفض كمية المياه غير المحتسبة في نظام تزويد المياه من 42 بالمائة في عام 1988 إلى 10.88 في المائه في عام 2012 وهي نسبة تعد من بين أقل النسب على مستوى العالم .
وأشار إلى أن الإنتاج الموحد للطاقة المياه المحلاة في دبي يتسم بالكفاءة التامة حيث يتم استخدام الغاز الطبيعي والغاز المُسَيل (ال ان جي) كوقود أساسي بنسبة 99 في المائة بالإضافة إلى الوقود السائل وزيت الديزل كوقود ثانوي بنسبة 1 في المائه في عام 2010 ..لافتا الى انه تم وضع إستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 عام 2011 لتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي والمحافظة على البيئة و تأمين إمدادات الطاقة عن طريق تنويع منظومة إمداد الوقود حيث تتكون المنظومة المقترحة لإنتاج الطاقة في المستقبل بحلول عام 2030 من الغاز والطاقة الشمسية والفحم النظيف والطاقة النووية على النحو التالي 71 في المائه غاز و 5 في المائه طاقة شمسية و 12 في المائه طاقة نووية و 12 في المائه فحم نظيف .
وأوضح انه على مدار العقد الماضي بدأت مصادر الطاقة المتجددة في المساهمة بشكل فعال في المنظومة العالمية للطاقة ..متوقعا ان تزداد تلك المساهمة في القرن الحالي.
ووصف الطاير الطاقة الشمسية بأنها أهم مصدر استراتيجي من مصادر الطاقة المتجددة في دولة الإمارات والمنطقة ..مشيرا الى ان الهيئة تواصل العمل ووضع الخطط لبناء مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة ألف ميجاوات والذي سيصبح عند اكتماله واحدا من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في المنطقة وربما خارجها حيث سيسهم في توفير احتياجات إمارة دبي من الطاقة وسوف يتم تدشين المرحلة الأولى بقدرة 13 ميجاوات من الكهرباء في الربع الأخير من العام الحالي.
وأشار إلى انه على صعيد آخر تتبنى الهيئة مبادرات إدارة الطلب على الكهرباء والمياه تماشياً واستجابةً لمتطلبات التنمية المستدامة التي تشكل محوراً أساسياً ومهما في استراتيجيتها والتي تهدف إلى ترشيد الإستهلاك والمحافظة على الموارد الطبيعية من الهدر وحماية البيئة من التلوث.
وأكد ان الهيئة لا تتدخر جهدا لتحقيق المزيد من الإنجازات للوصول إلى الإستخدام الأمثل لموارد الطاقة والمياه من خلال تطبيق مبادىء ولوائح المباني الخضراء وفقا لأفضل الممارسات العالمية الصديقة للبيئة والتي تتلاءم مع الظروف القائمة في إمارة دبي كما تشجع الهيئة على استخدام المزيد من الأجهزة وأنظمة التبريد التي تتسم بالكفاءة على نطاق أوسع.
وقال الطاير في ختام كلمته انه وعلى النقيض من المباني التقليدية يعتمد تصميم وتشييد وتشغيل المباني الخضراء على إستخدام أنظمة ترشد من إستنزاف الموارد بشكل كبير طوال فترة عمر المبنى مما يخفف العبء على الهيكل الأساسي للمباني في المدن ويوفر بيئة صحية ملائمة للمعيشة والعمل.
وأوضح ان المياه تمثل عنصرا مهما لا يقل عن أهمية الطاقة سواء للإمارة أو للمنطقة بأسرها حيث اعتمدت امارة دبي في نظام امداد المياه على المياه المحلاة بنسبة 98.8 في المائه والمياه الجوفية بنسبة 1.2 في المائه وذلك في عام 2012 ..مشيرا الى ان عملية تحلية المياه تعتبر إلى حد كبير من العمليات المستهلكة للطاقة مما يستوجب إيجاد مفهوم أكثر شموليةً في المستقبل يربط بين إنتاج الطاقة وتحلية المياه وذلك للمحافظة على التوازن المستدام بين الطاقة والمياه الى جانب مواصلة ترسيخ ثقافة الترشيد مع جعلها جزءاً أصيلا في مجتمعنا والحرص على تطبيقها في كافة العمليات دعماً للاستدامة كهدف طويل المدى.
وقال ان تغيير أنماط استهلاك الكهرباء والمياه يأتي في مقدمة الخطط الخاصة بإدارة جانب الطلب ..مشيرا الى ان تحقيق الإستدامة في هذا الشأن يتطلب الدمج بين الإلتزام بالسياسات واللوائح وبين الإلتزام النابع من الوعي بضرورة الترشيد وأهميته.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}