اوضحت مجلة «ميد» ان التعديلات التشريعية والقانونية في دول «الخليجي» بالاضافة الى الخسائر التي تتكبدها بعض شركات الاتصالات الاقليمية في المنطقة دفعتها الى اعادة النظر في خططها الرامية الى التوسع بالخارج، ومن ذلك على سبيل المثال ما اعلنته شركة اتصالات الاماراتية في ابريل الماضي عن خطط لشراء مصالح في شركة الاتصالات المغربية بصفقة قد تصل قيمتها الى 8 مليارات دولار، الامر الذي اثار على الفور عاصفة من التكهنات في اوساط المستثمرين مفادها ان الشركة ربما تكون عرضت سعرا مبالغا فيه للاستحواذ على ما نسبته %53 من الشركة المغربية، كما استعرضت المجلة محاولات استحواذ اخرى من قبل شركات اتصالات خليجية.
ولكن المجلة قالت ان سياسات التوسع في داخل دول «الخليجي» اثبت نجاحا اكبر، في حين تفاوتت نجاحات الجهود التي بذلتها شركات اخرى مثل «زين» والاتصالات السعودية و«اريدو» القطرية.
الأسلوب الاوروبي
واضافت المجلة انه خلال فترة الازدهار بين عامي 2005 و2008 سادت فكرة اتباع الاسلوب الاوروبي في التوسع والذي ساد خلال تسعينات القرن الماضي، بسبب وفرة الائتمان عندما طرح اول ترخيص للجيل الثالث من الاتصالات، حيث كانت الشركات قادرة على غزو الاسواق الخارجية واستقطاب العملاء عبر تخفيض الاسعار، وكان امال الشركات معلقة على ان يبقى ولاء المستخدمين لها ليعوضها عن بعض التكاليف التشغيلية الاولية.
على ان النجاح لم يكن حليفا لكافة خطط التوسع الاقليمية اما بسبب المطالب بمصروفات راسمالية عالية في الدول التي تعمل فيها، او لانها ببساطة لم تتفهم جيدا المناخ الاستثماري الاجنبي والقوانين التي تحكمه.ففي حين حققت عمليات الاستحواذ الاقليمية نجاحا ملحوظا، فان الشركات العاملة في آسيا وافريقيا واجهت تحديات اكبر.
خطط توسعية
وقالت المجلة ان خطط شركة اريدو التوسعية في المنطقة باستهداف السوق العراقي وشراء %92 من اسهم الوطنية للاتصالات الكويتية اثبتت ان المخاطر التي تحملتها الشركة كانت اقل مقارنة مع اسواق اخرى.
وقال محلل في شؤون الاتصالات» اعتقد ان خطط التوسع التي تقوم بها الشركات في الكويت والبحرين تسير في الاتجاه الصحيح، في حين تواجه العمليات التركية برغم نجاحها بعض السلبيات ولكنها لا تشكل مصدر قلق كبير مقارنة مع بعض الاسواق الاسيوية ولاسيما اندونيسيا، في حين لم تعلن شركة زين خططا للتوسع في الخارج بعد ان تخارجت من عملياتها في افريقيا عام 2010.
البرامج المستقبلية
واضافت ان شركات الاتصالات في المنطقة توصلت اخيرا الى قناعة بانها بحاجة الى قدر كبير من المصروفات الراسمالية كي تصبح لاعبا رئيسيا في اسواق خارجية جديدة او في اسواق اجنبية تعاني من الاشباع ومعدلات الاختراق العالية.
ونسبت المجلة الى مدير عام مجموعة المستشارين العرب التي تتخذ من العاصمة الاردنية عمان مقرا لها جواد عباسي قوله «ان ثمة تحولا نحو الاستثمار في المؤسسات القائمة ذات الربحية العالية والتي تعتبر اقل مخاطرة من الاستثمار في اسواق جديدة تماما، او الدخول في اسواق تزيد فيها نسبة الاختراق عن %100 وبالتالي تكون المنافسة فيها حادة جدا، لقد ولت فترة الازدهار واصبحت الشركات الاقليمية والعالمية على حد سواء تعاني من الضغوط العديدة في النمو والربحية، ما اضطرها الى التحول للتركيز على كفاءة العمليات التشغيلية والعمل بكل حزم لضبط المصروفات».
تحالفات استراتيجية
وختمت «ميد» بالقول انه فضلا عن المضي في استحواذات اجنبية وتحديث الشبكات على نحو يعزز مواطئ اقدامها في الاسواق المحلية، فان المرحلة المقبلة بالنسبة للاتصالات الخليجية ربما تتمثل في اقامة تحالفات استراتيجية مع شركات عالمية في الخارج لتجنب مخاطر اضطرارها للخروج من تلك الاسواق في المستقبل.
ومع ان السيناريو المفضل يتبنى التوجه للاسواق التي مازالت تشهد معدلات اختراق متدنية ولاعبين قلة فيها، الا ان تلك الفرص اخذة في الاضمحلال بسبب المنافسة الشديدة والبحث المستميت عن اسواق تراها الشركات فرصا استثمارية مجدية.
الدروس المستفادة
وعلى نحو متصل قالت المجلة ان عمليات الاستحواذ العشوئية في الخارج لم تؤت الثمار التي كانت تتوخاها معظم الشركات العاملة في المنطقة، والتي باتت الآن تسعى للتخلص منها، وقد اثبتت الاستحواذات السابقة من قبل اكبر شركات الاتصالات في المنطقة ان التوسع في الاسواق العالمية ليس على الدوام قرارا سليما وصائبا، حيث ظهر ان بعض هذه العمليات كان فقط من اجل اثبات الحضور في تلك الاسواق الجديدة، وهو ما تمخض عن خسائر كبيرة او استدعى تخصيص استثمارات ضخمة وفقا للقوانين السائدة في تلك الاسواق.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}