يقولون إن السودان سلة غذاء العالم العربي، بيد أن هذه السلة لن تمتلئ بالغذاء ما لم تتحرك الرساميل تجاه الأراضي الخصبة والمياه العذبة في السودان.
بثقة كبيرة تحدوها مسؤولية تجاه فرص الاستثمار العربي تحركت رساميل قطرية واقتحمت مجال الاستثمار الزراعي والحيواني في السودان.
حصاد وودام الغذائية (مواشي سابقا) شركتان قطريتان بدأتا عملا ضخماً في السودان يعتبر نموذجاً لمشاريع الأمن الغذائي العربي.
العلاقات القطرية السودانية دخلت مراحل متقدمة من التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية خاصة مع وجود إرادة قوية لدى قيادتي البلدين لدعم وتفعيل هذه العلاقات وإرساء دعائم التعاون الثنائي في مختلف المجالات لصالح الشعبين الشقيقين.
"بوابة الشرق" زارت مقر فرع الشركة القطرية لتجارة اللحوم والمواشي (ودام) التي تحول اسمها مؤخراً إلى (ودام الغذائية)، والتقت المدير التنفيذي د. سامي بلة وهو خبير في منظمة التجارة العالمية وأستاذ بالجامعات الكندية.
البداية.. من هنا
استهل د. سامي حديثه لـ "بوابة الشرق" بنبذة عن فرع الشركة في السودان قائلا: افتتحت الشركة القطرية لتجارة اللحوم والمواشي (ودام الغذائية) فرعها بالسودان في العام 2007م وتم تسجيله تحت مسمى مشروع الدوحة للإنتاج الزراعي والحيواني، وذلك في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية بين قطر والسودان وإيجاد فرص جديدة للاستثمارات القطرية في السودان من الإمكانات والموارد الطبيعية التي يزخر بها السودان من حيث الماء والأراضي الخصبة والصالحة الماهرة والخبرات.
وحول الوحدات الرئيسية بالمشروع يقول د. سامي: يتكون المشروع من (8) مشاريع؛ هي: (مشروع جنوب كردفان للزراعة المطرية)، و(تربية الأغنام بولاية النيل الأبيض)، (مشروع ولاية سنار الزراعي)، (قسم صادرات اللحوم)، (صادرات الأعلاف المصنعة)، (مشروع المقصب الدولي)، (صناعة الدواجن)، (مشروع إنتاج الأعلاف الخضراء والمركزة).
بالنسبة لمشروع جنوب كردفان للزراعة المطرية يقول د. سامي: إنه يقوم على إنتاج الحبوب والأعلاف لتغذية الحيوان ويهدف إلى تجويد وزيادة الإنتاجية للفدان تبلغ مساحته 5000 فدان.
أما مشروع تربية الأغنام بولاية النيل الأبيض فهو يتكون من قطيع من أمهات الأغنام بغرض إنتاج حملان وخراف للتصدير. ويجري الآن تنفيذ خطة للتوسع في إنتاجية الأغنام باختيار سلالات جديدة ومواقع جديدة مناسبة لتربية الأغنام عالية الإنتاجية والجودة وذلك بمواقع بولايات أخرى حيث يتوفر المرعى والماء.
مشروع سنار الزراعي
بالنسبة لمشروع ولاية سنار الزراعي يوضح د. سامي أنه مشروع زراعي يروى بالري التكميلي للزراعة المطرية للحبوب وتتم زراعته في عروتين صيفية وشتوية لمحاصيل مثل الحبوب الرفيعة وزهرة الشمس كما تجري الآن الدراسات الفنية للاستفادة القصوى من مميزات المشروع.
أما مشروع صادرات اللحوم فهو يتمركز في الخرطوم، وأسهم في نقلة كمية ونوعية في صادرات اللحوم حيث يتم تصدير أجود اللحوم بأعلى المواصفات العالمية واتباع سياسة فتح أسواق جديدة لصادراتنا لدول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومضى د. سامي يقول: لقد حققت هذه السياسات تقدماً ملحوظاً، ومن ضمن مشاريع (ودام الغذائية) مشروع صادرات الأعلاف المصنعة، ويضيف أن الشركة بدأت في تصدير الأعلاف المركزة والمصنعة لأول مرة خلال العام 2011.
وقال إنها تتميز بالجودة العالية ذلك لتوفير كافة احتياجات قطر ودول الخليج من الأعلاف.
ويواصل د. سامي بقوله إن (ودام الغذائية) دخلت مرحلة جديدة في الاستثمار في السودان بتنفيذ المرحلة الثانية من استثماراتها المعلنة الموضوعة لمشروع السودان بإنشاء مشروع المقصب الدولي وهو يعتبر أكبر وأحدث مقصب على مستوى العالم العربي وإفريقيا على مساحة 500 فدان بولاية الخرطوم.
وقد قام سمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بوضع حجر أساسه في آخر زيارة له للسودان في ديسمبر 2011.
ويضيف د. سامي أن المقصب يشتمل على كافة جوانب إعداد وتجهيز الماشية ووسائل ترحيلها بالإضافة إلى الترحيل المبرد للحوم، والتشفية وتصنيع اللحوم وإنتاج اللحوم المصنعة مثل (المارتديلا، السجق العربي، الهامبرجر، الفرانكفورتر، والبسطرمة وغيرها من المنتجات).
فضلا عن تسويق الماشية الحية ذات الجودة بمواصفات ومعايير دقيقة.
صناعة الدواجن
كذلك من مشاريع (ودام الغذائية) بالسودان مشروع صناعة الدواجن ويشير د. سامي إلى أن (ودام الغذائية) دخلت في مشروع صناعة الدواجن بولاية الخرطوم وذلك بإنشاء شركة كبرى من شركات الدواجن بالسودان خاصة إنتاج الدواجن العضوية عالية الجودة ذات المواصفات الصحية، لسد الفجوة وتغطية احتياجات قطر والدول العربية من منتجات صناعة الدواجن.
تقدر المساحة بحوالي 2000 فدان، وبطاقة قدرها 30 ألف طن من لحوم الدواجن.
أما مشروع إنتاج الأعلاف الخضراء والمركزة، فيقول د. سامي إن (ودام الغذائية) بدأت ضمن خطتها الطموحة بإنشاء مشروع لإنتاج الأعلاف الخضراء والجافة والخضراوات على مساحة 10000 فدان بولاية الخرطوم، لتلبية احتياجات السوق القطري من الأعلاف والتطلع للأسواق المجاورة، واعتبر د. سامي المشروع جزءا من منظومة متكاملة لاستثمارات متداخلة وتقوم هذه المزرعة بإنتاج البرسيم والذرة الرفيعة والخضراوات، وسيسهم هذا المشروع في تغطية احتياجات السوق القطري وشركة مواشي من الأعلاف والتي تستهلك حوالي 15 ألف طن سنويا والتطلع للأسواق المجاورة من خلال تصدير الفائض إليها بعد أن شهدت الفترة الماضية ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الأعلاف وقلة المعروض من هذه النوعية والتي تعتبر من الأنواع المرغوبة لدى المربين وسيحقق المشروع أرباحاً مقدرة.
ويرى د. سامي أن تجارة الأعلاف من المشاريع المربحة حيث ثبت نجاح وجودة الأعلاف من خلال الحزمة التي تم استيرادها مؤخراً من السودان وأعطت نتائج ممتازة من ناحية التغذية حسب تقدير المختصين في مواشي.
تلبية احتياجات السوق
يؤكد أن من أولويات المشروع تلبية احتياجات السوق المحلي من الأعلاف الخضراء والجافة، وقال: لقد حرصت (ودام الغذائية) على اختيار أرض مناسبة حيث تم اختيار ولاية الخرطوم موقعًا للمشروع لأسباب عديدة مثل وجود التشريعات والسياسات المشجعة للاستثمار الزراعي ووجود الأراضي الصالحة للزراعة وتوفر المياه الجوفية والسطحية وتوفر الطلب لمنتجات المشروع من الأعلاف بالأسواق المحلية وتوفر البنيات التحتية والخدمات التسويقية والخدمات الزراعية ووجود الكوادر الفنية والعمالة الماهرة والمؤهلة والمقتدرة التي ستعتمد عليها الشركة في نقاط تجميع الصادر للمواشي.
ويهدف المشروع لإنتاج المحاصيل العلفية ذات القيمة الغذائية العالية لتوفير أعلاف خضراء كما يشتمل على قسم لتصنيع الأعلاف المركزة والمركبة وفق المعايير العالمية لتغذية الحيوان للأغراض المختلفة.
بجانب تنوع هذه الأعلاف المصنعة حسب فصائل الماشية والغرض (إنتاج الألبان،التسمين، التربية) للأبقار والأغنام والماعز والإبل وكذلك أعلاف الدواجن بمختلف أنواعها (إنتاج البيض، التسمين، أعلاف للأعمار المختلفة).
ويختتم د. سامي حديثه لـ "الشرق" بالحديث عن الخطوات المستقبلية لتحقيق أهداف الشركة وهي إنشاء أسطول لنقل المواشي الحية عبر الطرق البرية والبحرية والتصدير عبر المطارات.
بالإضافة إلى إنشاء سلسلة تبريد تبدأ من المقاصب بالسودان وصولاً إلى يد المستهلك في الدول العربية وذلك عن طريق توفير البرادات الثابتة والعربات وحاويات الشحن المبردة العابرة للقارات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}