تواصل شركة دانة غاز مفاوضاتها لدخول السوقين السوري والجزائري، بالإضافة إلى دراسة الفرص المتاحة في السوق الليبي، وذلك ضمن خططها لدخول أسواق إقليمية جديدة وزيادة الانتاج الى 500 مليون قدم مكعبة من الغاز خلال السنوات الثلاث المقبلة، بحسب احمد العربيد الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال العربيد لـ«الاتحاد»، إن «دانة غاز» أجرت دراسات مشتركة مع الشركة الجزائرية “سوناتراك” لتقديم المزيد من القيمة المضافة للسوق المحلية، مشيراً إلى وصول المفاوضات في سوريا الى مرحلة متقدمة بين 7 منافسين آخرين، الا انه لم يكشف المزيد من التفاصيل، إذ يتوقف ذلك على ما تنوي الحكومة السورية الإعلان عنه.
واكد العربيد انه على الرغم مما شهدته دول عدة في المنطقة من اضطرابات سياسية منذ بداية العام الحالي، والتي فرضت بعض التحديات على الشركة، الا ان هناك فرصاً لتحقيق المزيد من النجاحات خلال الفترة المقبلة، مؤكّداً عزم الشركة على مواصلة اعمالها بوتيرة عالية على الرغم من التغيرات الحاصلة على الساحة الإقليمية، وذلك التزاماً بمتابعة عملياتها الاستكشافية التي اثمرت عن نتائج إيجابية إلى الآن.
واوضح العربيد أنّ العام الحالي شهد اكتشاف بئر “جنوب أبو النجا - 2” في مصر بمنطقة امتياز وسط الدلتا، وهو ما يعد إنجازاً مهماً من شأنه تعزيز حجم الإنتاج في هذه الحقول والاستفادة من التقنيات المتاحة حالياً التي توفر إمكانية الحفر بتكلفة منخفضة وبسرعة وفعالية عالية على صعيد حقول الغاز الضحلة، كما تم الإعلان أيضاً عن اكتشاف جديد في طبقة الوسطاني بمصر، ما يؤكد استمرار الاكتشافات الجديدة والمجزية للشركة على مدار العام.
وتعتبر دانة غاز أكبر وأول شركة إقليمية من القطاع الخاص تعمل في مجال الغاز الطبيعي بالشرق الأوسط، حيث تنتج ما يعادل 65,000 برميل نفط مكافئ يومياً من النفط والغاز وسوائل الغاز الطبيعي من عملياتها في مصر وإقليم كردستان بالعراق، وتقدر احتياطياتها المؤكدة والمحتملة بنحو 152 مليون برميل مكافئ نفطي، وموارد محتملة بنحو 900 مليون برميل من حقولها في مصر والعراق ذات المستوى العالمي.
ويقع مقر الشركة الرئيسي في إمارة الشارقة ولديها شبكة من المكاتب في السعودية، وإقليم كردستان بالعراق، ومصر والمملكة المتحدة، ويتمثل النشاط الرئيسي للشركة في الاستكشاف والتنقيب والإنتاج، والتشغيل والتخزين والتسويق، والتكرير والإسالة والتوزيع والبيع.
وأشار العربيد إلى إجراء تغييرات في أسلوب التعامل مع المخاطر بالشركة، تتناسب والظروف الراهنة، وسيتم تعديل برنامج الاستجابة للطوارئ عبر التركيز على التخطيط المسبق، مضيفا: “نحرص على إنفاق أموال المساهمين بحرص شديد، الأمر الذي أثمر عن نتائج إيجابية انعكست في زيادة الإنتاج والموارد، ما يؤكّد أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح”.
وأشار إلى تحقيق الشركة نموا ملحوظا على مستوى الأرباح خلال الربع الثاني من العام الحالي بمعدل 276%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى أنّ ذلك يعزى الى ارتفاع إجمالي الإنتاج بنسبة 20% في كل من مصر وإقليم كردستان العراق، إضافة إلى عوامل أخرى منها ارتفاع أسعار النفط والمكثفات والغاز الطبيعي المسال.
واوضح أن “الأشهر الستة الماضية كانت ممتازة بالنسبة للشركة، إذ استطعنا خلالها الحفاظ على نمو ارباحنا، مع العلم بأننا قدمنا أداء جيدا الأعوام السابقة، غير اننا تمكنا هذا العام من تحقيق مستويات عالية ونتائج غير مسبوقة، ما يؤكد مدى تحسن ديناميكية وكفاءة عملياتنا التشغيلية في كل من مصر وكردستان، حيث حققنا أرباحاً تشغيلية عالية”.
واضاف: “يبلغ إنتاج إقليم كردستان من الغاز حالياً 300 مليون متر مكعب يومياً، ويكتفى باستهلاكه محلياً واعتماده في إنتاج الطاقة الكهربائية، وبفضل الإمكانات الحالية للوحدات التي قمنا ببنائها، يمكننا زيادة الإنتاج إلى معدلات اعلى والانتقال إلى مرحلة التصدير اذا اقتضت الحاجة”.
وحول الاسواق الجديدة التي تعتزم الشركة دخولها إلى جانب مصر وكردستان، اكد العربيد ان «دانة غاز» تتطلع إلى سوقين جديدين هما الجزائر وسوريا، مشيرا الى ان محاولات الشركة لإطلاق عملياتها التشغيلية في السوق الجزائرية بدأت منذ نحو عام ونصف العام، حيث قدمنا عرضاً حظي بالمرتبة الثانية، وادرجت الحكومة الجزائرية شركة “دانة غاز” ضمن الشركات المؤهلة كمشغل لحقول النفط والغاز، ولكن بعد تقديم عروضنا التنافسية العام الماضي، تم تصنيفنا بصفة شركة عاملة.
وقال: “نحن بصدد بحث الفرص المحتملة وإجراء دراسات مشتركة مع الشركة الجزائرية “سوناتراك” لتقديم المزيد من القيمة المضافة للسوق المحلية”.
واضاف: “نتطلع إلى بحث مجموعة من المشاريع الواعدة مع الحكومة الجزائرية في المستقبل القريب، ونترقب فرصة التقدم لأية مناقصة مناسبة تخولنا تأسيس حضور قوي لنا في هذه السوق الواعدة”.
وأوضح العربيد “حاولنا الدخول إلى السوق السورية مرتين، ونحن الآن في مرحلة متقدمة بين 7 منافسين آخرين، ولكن لا استطيع الإفصاح عن المزيد من التفاصيل، إذ يتوقف ذلك على ما تنوي الحكومة السورية الإعلان عنه”.
واكد العربيد ان سوريا تعد من الدول المهمة بالنسبة للشركة نظراً لموقعها الجغرافي بجوار العراق، حيث نملك حقول الغاز في إقليم كردستان، ما يمثل استكمالاً لجهودنا الرامية إلى تلبية متطلبات العديد من الدول وإمدادها بالغاز.
كما أشار إلى نية الشركة الدخول إلى السوق الليبية، وقال: “سنحاول الدخول بمشاريع تتناسب وطبيعة دانة غاز في ليبيا، فكافة دول المنطقة تقريباً تتمتع بمكامن نفط وغاز احتياطية ونحن نحاول إيجاد طريقة للتوسع في كل منها، كما نتطلع إلى الدخول في مشاريع متكاملة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل إنتاج الغاز في العراق وضخه إلى مصر.
وفي ما يتعلق بإمكانية توسيع نطاق عمل دانة غاز ليشمل دول مجلس التعاون الخليجي، قال العربيد:”من المعروف ان قطاع النفط والغاز في مجلس التعاون الخليجي حقق نمواً كبيراً خلال العقود الثلاثة الماضية، مما جعل المنطقة مساهماً رئيسياً في سوق النفط والغاز عالمياً، لذا لا تزال مفاوضاتنا جارية مع بعض الحكومات الخليجية لبحث المشاريع المحتملة، ولكننا نضع هذه الدول نصب أعيننا لما تملكه من مكامن نفط واحتياطي غاز هائل”، مضيفا: “وعلى الرغم من المتطلبات القانونية السائدة حالياً، إلاّ أننا نتطلع إلى دخول هذه الأسواق في المستقبل القريب.
وأكد العربيد ان المنطقة شهدت تغيرات سياسية مهمة لم يكن متوقعاً حدوثها بهذه السرعة، فغالباً ما يميل المسؤولون عند رسم خطط العمل والتوقعات إلى تجاهل الأحداث التي لا تتجاوز نسبة وقوعها 10 في المئة، بل يركزون على الأحداث الأكثر تنبؤاً، فيصعب عليهم بذلك التعامل مع الظروف كافة المغايرة لخططهم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}