قال محللون ان شركة الخطوط الوطنية الكويتية تواجه خيارات صعبة بعد أن أعلنت يوم الثلاثاء فشل المفاوضات التي كانت تجريها مع شركة الافكو لتمويل تأجير وشراء الطائرات الكويتية بشأن تسويات مالية مستحقة لشركة الافكو.
وتوقعوا في اتصالات مع رويترز أن يعطل هذا الفشل كل مشاريع الانقاذ التي كان مجلس ادارة الشركة يبذلها والتي كانت تتمحور حول زيادة رأسمال الشركة بمقدار 15 مليون دينار واعادة تشغيلها من جديد بعد أن توقفت منذ مارس اذار الماضي مع تغيير نموذج أعمالها الذي اصطدم بعقبات عدة.
واعتبروا أن قرار مجلس ادارتها بالغاء البند المتعلق بزيادة رأسمال الشركة من اجتماع الجمعية العمومية المقبل يعني أن فكرة زيادة رأس المال التي كانت ستمنح قبلة الحياة للشركة لم تعد واردة.
وأشاروا الى أن الجمعية العمومية غير العادية التي ستنعقد للبت في مستقبل الشركة ستكون أمام خيارات صعبة قد يكون منها تصفية الشركة.
وقال جاسم السعدون رئيس مركز الشال للاستشارات الاقتصادية لرويترز ان مستقبل الشركة لا يبدو جيدا بعد فشلها في اتخاذ خطوة تشجع المساهمين على زيادة رأس المال.
وقال السعدون "الانطباع الاولي أنه عندما لا يتعاون معهم الدائنون (فان) الامر سيؤول الى اشهار الافلاس."
وأكد السعدون أن الاحتمال الاكبر الان هو اتجاه الشركة للتصفية وان كان "الامر لم يغلق تمام" فهناك دائما احتمالات مفتوحة أن يأتي مستثمر استراتيجي يتحمل العبء الاكبر لزيادة رأس المال وينقذ الشركة.
ووصف السعدون هذا الاحتمال بأنه "غير كبير لكنه موجود."
كانت الجمعية العمومية لشركة الخطوط الوطنية الكويتية أجلت في 30 مايو أيار الماضي البت في زيادة رأسمال الشركة لحين اتضاح الموقف بشأن المفاوضات التي تجريها مع ألافكو.
وقال صالح السلمي نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة الاستشارات المالية الدولية (ايفا) ان مجرد الغاء بند زيادة رأس المال من جدول أعمال الجمعية العمومية يفهم منه أن الشركة لم تحصل على دعم من المساهمين "وهذا مؤشر سلبي."
وأكد السلمي أن الامر يتعلق بالقدرة المالية للشركة مشيرا الى أن هذه القدرة اذا لم تكن في وضع جيد فانها ستواجه مصيرا مجهولا.
كانت الخطوط الوطنية الكويتية قد أعلنت في 16 مارس اذار تعليق جميع عملياتها بسبب "الوضع المالي والاضطرابات في المنطقة."
وقالت الافكو في نهاية مارس في بيان انها تطالب الخطوط الوطنية الكويتية بمبلغ 70 مليون دينار كويتي هي باقي القيمة الايجارية لثلاث طائرات.
وقال عبد السلام البحر رئيس مجلس ادارة الخطوط الوطنية الكويتية خلال الجمعية العمومية في 30 مايو "العامل الحاسم هو شركة ألافكو .. اذا تمسكت بالمطالبة سيكون مبلغ الخمسة عشر مليونا غير كاف (لاعادة تشغيل الشركة) .. الامر متعلق بمسار المفاوضات مع الافكو."
وقال محلل اقتصادي رفض الكشف عن هويته "الشركة أثبتت أن لديها مشكلة مالية وليس واردا أن تستمر بنفس الطريقة .. الامر يعتمد على دعم المساهمين .. لكن مع قيامهم بالغاء زيادة رأس المال وهم بحاجة للنقود فهذا مؤشر سلبي."
وأضاف أن الخيارات صعبة أمام الشركة وأي خطط لاستمرارها سوف تحتاج لاعادة هيكلة رأس المال مرة أخرى.
وأشار الى أن المساهمين الحاليين في وضع صعب فاما أن يزيدوا رأسمال الشركة مع احتمال تعرضهم للخسارة مرة أخرى واما أن يضحوا بما أنفقوه على الشركة ويتخذوا قرارا بتصفيتها.
وأكد المحلل أن فكرة دخول مستثمر استراتيجي تبدو الحل الامثل أمام الشركة حاليا نظرا لصعوبة الحصول حتى على قروض لان خسائر الشركة تفاقمت مقدرا خسارتها منذ قرار الاغلاق بما يساوي 20 مليون دينار.
وقال السعدون ان أي مستثمر استراتيجي يمكن أن يدخل في هذه اللحظة لابد أن يغير نموذج عمل الشركة الذي كان قائما على تقديم خدمة عالية التكلفة في وقت الازمة المالية.
وأضاف "هذا النموذج أدى لاحتمال تصفية الشركة" مشيرا الى أن أي مستثمر جديد يمكن أن يتقدم لانقاذ الشركة لابد أن يكون لديه نشاط اخر بحيث تكون هذه الشركة جزءا مكملا لنشاطه.
وعندما تأسست شركة الخطوط الوطنية أعلنت أنها شركة لتنظيم رحلات تتميز بالرفاهية وتستهدف شريحة الطبقة المخملية من الركاب لكن الظروف الاقتصادية لم تمهلها طويلا لتقديم خدماتها للمسافرين.
كان البحر رئيس مجلس ادارة الخطوط الوطنية قال في مايو ان الشركة لا تنوي التحول الى شركة للطيران منخفض التكلفة في ظل الصعوبات التي تواجهها.
وأضاف أن ترخيص الشركة لا يسمح لها بالتحول لهذا النوع من الطيران.
وحول البيان الذي أصدرته شركة الافكو وتقول فيه ان الخطوط الوطنية لم ترد على اقتراحاتها بشأن التسوية قال السعدون ان الامور عندما تتجه للتسوية لا نرى عادة مثل هذه البيانات التي تحمل لهجات اتهامية.
وقالت الافكو يوم الثلاثاء في بيان منفصل على موقع بورصة الكويت انها قامت بارسال اخر مقترح للتسوية بينها وبين شركة الخوط الوطنية عن طريق البريد الالكتروني يوم 14 يونيو حزيران الجاري ولم تتسلم حتى اللحظة أي رد من شركة الخطوط الوطنية بالرفض أو القبول أو التعديل على مقترح التسوية.
وأضاف السعدون "يبدو أن الامور (بين الشركتين) واصلة لطريق مسدود أصلا."
وتأسست شركة الخطوط الوطنية الكويتية في 2006 وبدأت عملياتها الفعلية في 2009 وأدرجت في سوق الكويت للاوراق المالية في 2008.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}