تصدرت دولة قطر المرتبة الأولى عالميًا من حيث السرعة في إنجاز تمديد شبكة الألياف الضوئية بينما حصدت المرتبة السابعة عالميًا والثانية على مستوى منطقة الشرق الأوسط من حيث معدل انتشار شبكات الألياف الضوئية على مستوى المنازل والعملاء وذلك وفق دراسة أجرتها شركة /آرثر دي ليتل/ للاستشارات المبتكرة.
تم الكشف عن نتائج الدراسة التي اعتمدت على أرقام وإحصائيات مجلس الألياف الضوئية للمنازل /FTTH/، وعلى بيانات وفرها مشغلو خدمات الاتصالات، وعلى تقدير شركة /آرثر دي ليتل/، أمس على هامش مؤتمر صحفي عقدته شركة Ooredoo بمقر الشركة بحضور وليد السيد رئيس العمليات والسيدة فاطمة الكواري مديرة العلاقات العامة فيOoredoo.
وأعلن وليد السيد رئيس العمليات بشركة Ooredoo، عن إطلاق خدمة الألياف الضوئية للشركات والتي ستكون موجهة بشكل خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد قطر سريع النمو القائم على المعرفة خلال الربع الثالث من العام الجاري .
وأشار إلى أنه سيتم الانتهاء من مد شبكة الألياف الضوئية إلى جميع البيوت القطرية في 2014، على أن يتم تفعيل الخدمة في كافة مناطق الدولة مع منتصف 2015، حيث رصدت الشركة موازنة بلغت مليار ريال، لإنجاح خدمة الألياف الضوئية التي أطلقتها الشركة في يناير من العام 2012 على نطاق تجاري في قطر، والتي اعتبرت في وقتها واحدة من أسرع شبكات الألياف الضوئية المنزلية.
وبين السيد وليد السيد رئيس العمليات بشركة Ooredoo، أن الألياف الضوئية التي أطلقتها الشركة وفرت سرعات تصل إلى 10 أضعاف السرعة التي توفرها شبكات الكابلات النحاسية التقليدية، ما يساعد على تحسين مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة لعملائها، بالإضافة إلى أن شبكة الألياف الضوئية تعتبر مكملاً مهمًا لشبكة البرودباند الجوال من الجيل الرابع للاتصالات /4G LTE/.
وأضاف أن عدد عملاء الشركة في هذه الخدمة تجاوز 50 ألف عميل مستخدم لخدمة الألياف الضوئية، في وقت تمر فيه الشبكة بمحاذاة 191 ألف مبنى وتربط 56 ألف منزل في قطر، كما تواصل الشركة جهودها لتغطي آلاف المنازل في مختلف مناطق الدولة كل شهر.
وأعرب عن فخره أن تصنف قطر كواحدة من أسرع الدول في تنفيذ شبكات الألياف الضوئية في العالم، وهو ما ينسجم تمامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030، والتي نعمل بتضافر جهودنا جميعًا لتوفير الأسس اللازمة لإرساء دعائم اقتصاد المعرفة في بلدنا الحبيب.
وحول العلاقة بين Ooredoo وشركة "QNBN " الشركة القطرية لشبكة الحزمة العريضة قال إن العلاقة قائمة على التنسيق بين الطرفين، وهناك اتفاقية سابقة تقوم بموجبها "QNBN " بتأجير مسارات من Ooredoo لنشر شبكتها بحيث تقوم بوضع الألياف الضوئية الخاصة بها في المسارات الخاصة بنا.
وأضاف أن شركته سوف تقوم بالإعلان عن مزيد من التطورات في مجال الألياف الضوئية في قطر خلال الأشهر القادمة. فنحن شركة رائدة عالميًا في خدمات الألياف الضوئية، وسنواصل العمل لتقديم المزيد بناءً على ريادتنا في هذا المجال.
وتحدثت السيد فاطمة الكواري مديرة العلاقات العامة في بداية المؤتمر الصحفي وقالت إن الدراسة ركزت بشكل رئيس على فائدة الألياف الضوئية بالنسبة لاقتصادات الدول، مشيرة إلى أن هناك عددًا من النماذج العالمية لعملية توصيل الخدمة في الدول.
وأشارت إلى أن "آرثر دي ليتل"، حددت بناءً على دراسة عالمية، خمسة نماذج ألياف ضوئية وطنية طبقتها الحكومات حول العالم لجني فوائد الألياف الضوئية. واستنتجت "آرثر دي ليتل" أن نموذج إستراتيجية الألياف الضوئية الواعدة هي مزيج بين كل من نموذج تنافسية السوق الحر، والتنسيق الحكومي المتدرج والاستثمارات العامة الموجهة حسب المناطق الجغرافية والمفتوحة للعروض التنافسية.
إستراتيجيات الألياف
وأشارت الدراسة التي صدرت تحت عنوان: / إستراتيجيات الألياف الضوئية الوطنية: هل هي ضرورة اقتصادية وطنية أم مهمة من مهام القطاع الخاص/، إلى أن قطر واحدة من أسرع دول العالم في مد شبكة الألياف الضوئية، حيث تشكل المنازل التي تمر الألياف الضوئية بمحاذاتها نسبة 33.3 % ، من المنازل في الدولة، بينما بلغ عدد المنازل التي تم ربطها خلال العام الجاري بالشبكة نحو 6.3 %، موضحة أن وتيرة تنفيذ الألياف الضوئية من قبل شركة Ooredooفاقت نظيراتها في دول المنطقة.
وأوضحت الدراسة أنه يترتب على تحديث وتطوير البنية التحتية للبرودباند عدد من الفوائد الاقتصادية مثل: توفير المزيد من الوظائف، وزيادة دخل الأسر، بالإضافة إلى وجود زيادة دائمة في الناتج المحلي الإجمالي. مشيرة إلى أن البرودباند فائق السرعة يساعد على تنويع الاقتصاد، كما أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي أول من يستفيد من الخدمات الجديدة. ونوهت إلى أن شبكات الاتصالات باتت تعتمد بشكل رئيس على الألياف الضوئية وشبكاتها لتوفير أسرع خدمات للاتصال بالإنترنت من الخط الثابت، ولدعم الطبقة الدقيقة من أحدث شبكات الاتصالات الجوالة.
ولفت إلى أن هذه الفوائد لا تأتي دون ثمن كبير، فالاستثمارات اللازمة لذلك ضخمة. وفي ضوء استثمارات كبيرة قام بها بعض مشغلي خدمات الاتصالات، أصبح عدد من دول الخليج من الدول الرائدة في تمديد / ربط شبكاتها للألياف الضوئية إلى المنازل. وعلى الرغم من أن ذلك يجعل دول المنطقة مثالاً مميزًا في النقاشات الخاصة بتنفيذ البنية التحتية اللازمة للبرودباند، إلا أن هناك حاجة للتغلب على الكثير من التحديات الكبيرة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يستدعي تدخلاً حكوميًا مكثفًا. وقد بدأت العديد من حكومات دول المنطقة في تثمين دور البنية التحتية للألياف الضوئية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من جانبه طالب الدكتور كريم تاجا، المدير والشريك وقائد أعمال TIME في شركة /آرثر دي ليتل/ المتخصصة في مجال الاستشارات الإدارية، الحكومات بضرورة ضمان القوانين والتشريعات المناسبة، بما يساهم في تعزيز التمويل الحكومي لهذه الخدمة، وزيادة الأثر الاقتصادي لها في الدول.
وأوضح أن 30 عامًا من العمل على إلغاء الاحتكارات لم تنتج المكاسب المطلوبة، حيث لاتزال شدة المنافسة في مجال البنية التحتية تعيق انتشار الألياف الضوئية، ما يؤدي إلى حرمان العملاء من أحدث التطورات التقنية والإضرار بالاقتصاد بشكل أوسع.. مضيفًا "أن اختيار إستراتيجية الألياف الضوئية على المستوى الوطني يرتبط بتحديد أفضل نموذج لظروف معينة في السوق وتطبيق ذلك النموذج."
ويأتي تمديد شبكة الألياف الضوئية في دولة قطر مدفوعًا باستثمارات للقطاع الخاص وبشراكة مع بعض كبرى الشركات فيها وبشكل ينسجم مع رؤية قطر 2030، التي تعتبر أن من أولوياتها الإستراتيجية تنمية المجتمع المعرفي القائم على بنية تحتية قوية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}