دعا الدكتور ناصر معرفيه، الرئيس التنفيذي لمجموعة كيوتل، أسرع شركات الاتصالات نمواً في العالم، مشغلي خدمات الاتصالات في العالم لبذل مزيد من الجهود للعمل على تخفيض الفارق الرقمي بين الرجال والنساء في العالم. وجاءت دعوة الدكتور ناصر في كلمة ألقاها أمام إحدى مجموعات النقاش والتحاور أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في دافوس بسويسرا.
وكانت المجموعة، المؤلفة من وزراء وأكاديميين وقادة أعمال، قد بحثت بشكل خاص الكيفية التي يمكن بها تسخير تقنية المعلومات للمساهمة في خفض الفارق بين الجنسين، وخاصة من خلال تشجيع المرأة على دراسة علوم الكمبيوتر، للاستفادة من المجالات التي يمكن التعاون فيها مستهدفين الفارق في المهارات في المعلومات وتقنيات الاتصالات.
وقال الدكتور ناصر: "ندرك جمعينا بأن المعلومات وتقنيات الاتصالات هي من العوامل المهمة الممكنة للنمو الاقتصادي والرخاء على المستوى الفردي والاجتماعي والوطني. كما نعلم أيضاً بأن المرأة يمكن أن تكون عامل تأثير قوي في النمو الاقتصادي، فهي في العادة مسؤولة عن الاستقرار الصحي والتعليمي والاقتصادي ورخاء أسرتها ومجتمعاتها. لكن، وبالرغم من ذلك فإن المرأة تفقد جزءاً من الميزات التي تؤول إليها جراء الثورة التقنية."
فقد بينت الأبحاث التي أجراها اتحاد الجوال العالمي حول مبادرة mWomen بأن عدد النساء المشتركات في خدمات الاتصالات الجوالة في العالم يقل عن عدد الرجال المشتركين في تلك الخدمات بحوالي300 مليون امرأة، وبينت أيضاً أن النساء يشكلن ما يقرب من ثلثي سوق الاتصالات الجوالة القابلة للنمو. وتبين البيانات الإضافية بأن امتلاك النساء لهاتف جوال هي أقل بنسبة 21% من تلك النسبة للرجال في العالم. وفيما يتعلق باستخدام الإنترنت، يقدر بأن النساء في الدول التي تتميز بمستويات دخل منخفضة إلى متوسطة تقل احتمالات استخدامهن للإنترنت عن الرجال بنسبة 40%.
يذكر أن الفارق الرقمي بين الجنسين يتزايد بشكل كبير، وبخاصة مع الزيادة الثابتة لعدد النساء اللاتي يحتمل أن يعشن خارج النظام الاقتصادي لأسباب متعددة. ويرشح أن ينمو ذلك العدد من النساء خلال العقد القادم إلى 1 مليار امرأة، أو 25 بالمائة من تعداد النساء في العالم.
وأضاف الدكتور ناصر: "إن لم يتمكن قطاع الاتصالات من مواجهة تلك التحديات، فهناك مخاوف من أن تعاني المرأة في دول العالم من التخلف، الأمر الذي سيجعل الفارق الرقمي بين الجنسين مشكلة أكثر تعقيداً. ولذلك، ينبغي على المشغلين أن يبذلوا مزيداً من الجهد لتطوير خدمات مصممة خصيصاً للعميلات من النساء، تعكس ما يحتجن إليه ويردنه."
وبالرغم من أن المُثل الخاصة بالإنترنت تكون في العادة متساوية، إلا أنها قد تبدو في الواقع منحازة للرجال، ومما يفاقم من هذه المشكلة عدداً آخر من الأسباب مثل وجود عوائق أمام نفاذ المرأة للإنترنت، ووجود مشاكل تتعلق بالأمية التقنية، وفهم محدود للإمكانيات الكاملة للأجهزة الجوالة وطبيعة الخدمات، والتحديات الاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى التكلفة. ويعتبر التغلب على تلك العوائق أمراً مهماً بالنسبة للمرأة لكي تتمكن من تسخير التقنية والابتكار لصالحها بشكل فعال، ولتعجيل التقدم في مجالات مثل التعليم والأمن الغذائي وخلق فرص العمل والصحة العامة.
يجدر بالذكر أن مجموعة كيوتل تشارك في برنامج mWomen التابع للاتحاد العالمي للجوال، الذي يهدف إلى خفض الفارق بين الرجال والنساء في استخدام الهاتف الجوال على مستوى العالم، وإتاحة المجال لتمكين النساء من امتلاك هواتف جوالة واستخدام تلك الاتصالات بشكل أكثر فعالية خلال 2014 في الأسواق الجديدة. ففي سبتمبر الماضي، نفذ الاتحاد العالمي للجوال جولة لتقصي الحقائق في العراق للتعرف بشكل أفضل على مبادرة مجموعة كيوتل الخاصة بالمرأة، مبادرة mWomen، والتي ساهمت بشكل كبير في زيادة نسبة العميلات من النساء من 20 بالمائة إلى ما يقرب من 40 بالمائة خلال 18 شهراً. كما اشتركت مجموعة كيوتل مع الاتحاد العالمي للجوال إطلاق مسابقة لوضع تصاميم ضمن برنامج mWomen التابع للاتحاد العالمي للجوال تحت عنوان: "إعادة تعريف تجارب المستخدمين"، وذلك في دورة هذا العام من قمة الخير التي تقام في نيويورك.
تهدف مسابقة تصاميم mWomen إلى إشراك مجتمع مصممي الحلول الرقمية العالمي في وضع حلول ستجعل من تجربة المستخدمين للهواتف الذكية أكثر سهولة، وخاصة بالنسبة للنساء في الدول النامية، لتلبية احتياجاتهن. وسيتم الإعلان عن أسماء الفائزين في المسابقة في مؤتمر الجوال العالمي الذي سيعقد في برشلونة الشهر القادم.
وقال الدكتور ناصر أيضاً: "إن رؤيتنا هي إثراء حياة الناس لإيجاد فرق قيّم قابل للقياس في المجتمعات التي نمارس فيها أعمالنا. ولذلك، نجحنا بتنفيذ عدد من مبادرات mWomen في عدد من أسواقنا خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية وحققنا نجاحاً على الصعيد التجاري. وقد تمكنا من زيادة حوالي 3.5 مليون امرأة كعميلة جديدة في كل من العراق وإندونيسيا فقط. ويبين ذلك بوضوح أن مشغلي خدمات الاتصالات الجوالة قادرون على تحقيق أرباح في الوقت الذي يقومون فيه بتلبية احتياجات العملاء.ومع ذلك، يتحتم علينا بذل المزيد من الجهد."
واختتم الدكتور ناصر معرفيه حديثه قائلاً: "إننا ومن خلال عملنا على تقليل الفارق الرقمي بين الرجال والنساء، فإننا نساعد في ضمان أن النساء قادرات على مساعدة أنفسهن فيما يتعلق بتحسين ظروف حياتهن الشخصية، وتمكينهن حتى يحققن ما يفيد عائلاتهن ومجتمعاتهن. ولكن يجب إدراك أن مشغلي خدمات الاتصالات لن يتمكنوا من مواجهة تلك التحديات لوحدهم، فهناك حاجة لوجود أسلوب تتعاون من خلاله مجموعة من أصحاب المصلحة في جميع الدول."
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}