قال الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي بالإنابة هشام الريس إن اعتماد ميزانية عمومية أكثر مرونة واتباع نموذج عمل مطور يمكن أن يحيي آمال البنك من جديد ليستعيد مكانته كرمز لنمو قطاع التمويل الإسلامي في مملكة البحرين، مشيرا إلى أن الإستراتيجية الجديدة للبنك تتطلب المزيد من الانخراط في استثماراته واستكمال المشاريع القائمة دون الحاجة إلى الاستعانة بأطراف أخرى لأعمال التطوير مثلما كان يتم في السابق.
وأضاف الريس في المقابلة التي أجرتها معه وكالة رويترز ونشرتها العديد من الصحف العالمية والمواقع الإخبارية أن بيت التمويل الخليجي الذي تأسس في عام 1999، والذي يزاول أنشطته وفق مبادئ الشريعة الإسلامية قد اتبع لسنوات عديدة إستراتيجية مصممة ومعدة خصيصا لتحقيق طموحات البنك التي أثمرت عن أرباح كبيرة حققها البنك من بيع حصصه في المشاريع العقارية في أكبر الأسواق العالمية، بأرباح بلغت في مجملها 343.7 مليون دولار عام 2007 و291.9 مليون دولار عام 2008، لافتا إلى أن الأزمة المالية العالمية أعاقت جهود البنك في بيع أصوله مما تسبب في تكبد البنك خسارة صافية بلغت 728.4 مليون دولار عام 2009. ولكن الأرباح عادت للظهور مرة أخرى في العام الماضي لتصل إلى 10.05 ملايين دولار، فيما بلغت أرباح البنك للربع الأول من العام الحالي ما قيمته 1.5 مليون دولار.
وأرجع الريس تلك الأرباح الكبيرة التي تحققت في السابق إلى طبيعة الأسواق في ذلك الوقت والتي وصفها «بالأسواق الساخنة التي يمكن أن تبيع فيها كل شيء بسهولة»، مشيرا إلى أن إدارة البنك تبحث في الوقت الحالي عن الأساسيات مع اعتبار المخاطر المدروسة جيدا، لافتا إلى تغيير نموذج العمل باستبدال المطورين الفرعيين باتباع التطوير الرأسي لمشروعات البنك.
وأضاف الريس أن البنك استطاع تخفيض ديونه إلى 223 مليون دولار يتم استحقاقها حتى عام 2018 بفترات سماح تبلغ كل منها سنتين، وذلك بعد أن أدت أزمة الائتمان العالمية إلى وصول ديون البنك إلى أكثر من ملياري دولار.
وقال الريس إنه يأمل أن الاستحواذ على نادي ليدز الإنجليزي الرياضي لكرة القدم في ديسمبر الماضي من خلال الشركة التابعة لبيت التمويل الخليجي GFH كابيتال سيثبت صحة الطريقة الجديدة التي اتبعها البنك في عمله، لافتا الى أن «هذه العملية أثبتت إلى حد كبير تعافي بيت التمويل الخليجي» حيث ان بيان التدفق النقدي يظهر أن البنك دفع حوالي 33 مليون دولار للنادي مع مطلوبات إضافية تصل إلى 42.7 مليون دولار بينما يقدر البيان المالي قيمة النادي بـ 88 مليون دولار.
وبيّن الريس أن البنك يسعى إلى تحويل نادي ليدز إلى استثمار مستدام من خلال لاعبيه الجدد وإدارته الجديدة بما فيها مدرب نادي ريدنغ برايان ماك ديرموت وذلك بمحاكاة النجاحات التي حققها نادي ريدنغ، مشيرا إلى أن البنك صنف استثمار نادي ليدز تحت عنوان «محتفظ به للبيع» نافيا أن ذلك يعني التخارج من النادي في الوقت القريب بل بهدف جذب المستثمرين بشكل مباشر أو تحت اسم البنك إلى النادي مع الاحتفاظ بنسبة «صغيرة ولكنها مؤثرة».
وبيّن الريس ان البنك يخطط لاستخراج القيمة من بعض استثماراته القديمة مثل الاندماج المقترح بين بنك الخير البحريني والمصرف الخليجي التجاري التابع لبيت التمويل الخليجي والذي يملك فيه حصة 47% برأسمال قدره 100 مليون دولار أميركي، مشيرا إلى أن البنك بانتظار تقييم برايس ووترهاوس كوبرز للاستشارات وأن الأمور ستتطور خلال الأشهر الستة المقبلة وسيكون تقييم العملية واضحا أمام البنك خلال شهرين.
وتوقع الريس تخفيض مساهمة بيت التمويل الخليجي في المصرف الخليجي التجاري، حيث سيستفيد الكيان الجديد من المدى الجغرافي المتنوع المتاح له بتقليل المخاطر من خلال الاندماج، لافتا إلى أن ذلك «سيمكننا من التركيز على أسواق مثل ماليزيا والهند وتركيا بدلا من التركيز على البحرين فقط».
وكشف الريس أن بيت التمويل الخليجي يسعى إلى إدراج مؤسسة ألمنيوم واسمنت البحرين «سيمينا» التي أسسها البنك عام 2008 برأسمال 600 مليون دولار العام المقبل بعد الحصول على الموافقات الرسمية. كما أعلن الريس انسحاب بيت التمويل الخليجي من مشاريع أخرى مثل شراء البنك التركي أدابانك بسبب صعوبة الاستمرار في العملية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}