بودي: الثورة في مصر أحدثت انفتاحا وتغييرات إيجابية.. نتوقع ونأمل بأن نحصل هذا الشهر على إذن بالتشغيل إلى القاهرة
2011/04/03
الراي العام
اعتبر رئيس مجلس ادارة شركة طيران الجزيرة مروان بودي ان الثورة في مصر غيرت الامور ايجابيا، مشيرا الى ان الشركة تنظر طبعا الى ادارة الطيران المدني في الوقت الحالي بالانفتاح الموجود، لزيادة الحركة الى مطار القاهرة.
وكشف بودي في مقابلة خاصة مع قناة «سي ان بي سي عربية» اجرتها معه الزميلة نجوى عسران ان «الجزيرة» تقدمت رسميا منذ ثلاثة اسابيع بطلب تكثيف التشغيل الى مصر وبالذات الى مطار القاهرة الدولي وقال «نأمل ان شاء الله ونحن نتوقع ان نحصل خلال هذا الشهر ولا اقول الشهر المقبل من سلطات الطيران المدني المصرية على الموافقة على التشغيل الى مطار القاهرة».
واشار بودي الى ان «الجزيرة» كانت اول شركة طيران عربية تزيد عدد رحلاتها الى مصر في اصعب الظروف التي مرت فيها.
وتطرق بودي الى توقف شركة الخطوط الوطنية الكويتية عن تسيير الرحلات، قائلا انه «لم يكن مستغربا عند اهل الصنعة فنموذج التكلفة العالية للرحلات القصيرة لم ينجح لا في اوروبا ولا في الولايات المتحدة ولا في الشرق الاقصى. مع ان هذه الاسواق اغنى منا واكثر تقدما منا»، مشيرا الى ان هذا التوقف وسحب شركات اخرى عددا من مقاعدها لن يؤدي الى زيادة الاسعار بل يساعد في خفضها نتيجة الزيادة في عدد الركاب.
اما بخصوص «الكويتية»، فابدى بودي عدم اتفاقه مع القول بانه كان هناك تأخير في خصخصة «الكويتية» متوقعا طرح حصة المستثمر الاستراتيجي في مايو، على ان يعقبها الاكتتاب العام لتكون الشركة بحلول نهاية السنة مملوكة مشاركة بين القطاع الخاص وجزء بسيط للحكومة.
وقال ان تأثير تخصيص «الكويتية» كبير على السوق ويجعل المنافسة عادلة معها سواء في نقل الموظفين الحكوميين او الامتيازات في المطار او الخدمات او باسعار الوقود، مضيفا «عندنا في الجزيرة بند واحد فقط هو كلفة الوقود يمثل 35 في المئة من اجمالي التكاليف».
واشار رئيس مجلس ادارة «الجزيرة» الى ان «تركيز الشركة اصبح الان في دولة الكويت فالسوق الكويتي ليس صغيرا وقد نستثمر في بناء مطار خاص واستثمارات اضافية في مجال الطيران». واضاف «في السابق كنا نفكر في محطات خارج الكويت لكن تعويضا من ذلك استثمرنا في شركة سحاب، ولدينا زيادة سنوية 5 في المئة في عدد الركاب ونهدف الى تحقيق ما بين 15 و20 في المئة خلال السنوات الاربع المقبلة».
في الاتي نص المقابلة:
* المنطقة تشهد تغيرات كبيرة كان لها تأثير كبير على قطاع الطيران. ما الظروف التي يمر بها قطاع الطيران حاليا؟
- قطاع الطيران يمر حاليا باهم مرحلة في عمره القصير في منطقة الشرق الاوسط. بعض الشركات قد يعود تاريخها الى 50 عاما لكن اغلب الشركات سواء حكومية او خاصة هي جديدة نسبيا. شركات الطيران الخاصة تعد على اصابع اليد الواحدة.
* والان فَقَد هذا القطاع احدى شركاته..
- فَقَد اكثر من شركة واحدة. «الجزيرة» و«العربية» هما من بدأتا كشركات قطاع خاص في المنطقة وهما المستمرتان.
التغييرات الحاصلة عندنا كبيرة جدا. المخاطر مهمة جدا ولكن دائما عندما تكون هناك مخاطر تكون هناك فرص وتكون هناك مناسبات كبيرة يمكن لهذه الشركات ان توسع من خلالها اعمالها وتطورها على حسب المعطيات الموجودة في المنطقة وهذا ما نشهده الان في ظل التطورات الحالية في المنطقة.
* هناك وجهات اوقفتم رحلاتكم اليها مثل شرم الشيخ. والاقصر هل هي موقوفة ايضا؟
- بالعكس زدنا الرحلات الى الاقصر. نحن نعتبر أنفسنا كشركات عقارية في الجو، فبدل ان تكون لدينا بنايات في شارع فهد السالم او شارع الشيخ زايد، هذه عبارة عن اصول كبيرة جدا وضخمة جدا، فدائما نوجهها الى الاسواق وتكون لدينا الديناميكية في تحريكها في الاسواق الصحيحة. واعطيك مثلا جمهورية مصر العربية. ما حصل جاء في يوم وليلة، ثورة لم نكن نتوقعها ولم يكن احد يتوقعها في هذه السرعة. بوجود ادارة مرنة وسريعة في التحرك استطعنا ان ننقل جزءا من اسطولنا من جهات الى جهات اخرى. جهة القاهرة توقفت تماما، كذلك فان جهة شرم الشيخ وهي جهة سياحية في مصر توقفت تماما. رأسا حولنا الجهات الموجودة عندنا الى الاقصر وفتحنا محطة جديدة هي سوهاج. شيء عوّض شيئا، وهي من اهم المحطات الموجودة حاليا لدى «الجزيرة» وجاءت بناء لطلب المواطنين المصريين الموجودين في الكويت، فتم الاتصال مع السلطات المصرية وتوصلنا الى هذا.
نأتي الى البحرين دولة قريبة شقيقة مهمة بالنسبة لنا كـ «طيران الجزيرة» لا شك ان الاحداث التي حصلت اخيرا اثرت لكن تأثيرها كان ايضا نسبيا. كانت لدى «طيران الجزيرة» سرعة في التحرك، حيث دمجنا بعض الرحلات وغيّرنا مواعيد بعض الرحلات بحيث نعطي الحرية والمرونة لجموع المسافرين. وعدنا واضطررنا الى زيادة عدد الرحلات بعد ان تمخضت حلول لدولة البحرين ورجعت الدولة الى طبيعتها ودعتنا حكومة البحرين الى اعادة التشغيل وتنشيطه لاعادة الامور الى طبيعتها.
* الرحلات الى البحرين عادت الى عددها السابق؟
- مع تغيير المواعيد لتلبية طلب واحتياجات الجمهور. كان في السابق يتعين على المسافر ان يبيت ليلته في البحرين اما حاليا فيمكنه الذهاب صباحا والعودة مساء. هذه هي التغييرات التي قمنا بها.
في جمهورية مصر العربية مع وجود حظر التجول، رأسا قمنا بتعديل مواعيد رحلاتنا الى الاسكندرية لنعطي راحة للركاب للتنقل خارج فترة الحظر او الوصول الى الطائرات للمغادرة في الوقت المناسب.
* كل هذه الاحداث مثلت ضغطا على شركات الطيران التي كانت تواجه في الاصل ازمة مالية عالمية، بالتأكيد هذا يسبب ضغوطا اكثر على قطاع الطيران الذي كان في الاصل يعاني.؟
- جدا. هذا صحيح، قطاع الطيران كان اصلا متأثرا بالازمة الاقتصادية العالمية، وعندما نأتي الى الشركات العالمية والطيران العالمي، منذ منتصف العام الماضي كان قطاع الطيران من انشط القطاعات الاقتصادية عالميا ومن اربح القطاعات. واذا نظرنا الى منطقتنا في الخليج، نجد ان «طيران الامارات» حققت اكثر من 900 مليون دولار ارباحا، و«العربية» اعلنت ارباحا و«الاردنية» اعلنت ارباحا. في «الجزيرة» كانت ارباحنا في النصف الثاني من السنة الماضية 6،4 مليون دينار، فكل ذلك يعكس حجم قوة سوق الطيران في هذه الفترة.
نأتي لهذه السنة. طبعا انتهينا من الازمة المالية وانتهينا من التاريخ الماضي، نأتي الى ما حدث في اسواقنا نحن. في منطقة الشرق الاوسط والان الثورات التي تخرج في كل مكان. تركيزنا في «طيران الجزيرة»، وقد بدأنا ذلك من يوم 25 يناير اي من اول الثورة المصرية، وبعدها جاءتنا مشاكل لبنان واول فبراير وبعدها البحرين والان سورية. فكل هذه الدول مهما كان فيها من ثورات لكن طبيعتها هي ثورات وليست حروبا من دولة الى دولة اخرى. ودائما في الثورات الداخلية تبقى الحياة متواصلة، نحن نخدم شريحة كبيرة في المجتمع من مختلف الجنسيات، من والى النقاط هذه التي هي زيارة موطنهم، فهؤلاء المواطنون سواء السوريون، المصريون اومن البحرين او من لبنان دائما يتنقلون حتى لو كانت هناك احداث.
* طبعا هناك السياحة بالنسبة لمصر. كانت هناك سياحة كبيرة للكويتيين وخصوصا الى شرم الشيخ، هذه طبعا شبه توقفت.؟
- للأسف المتضرر الرئيسي هو الاقتصاد المصري والسياحة المصرية. «طيران الجزيرة» لم تكن متضررة في القاهرة لانه لم يكن مسموحا لنا بالتوجه الى القاهرة. فجموع المسافرين الكويتيين بالذات الى القاهرة لم نكن نخدمهم، لكن في المقابل ونحن دائما ننظر الى الامر مثل نظرية الاواني المستطرقة، الماء دائما يجد مكانا يتسرب اليه، فجموع المسافرين الذين كانوا يريدون التوجه الى القاهرة ولم يتح لهم ذلك، كانوا يتجهون الى جدة وزدنا عدد الرحلات لها، او الى دبي التي كانت من اكثر المحطات استفادة، او الى عمان او الى بيروت، فانخفاض الحركة السياحية الى مصر اصبح له مخرج تلقائيا، فالمجتمع يحتاج الى تحرك دائم.
* بالنسبة الى القاهرة، كنتم قد ذكرتم في العام الماضي ان هذا العام سيشهد اضافة القاهرة الى وجهات «الجزيرة». هل هذا الموضوع ما زال واردا ام ان الثورة غيرت امورا كثيرة؟
- يمكن الثورة غيرتها ايجابيا لاننا نحن ننظر طبعا الى ادارة الطيران المدني في الوقت الحالي بالانفتاح الموجود، لزيادة الحركة الى مطار القاهرة وزيادة الحركة الاقتصادية. يمكن نحن بكل فخر اول شركة طيران عربية زدنا عدد رحلاتنا الى مصر في اصعب الظروف التي مرت فيها. اول شركة طيران عربية خدمنا حكومة دولة الكويت، باوامر سامية من صاحب السمو، باخراج جميع المسافرين سواء الكويتيون او المقيمون المصريون من موانئ ومطارات جمهورية مصر العربية الى الكويت. زيادة رحلاتنا اثبات على تطور الاقتصاد في مصر وعودة الحياة الى طبيعتها واليوم يمكن ان اؤكد مرة اخرى نحن تقدمنا رسميا منذ ثلاثة اسابيع بطلب تكثيف التشغيل الى جمهورية مصر العربية وبالذات الى مطار القاهرة الدولي. نأمل ان شاء الله ونحن نتوقع ان نحصل خلال هذا الشهر ولا اقول الشهر المقبل من سلطات الطيران المدني المصرية ان تعطينا الموافقة على التشغيل الى مطار القاهرة.
* في الوقت الحالي ما أهم وجهة لـ «طيران الجزيرة»؟
- عدة وجهات مهمة بالنسبة لنا. هناك مناطق سياحية، هناك مناطق اعمال، وهناك مناطق دينية. جدة هي من اهم مناطق التوجه الديني. دبي طبعا من المناطق السياحية والظروف التي حصلت في المنطقة ساعدت دبي ان تزدهر اكثر من الماضي كنقطة سياحية اساسية.
* اردنا ان نتحدث عن «الخطوط الوطنية» التي توقفت عن الطيران وكانت الاسباب الظروف السياسية المحيطة والكلفة العالية. ما الذي يجعل شركة مثل «الوطنية» تتوقف عن التشغيل؟
- دائما نرجع للتاريخ. توقف «الوطنية» لم يكن مستغربا عند اهل الصنعة. هذا الامر كان متوقعا ان يحصل، قبل الظروف السياسية التي حصلت في المنطقة، وقبل «الوطنية» هناك شركات اخرى توقفت مثل «خيالة» في المملكة العربية السعودية. اثبت التاريخ والسوق ان تقديم الخدمة المكلفة وهي كانت خدمة جيدة وكانت خدمة باعلى المستويات لكن تكلفتها عالية جدا. هل السوق يتقبل دفع مبالغ طائلة لرحلة قصيرة مدتها ساعة او ساعة ونصف الساعة؟ في اوروبا لم ينجح هذا الامر. في الولايات المتحدة لم تنجح. في الشرق الاقصى لم ينجح. هذه اسواق اكثر تقدما بكثير منا و اغنى بكثير من اسواقنا. يعني لا نتكلم عن النفط في منطقتنا. الدول الاوروبية اغنى بكثير من دولنا ومع ذلك لم ينجح هذا النمط من التشغيل. لم نكن نتوقع ان ينجح في منطقتنا.
* انت ترى ان الطيران منخفض التكاليف هو الاجدى؟
- نحن الذي ننظر له في الطيران هو ناحيتان. اذا كانت هناك رحلة قصيرة المسافر ينظر الى الامان الى التوقيت والى راحة المقاعد للوصول من نقطة الى نقطة في اسرع وقت. لن يأكل وجبة اضافية ولن ياخذ الخدمات الاضافية او الاستقبال او غيره. يريد ان يصل بافضل سعر يقدم اليه. عندما تكون الرحلة 6 ساعات و7 ساعات الامر يختلف تماما تنظرين الى طائرات حجمها كبير تنظرين الى مقاعد كبيرة. المسافر مستعد لان يدفع فرق السعر هذا للراحة على المدى الطويل. وهذه دراسات عالمية وليست للكويت او غيرها. لهذا السبب نحن نتكلم عن اللطيران المنخفض التكاليف. في الرحلات القصيرة من الصعب جدا ان يدفع المسافر هذه المبالغ.
* هل انتم في «طيران الجزيرة» استفدتم من توقف «الوطنية»؟
- هذه سنّة الحياة. طبعا «طيران الجزيرة» تستفيد من اعادة توزيع الحركة. الامر ليس منافسة وانما عدد ركاب. عندما بدأت «طيران الجزيرة» كانت انطلاقتها ناجحة وكانت في ارتفاع دائم وسجلت ارباحا في سنواتها الاولى حتى رابع سنة. وفي رابع سنة سجلت خسارة لسبب اساسي وهو زيادة العرض الموجود في السوق فكان من الطبيعي ان تخسر كل شركات الطيران. الان اصبح هناك تقليص في حجم السوق، وهناك شركات كثيرة غير «الوطنية» طبعا سحبت عددا كبير من كمية المقاعد الموجودة في السوق المحلي لانه اصبح من الصعب عليها ان تنافس.
* هل سيؤثر ذلك على عروض الاسعار؟ قبل ذلك كانت هناك منافسة تؤدي الى اسعار جيدة للمسافرين. هل معنى ذلك اننا لن نرى مجددا اسعارا منخفضة على «طيران الجزيرة» والعروض التي كانت تقدم في السابق؟
- بالعكس. دائما الناس يسألونني عن هذا الامر. «طيران الجزيرة» أسست ووضعت من قبل حكومة الكويت بهدف اساسي هو توفير خدمة السفر بافضل الاسعار. تسهيل الخدمة للمسافرين من المواطنين والمقيمين. وان تكون الكويت هي الجهة الاقرب لهم والاسهل. ما زلنا نحن في هذا النهج. وعلى العكس، الزيادة في عدد الركاب تساعدنا بتقليص سعر التذاكر، لان عندما اشتري انا تذكرة بعشرة دنانير وانت بعشرة دنانير، «طيران الجزيرة» يمكن ان تنقلنا نحن الاثنين بـ 9 دنانير. كل ما زاد العدد اكثر تصبح التكلفة اقل.
* هل تتوقع تأخر تخصيص «الكويتية» بعض الشيء بسبب الاحداث في المنطقة. الامر تأخر كثيرا بالفعل. متى ستتم الخصخصة وكيف سيكون تأثيرها على قطاع الطيران؟
- تأثيرها جدا مهم. دعينا نعود قليلا الى موضوع حكومة دولة الكويت. هي سباقة في طرح المبادرات. هي من فتحت الاجواء في المنطقة على مصراعيها وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي صرحت لمواطنيها بالتملك مئة في المئة شركات طيران. والكويت هي الدولة الوحيدة في الخليج التي طرحت الناقل الوطني كشركة للبيع في القطاع الخاص. خصخصة «الكويتية» مشت في تدرج.
وانا لا اتفق معك على انه كان هناك تأخير في خصخصة «الكويتية». القرار صدر من وزير المواصلات في شهر مارس 2010 واعطى مهلة سنة لهيئة الاستثمار. في مارس الماضي استكملت هيئة الاستثمار الاجراءات ونزلت في الجريدة الرسمية منذ ايام اخر مرحلة للاستعداد لطرح الخطوط الجوية الكويتية وهي الفصل ما بين مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية والشركة الجديدة التي ستسمى شركة الخطوط الجوية الكويتية وهي شركة مساهمة كويتية، حالها حال «الجزيرة» ستكون مدرجة في سوق الكويت للاوراق المالية. فنتوقع الان حسب الجدول الذي وضعوه سيتم في شهر مايو المقبل طرح الحصة الاستراتيجية لمستثمر استراتيجي ومن بعدها تتم اجراءات الاكتتاب العام وبحلول نهاية السنة ستكون شركة الخطوط الجوية الكويتية شركة مملوكة مشاركة بين القطاع الخاص وجزء بسيط مملوك للحكومة.
اعود للنصف الاخر من سؤالك عن تأثيرها على «الجزيرة». طبعا هذا مهم جدا بالنسبة لنا. نحن نعيش في دولة منظومة قديمة عبر السنين ان هناك شركة طيران مملوكة من الحكومة. كانت حجتنا مع الدولة ونقاشنا مع الدولة هو ان الحكومات يجب ان تحكم ولا تدير شركات طيران. ولله الحمد حكومتنا تجاوبت مع هذا التوجه. الان تصبح المنافسة عادلة بيننا وبين الخطوط الجوية الكويتية، سواء في نقل الموظفين الحكوميين او في الامتيازات التي تعطى للخطوط الجوية الكويتية في المطار او الخدمات... الى اخره او باسعار الوقود. ما زال هناك فرق 10 في المئة بيننا وبين الخطوط الجوية الكويتية في دعم الوقود. هذا سيتساوى بعد تحويل «الكويتية» الى شركة مساهمة عامة كما هي «طيران الجزيرة».
* اسعار الوقود لها تأثير كبير على قطاع الطيران. ربما انتم كـ «جزيرة» و«الخطوط الكويتية» تستفيدون بدعم الوقود الذي تقدمه الكويت لكن عموما، كيف ترى تأثر القطاع باسعار الوقود التي انخفضت بعض الشيء ثم عادت الى الارتفاع؟
- الدعم يعطى من كل الدول الى شركاتها الوطنية. وكل شركات الطيران تأخذ دعما محليا في دولها. تأثير اسعار الوقود طبعا مهم جدا علينا. طبيعة تشغيل شركات الطيران تختلف من واحدة الى اخرى. دعينا نتكلم عن «الجزيرة» وهي التي نحن مختصون فيها وكيف ننظر الى الوقود. الوقود طبعا له تأثير مباشر علينا لكن نحن نستخدم تسعيرة مرنة بحيث نرفع السعر دينارا او اثنين او نخفضه دينارا او اثنين بناء على سعر برميل النفط. اسعارنا نحن دائما ثابتة لمدة اسبوعين لان الوقود يزود لنا لمدة اسبوعين. طبيعة السفر في منطقة الخليج وفي الكويت خصوصا هي ان المسافر يأخذ قراره متأخرا، فليس لدينا نحن حجوزات لمدة تسعة اشهر او ستة اشهر مقدما وهذا الامر هو الذي يشكل خطرا دائما على شركات الطيران. اغلب حجوزاتنا هي لمدة اسبوعين او ثلاثة اسابيع. دائما نأتي للمستهلك ونعرض عليه انه في الاسبوعين الاتيين اذا نزلت اسعار الوقود نخفض سعرنا، واذا زادت زيادة طفيفة نحافظ على السع، واذا كانت هناك زيادة عالية نرفع السعر دينارا او دينارين لكن دائما نحافظ عليها بمستويات في متناول الجميع.
* كلفة الوقود تمثل كم في المئة من كلفة الرحلة؟
- عندنا في «الجزيرة» بند واحد فقط هو كلفة الوقود يمثل 35 في المئة من اجمالي التكاليف.
* انتم لديكم 11 طائرة. كم منها مؤجرة الان؟
- «الجزيرة» تملكت شركة «سحاب» التي الهدف منها ان تستقبل «الجزيرة» طائرات جديدة تستخدمها لمدة 4 الى 5 سنوات وبعدها تخرج هذه الطائرات الى «سحاب» التي هي الشركة التاجيرية لـ «طيران الجزيرة». تقوم «سحاب» بتأجيرها في الخارج. الهدف من ذلك طبعا هو اننا في منطقة صعبة مناخيا، تؤثر على هذه الطائرات وتؤثر على المحركات وغيرها. فنحن حريصون جدا ان يكون عندنا تغيير في الطائرات كل خمس الى ست سنوات. اي طائرة تأتي الينا لا تظل في تعمل في اسطول الجزيرة اكثر من ست سنوات. وتخرج مباشرة الى التأجير. وفعلا نجحنا حتى الان في ان نؤجر اكثر من ست طائرات منتشرة ما بين شركات عالمية من خلال سحاب من سان فرانسيسكو الى سيراليون.
* عدد الطائرات العاملة على خطوط «الجزيرة» بالفعل. كما طائرة؟
- حاليا خمس طائرات. وان شاء الله سنستقبل طائرات جديدة. في 2012 عندنا استكمال الاسطول لدينا تسلم في 13 فبراير طائرتين، وفي 2014 سنتسلم طائرة. مجموعها في الوقت الحالي هو 15 طائرة التي نسميها الان العقود الثابتة لـ «طيران الجزيرة» والمؤكدة. طبعا نحن ننظر الى المنطقة وننظر لما يتم من حولنا، وهمنا الاساسي طبعا ان نركز على استثمارنا في دولة الكويت ويكون عندنا اعلى عائد لحقوق المساهمين.
* حتى قبل الازمة كانت هناك عقود وقعتموها مع صانعي الطائرات من اجل شراء طائرات هل الغيتم ايا من هذه العقود بسبب الازمة او بسبب الظروف؟
- لم يكن عندنا الغاء لعقود. كان عندنا اتفاقيات للمصنع الاساسي الذي هو «الايرباص» وكان عندنا «اوبشنز» لطائرات اضافية. هذه «الاوبشنز» لم نقم باستغلالها. ركزنا فقط على اسطولنا الحالي الذي هو يتكون من 15 طائرة بعد استكماله. طبعا هذا في الوقت الحالي. يمكن خلال ستة اشهر تتغير الاوضاع. يعني لو سألتيني هذا السؤال الاسبوع الماضي كانت هناك ثلاث شركات طيران في الكويت. اليوم هناك شركتا طيران في الكويت.
* لكن موضوع تأجير الطائرات يبدو انه مجز. نحن نرى ان بعض الشركات التي يقتصر عملها على تأجير الطائرات تحقق ارباحا اكثر من الشركات التي تقوم بتشغيل الطائرات.؟
- صحيح. اذا تأخذين منظومة الطيران ككل تأجير الطائرات تشغيل الطيران، خدمات السفر التي هي الحجوزات الالكترونية والى اخره والتي هي مربحة في بعض الاحيان اكثر حتى من تأجير الطائرات ومن شركات الطيران. عندما تأخذينها كلها متكاملةن مع بعضهم تعطيك الدخل الاعلى وهذا الذي دفعنا الى التوجه كـ «طيران الجزيرة» في منظومة جديدة ان نجمع ما بين تأجير الطائرات وبين التشغيل المباشر.
* «سحاب» عملت نوعا من التوازن؟
- بالضبط. اعطتنا التوازن والمرونة والحرية في نأخذ هذا الاصل وبدل ان يكون في منطقة مدخولها اقل، نأخذه الى منطقة مدخولها اعلى.
* ما خطتكم التي انتم ملتزمون بها. هل تنوون اضافة وجهات اكثر؟ خصوصا انكم غيرتم استراتيجيتكم بعض الشيء بعد شركة «سحاب»؟
-تركيزنا في «طيران الجزيرة» اصبح الان في دولة الكويت. في السابق كنا نفكر ان يكون لدينا محطات خارج الكويت. وفقنا كمجلس ادارة ان نركز على الاستثمار في الكويت ورأينا الان الاحداث التي حصلت في المنطقة ككل. لكن تعويضا من المركز التشغيلي الواحد استثمرنا في شركة سحاب، ويمكن سوف نستثمر في بناء مطار خاص بطيران الجزيرة داخل دولة الكويت وتكون لدينا استثمارات اضافية في مجال الطيران لكن ان نكون ملتزمين بها داخل السوق الكويتي. السوق الكويتي ليس صغيرا. نحن نتكلم عن 8.5 مليون راكب في سنة 2010. اذا قارنا بدول ثانية مثل الجمهورية اللبنانية كان لديهم اقل من خمسة ملايين راكب مع انها دولة سياحية وبنشاطها وطبيعتها وجمالها، لكن دولة الكويت اقتصاديا جدا مهمة. الـ 8.5 مليون راكب هم ركاب من الكويت واليها، انا لا أقارنها بدبي او ابو ظبي او قطر التي فيها ترانزيت. نحن نتكلم عن الذين دخلوا البلد والذين خرجوا من البلد. ما زال الشوط امامنا كبير نحن نمثل 1.4 مليون راكب من الـ 8.5 مليون ولدينا زيادة سنوية 5 في المئة بينما طيران الجزيرة عندها هدف الوصول الى تحقيق ما بين 15 وشرين في المئة زيادة في عدد الركاب خلال السنوات الاربع المقبلة.
* ترى في ظل الظروف الراهنة ان الانكماش افضل من التوسع؟
- ليس الانكماش من ناحية الاستثمار ولكن التركيز في الاستثمار والا يكون في رقعة جغرافية متباعدة. ان نكون مركزين في دولة الكويت. نحن ما زلنا نرى ان من اكثر الاستثمارات امانا ومن اجداها اقتصاديا هي دولة الكويت.
وكشف بودي في مقابلة خاصة مع قناة «سي ان بي سي عربية» اجرتها معه الزميلة نجوى عسران ان «الجزيرة» تقدمت رسميا منذ ثلاثة اسابيع بطلب تكثيف التشغيل الى مصر وبالذات الى مطار القاهرة الدولي وقال «نأمل ان شاء الله ونحن نتوقع ان نحصل خلال هذا الشهر ولا اقول الشهر المقبل من سلطات الطيران المدني المصرية على الموافقة على التشغيل الى مطار القاهرة».
واشار بودي الى ان «الجزيرة» كانت اول شركة طيران عربية تزيد عدد رحلاتها الى مصر في اصعب الظروف التي مرت فيها.
وتطرق بودي الى توقف شركة الخطوط الوطنية الكويتية عن تسيير الرحلات، قائلا انه «لم يكن مستغربا عند اهل الصنعة فنموذج التكلفة العالية للرحلات القصيرة لم ينجح لا في اوروبا ولا في الولايات المتحدة ولا في الشرق الاقصى. مع ان هذه الاسواق اغنى منا واكثر تقدما منا»، مشيرا الى ان هذا التوقف وسحب شركات اخرى عددا من مقاعدها لن يؤدي الى زيادة الاسعار بل يساعد في خفضها نتيجة الزيادة في عدد الركاب.
اما بخصوص «الكويتية»، فابدى بودي عدم اتفاقه مع القول بانه كان هناك تأخير في خصخصة «الكويتية» متوقعا طرح حصة المستثمر الاستراتيجي في مايو، على ان يعقبها الاكتتاب العام لتكون الشركة بحلول نهاية السنة مملوكة مشاركة بين القطاع الخاص وجزء بسيط للحكومة.
وقال ان تأثير تخصيص «الكويتية» كبير على السوق ويجعل المنافسة عادلة معها سواء في نقل الموظفين الحكوميين او الامتيازات في المطار او الخدمات او باسعار الوقود، مضيفا «عندنا في الجزيرة بند واحد فقط هو كلفة الوقود يمثل 35 في المئة من اجمالي التكاليف».
واشار رئيس مجلس ادارة «الجزيرة» الى ان «تركيز الشركة اصبح الان في دولة الكويت فالسوق الكويتي ليس صغيرا وقد نستثمر في بناء مطار خاص واستثمارات اضافية في مجال الطيران». واضاف «في السابق كنا نفكر في محطات خارج الكويت لكن تعويضا من ذلك استثمرنا في شركة سحاب، ولدينا زيادة سنوية 5 في المئة في عدد الركاب ونهدف الى تحقيق ما بين 15 و20 في المئة خلال السنوات الاربع المقبلة».
في الاتي نص المقابلة:
* المنطقة تشهد تغيرات كبيرة كان لها تأثير كبير على قطاع الطيران. ما الظروف التي يمر بها قطاع الطيران حاليا؟
- قطاع الطيران يمر حاليا باهم مرحلة في عمره القصير في منطقة الشرق الاوسط. بعض الشركات قد يعود تاريخها الى 50 عاما لكن اغلب الشركات سواء حكومية او خاصة هي جديدة نسبيا. شركات الطيران الخاصة تعد على اصابع اليد الواحدة.
* والان فَقَد هذا القطاع احدى شركاته..
- فَقَد اكثر من شركة واحدة. «الجزيرة» و«العربية» هما من بدأتا كشركات قطاع خاص في المنطقة وهما المستمرتان.
التغييرات الحاصلة عندنا كبيرة جدا. المخاطر مهمة جدا ولكن دائما عندما تكون هناك مخاطر تكون هناك فرص وتكون هناك مناسبات كبيرة يمكن لهذه الشركات ان توسع من خلالها اعمالها وتطورها على حسب المعطيات الموجودة في المنطقة وهذا ما نشهده الان في ظل التطورات الحالية في المنطقة.
* هناك وجهات اوقفتم رحلاتكم اليها مثل شرم الشيخ. والاقصر هل هي موقوفة ايضا؟
- بالعكس زدنا الرحلات الى الاقصر. نحن نعتبر أنفسنا كشركات عقارية في الجو، فبدل ان تكون لدينا بنايات في شارع فهد السالم او شارع الشيخ زايد، هذه عبارة عن اصول كبيرة جدا وضخمة جدا، فدائما نوجهها الى الاسواق وتكون لدينا الديناميكية في تحريكها في الاسواق الصحيحة. واعطيك مثلا جمهورية مصر العربية. ما حصل جاء في يوم وليلة، ثورة لم نكن نتوقعها ولم يكن احد يتوقعها في هذه السرعة. بوجود ادارة مرنة وسريعة في التحرك استطعنا ان ننقل جزءا من اسطولنا من جهات الى جهات اخرى. جهة القاهرة توقفت تماما، كذلك فان جهة شرم الشيخ وهي جهة سياحية في مصر توقفت تماما. رأسا حولنا الجهات الموجودة عندنا الى الاقصر وفتحنا محطة جديدة هي سوهاج. شيء عوّض شيئا، وهي من اهم المحطات الموجودة حاليا لدى «الجزيرة» وجاءت بناء لطلب المواطنين المصريين الموجودين في الكويت، فتم الاتصال مع السلطات المصرية وتوصلنا الى هذا.
نأتي الى البحرين دولة قريبة شقيقة مهمة بالنسبة لنا كـ «طيران الجزيرة» لا شك ان الاحداث التي حصلت اخيرا اثرت لكن تأثيرها كان ايضا نسبيا. كانت لدى «طيران الجزيرة» سرعة في التحرك، حيث دمجنا بعض الرحلات وغيّرنا مواعيد بعض الرحلات بحيث نعطي الحرية والمرونة لجموع المسافرين. وعدنا واضطررنا الى زيادة عدد الرحلات بعد ان تمخضت حلول لدولة البحرين ورجعت الدولة الى طبيعتها ودعتنا حكومة البحرين الى اعادة التشغيل وتنشيطه لاعادة الامور الى طبيعتها.
* الرحلات الى البحرين عادت الى عددها السابق؟
- مع تغيير المواعيد لتلبية طلب واحتياجات الجمهور. كان في السابق يتعين على المسافر ان يبيت ليلته في البحرين اما حاليا فيمكنه الذهاب صباحا والعودة مساء. هذه هي التغييرات التي قمنا بها.
في جمهورية مصر العربية مع وجود حظر التجول، رأسا قمنا بتعديل مواعيد رحلاتنا الى الاسكندرية لنعطي راحة للركاب للتنقل خارج فترة الحظر او الوصول الى الطائرات للمغادرة في الوقت المناسب.
* كل هذه الاحداث مثلت ضغطا على شركات الطيران التي كانت تواجه في الاصل ازمة مالية عالمية، بالتأكيد هذا يسبب ضغوطا اكثر على قطاع الطيران الذي كان في الاصل يعاني.؟
- جدا. هذا صحيح، قطاع الطيران كان اصلا متأثرا بالازمة الاقتصادية العالمية، وعندما نأتي الى الشركات العالمية والطيران العالمي، منذ منتصف العام الماضي كان قطاع الطيران من انشط القطاعات الاقتصادية عالميا ومن اربح القطاعات. واذا نظرنا الى منطقتنا في الخليج، نجد ان «طيران الامارات» حققت اكثر من 900 مليون دولار ارباحا، و«العربية» اعلنت ارباحا و«الاردنية» اعلنت ارباحا. في «الجزيرة» كانت ارباحنا في النصف الثاني من السنة الماضية 6،4 مليون دينار، فكل ذلك يعكس حجم قوة سوق الطيران في هذه الفترة.
نأتي لهذه السنة. طبعا انتهينا من الازمة المالية وانتهينا من التاريخ الماضي، نأتي الى ما حدث في اسواقنا نحن. في منطقة الشرق الاوسط والان الثورات التي تخرج في كل مكان. تركيزنا في «طيران الجزيرة»، وقد بدأنا ذلك من يوم 25 يناير اي من اول الثورة المصرية، وبعدها جاءتنا مشاكل لبنان واول فبراير وبعدها البحرين والان سورية. فكل هذه الدول مهما كان فيها من ثورات لكن طبيعتها هي ثورات وليست حروبا من دولة الى دولة اخرى. ودائما في الثورات الداخلية تبقى الحياة متواصلة، نحن نخدم شريحة كبيرة في المجتمع من مختلف الجنسيات، من والى النقاط هذه التي هي زيارة موطنهم، فهؤلاء المواطنون سواء السوريون، المصريون اومن البحرين او من لبنان دائما يتنقلون حتى لو كانت هناك احداث.
* طبعا هناك السياحة بالنسبة لمصر. كانت هناك سياحة كبيرة للكويتيين وخصوصا الى شرم الشيخ، هذه طبعا شبه توقفت.؟
- للأسف المتضرر الرئيسي هو الاقتصاد المصري والسياحة المصرية. «طيران الجزيرة» لم تكن متضررة في القاهرة لانه لم يكن مسموحا لنا بالتوجه الى القاهرة. فجموع المسافرين الكويتيين بالذات الى القاهرة لم نكن نخدمهم، لكن في المقابل ونحن دائما ننظر الى الامر مثل نظرية الاواني المستطرقة، الماء دائما يجد مكانا يتسرب اليه، فجموع المسافرين الذين كانوا يريدون التوجه الى القاهرة ولم يتح لهم ذلك، كانوا يتجهون الى جدة وزدنا عدد الرحلات لها، او الى دبي التي كانت من اكثر المحطات استفادة، او الى عمان او الى بيروت، فانخفاض الحركة السياحية الى مصر اصبح له مخرج تلقائيا، فالمجتمع يحتاج الى تحرك دائم.
* بالنسبة الى القاهرة، كنتم قد ذكرتم في العام الماضي ان هذا العام سيشهد اضافة القاهرة الى وجهات «الجزيرة». هل هذا الموضوع ما زال واردا ام ان الثورة غيرت امورا كثيرة؟
- يمكن الثورة غيرتها ايجابيا لاننا نحن ننظر طبعا الى ادارة الطيران المدني في الوقت الحالي بالانفتاح الموجود، لزيادة الحركة الى مطار القاهرة وزيادة الحركة الاقتصادية. يمكن نحن بكل فخر اول شركة طيران عربية زدنا عدد رحلاتنا الى مصر في اصعب الظروف التي مرت فيها. اول شركة طيران عربية خدمنا حكومة دولة الكويت، باوامر سامية من صاحب السمو، باخراج جميع المسافرين سواء الكويتيون او المقيمون المصريون من موانئ ومطارات جمهورية مصر العربية الى الكويت. زيادة رحلاتنا اثبات على تطور الاقتصاد في مصر وعودة الحياة الى طبيعتها واليوم يمكن ان اؤكد مرة اخرى نحن تقدمنا رسميا منذ ثلاثة اسابيع بطلب تكثيف التشغيل الى جمهورية مصر العربية وبالذات الى مطار القاهرة الدولي. نأمل ان شاء الله ونحن نتوقع ان نحصل خلال هذا الشهر ولا اقول الشهر المقبل من سلطات الطيران المدني المصرية ان تعطينا الموافقة على التشغيل الى مطار القاهرة.
* في الوقت الحالي ما أهم وجهة لـ «طيران الجزيرة»؟
- عدة وجهات مهمة بالنسبة لنا. هناك مناطق سياحية، هناك مناطق اعمال، وهناك مناطق دينية. جدة هي من اهم مناطق التوجه الديني. دبي طبعا من المناطق السياحية والظروف التي حصلت في المنطقة ساعدت دبي ان تزدهر اكثر من الماضي كنقطة سياحية اساسية.
* اردنا ان نتحدث عن «الخطوط الوطنية» التي توقفت عن الطيران وكانت الاسباب الظروف السياسية المحيطة والكلفة العالية. ما الذي يجعل شركة مثل «الوطنية» تتوقف عن التشغيل؟
- دائما نرجع للتاريخ. توقف «الوطنية» لم يكن مستغربا عند اهل الصنعة. هذا الامر كان متوقعا ان يحصل، قبل الظروف السياسية التي حصلت في المنطقة، وقبل «الوطنية» هناك شركات اخرى توقفت مثل «خيالة» في المملكة العربية السعودية. اثبت التاريخ والسوق ان تقديم الخدمة المكلفة وهي كانت خدمة جيدة وكانت خدمة باعلى المستويات لكن تكلفتها عالية جدا. هل السوق يتقبل دفع مبالغ طائلة لرحلة قصيرة مدتها ساعة او ساعة ونصف الساعة؟ في اوروبا لم ينجح هذا الامر. في الولايات المتحدة لم تنجح. في الشرق الاقصى لم ينجح. هذه اسواق اكثر تقدما بكثير منا و اغنى بكثير من اسواقنا. يعني لا نتكلم عن النفط في منطقتنا. الدول الاوروبية اغنى بكثير من دولنا ومع ذلك لم ينجح هذا النمط من التشغيل. لم نكن نتوقع ان ينجح في منطقتنا.
* انت ترى ان الطيران منخفض التكاليف هو الاجدى؟
- نحن الذي ننظر له في الطيران هو ناحيتان. اذا كانت هناك رحلة قصيرة المسافر ينظر الى الامان الى التوقيت والى راحة المقاعد للوصول من نقطة الى نقطة في اسرع وقت. لن يأكل وجبة اضافية ولن ياخذ الخدمات الاضافية او الاستقبال او غيره. يريد ان يصل بافضل سعر يقدم اليه. عندما تكون الرحلة 6 ساعات و7 ساعات الامر يختلف تماما تنظرين الى طائرات حجمها كبير تنظرين الى مقاعد كبيرة. المسافر مستعد لان يدفع فرق السعر هذا للراحة على المدى الطويل. وهذه دراسات عالمية وليست للكويت او غيرها. لهذا السبب نحن نتكلم عن اللطيران المنخفض التكاليف. في الرحلات القصيرة من الصعب جدا ان يدفع المسافر هذه المبالغ.
* هل انتم في «طيران الجزيرة» استفدتم من توقف «الوطنية»؟
- هذه سنّة الحياة. طبعا «طيران الجزيرة» تستفيد من اعادة توزيع الحركة. الامر ليس منافسة وانما عدد ركاب. عندما بدأت «طيران الجزيرة» كانت انطلاقتها ناجحة وكانت في ارتفاع دائم وسجلت ارباحا في سنواتها الاولى حتى رابع سنة. وفي رابع سنة سجلت خسارة لسبب اساسي وهو زيادة العرض الموجود في السوق فكان من الطبيعي ان تخسر كل شركات الطيران. الان اصبح هناك تقليص في حجم السوق، وهناك شركات كثيرة غير «الوطنية» طبعا سحبت عددا كبير من كمية المقاعد الموجودة في السوق المحلي لانه اصبح من الصعب عليها ان تنافس.
* هل سيؤثر ذلك على عروض الاسعار؟ قبل ذلك كانت هناك منافسة تؤدي الى اسعار جيدة للمسافرين. هل معنى ذلك اننا لن نرى مجددا اسعارا منخفضة على «طيران الجزيرة» والعروض التي كانت تقدم في السابق؟
- بالعكس. دائما الناس يسألونني عن هذا الامر. «طيران الجزيرة» أسست ووضعت من قبل حكومة الكويت بهدف اساسي هو توفير خدمة السفر بافضل الاسعار. تسهيل الخدمة للمسافرين من المواطنين والمقيمين. وان تكون الكويت هي الجهة الاقرب لهم والاسهل. ما زلنا نحن في هذا النهج. وعلى العكس، الزيادة في عدد الركاب تساعدنا بتقليص سعر التذاكر، لان عندما اشتري انا تذكرة بعشرة دنانير وانت بعشرة دنانير، «طيران الجزيرة» يمكن ان تنقلنا نحن الاثنين بـ 9 دنانير. كل ما زاد العدد اكثر تصبح التكلفة اقل.
* هل تتوقع تأخر تخصيص «الكويتية» بعض الشيء بسبب الاحداث في المنطقة. الامر تأخر كثيرا بالفعل. متى ستتم الخصخصة وكيف سيكون تأثيرها على قطاع الطيران؟
- تأثيرها جدا مهم. دعينا نعود قليلا الى موضوع حكومة دولة الكويت. هي سباقة في طرح المبادرات. هي من فتحت الاجواء في المنطقة على مصراعيها وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي صرحت لمواطنيها بالتملك مئة في المئة شركات طيران. والكويت هي الدولة الوحيدة في الخليج التي طرحت الناقل الوطني كشركة للبيع في القطاع الخاص. خصخصة «الكويتية» مشت في تدرج.
وانا لا اتفق معك على انه كان هناك تأخير في خصخصة «الكويتية». القرار صدر من وزير المواصلات في شهر مارس 2010 واعطى مهلة سنة لهيئة الاستثمار. في مارس الماضي استكملت هيئة الاستثمار الاجراءات ونزلت في الجريدة الرسمية منذ ايام اخر مرحلة للاستعداد لطرح الخطوط الجوية الكويتية وهي الفصل ما بين مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية والشركة الجديدة التي ستسمى شركة الخطوط الجوية الكويتية وهي شركة مساهمة كويتية، حالها حال «الجزيرة» ستكون مدرجة في سوق الكويت للاوراق المالية. فنتوقع الان حسب الجدول الذي وضعوه سيتم في شهر مايو المقبل طرح الحصة الاستراتيجية لمستثمر استراتيجي ومن بعدها تتم اجراءات الاكتتاب العام وبحلول نهاية السنة ستكون شركة الخطوط الجوية الكويتية شركة مملوكة مشاركة بين القطاع الخاص وجزء بسيط مملوك للحكومة.
اعود للنصف الاخر من سؤالك عن تأثيرها على «الجزيرة». طبعا هذا مهم جدا بالنسبة لنا. نحن نعيش في دولة منظومة قديمة عبر السنين ان هناك شركة طيران مملوكة من الحكومة. كانت حجتنا مع الدولة ونقاشنا مع الدولة هو ان الحكومات يجب ان تحكم ولا تدير شركات طيران. ولله الحمد حكومتنا تجاوبت مع هذا التوجه. الان تصبح المنافسة عادلة بيننا وبين الخطوط الجوية الكويتية، سواء في نقل الموظفين الحكوميين او في الامتيازات التي تعطى للخطوط الجوية الكويتية في المطار او الخدمات... الى اخره او باسعار الوقود. ما زال هناك فرق 10 في المئة بيننا وبين الخطوط الجوية الكويتية في دعم الوقود. هذا سيتساوى بعد تحويل «الكويتية» الى شركة مساهمة عامة كما هي «طيران الجزيرة».
* اسعار الوقود لها تأثير كبير على قطاع الطيران. ربما انتم كـ «جزيرة» و«الخطوط الكويتية» تستفيدون بدعم الوقود الذي تقدمه الكويت لكن عموما، كيف ترى تأثر القطاع باسعار الوقود التي انخفضت بعض الشيء ثم عادت الى الارتفاع؟
- الدعم يعطى من كل الدول الى شركاتها الوطنية. وكل شركات الطيران تأخذ دعما محليا في دولها. تأثير اسعار الوقود طبعا مهم جدا علينا. طبيعة تشغيل شركات الطيران تختلف من واحدة الى اخرى. دعينا نتكلم عن «الجزيرة» وهي التي نحن مختصون فيها وكيف ننظر الى الوقود. الوقود طبعا له تأثير مباشر علينا لكن نحن نستخدم تسعيرة مرنة بحيث نرفع السعر دينارا او اثنين او نخفضه دينارا او اثنين بناء على سعر برميل النفط. اسعارنا نحن دائما ثابتة لمدة اسبوعين لان الوقود يزود لنا لمدة اسبوعين. طبيعة السفر في منطقة الخليج وفي الكويت خصوصا هي ان المسافر يأخذ قراره متأخرا، فليس لدينا نحن حجوزات لمدة تسعة اشهر او ستة اشهر مقدما وهذا الامر هو الذي يشكل خطرا دائما على شركات الطيران. اغلب حجوزاتنا هي لمدة اسبوعين او ثلاثة اسابيع. دائما نأتي للمستهلك ونعرض عليه انه في الاسبوعين الاتيين اذا نزلت اسعار الوقود نخفض سعرنا، واذا زادت زيادة طفيفة نحافظ على السع، واذا كانت هناك زيادة عالية نرفع السعر دينارا او دينارين لكن دائما نحافظ عليها بمستويات في متناول الجميع.
* كلفة الوقود تمثل كم في المئة من كلفة الرحلة؟
- عندنا في «الجزيرة» بند واحد فقط هو كلفة الوقود يمثل 35 في المئة من اجمالي التكاليف.
* انتم لديكم 11 طائرة. كم منها مؤجرة الان؟
- «الجزيرة» تملكت شركة «سحاب» التي الهدف منها ان تستقبل «الجزيرة» طائرات جديدة تستخدمها لمدة 4 الى 5 سنوات وبعدها تخرج هذه الطائرات الى «سحاب» التي هي الشركة التاجيرية لـ «طيران الجزيرة». تقوم «سحاب» بتأجيرها في الخارج. الهدف من ذلك طبعا هو اننا في منطقة صعبة مناخيا، تؤثر على هذه الطائرات وتؤثر على المحركات وغيرها. فنحن حريصون جدا ان يكون عندنا تغيير في الطائرات كل خمس الى ست سنوات. اي طائرة تأتي الينا لا تظل في تعمل في اسطول الجزيرة اكثر من ست سنوات. وتخرج مباشرة الى التأجير. وفعلا نجحنا حتى الان في ان نؤجر اكثر من ست طائرات منتشرة ما بين شركات عالمية من خلال سحاب من سان فرانسيسكو الى سيراليون.
* عدد الطائرات العاملة على خطوط «الجزيرة» بالفعل. كما طائرة؟
- حاليا خمس طائرات. وان شاء الله سنستقبل طائرات جديدة. في 2012 عندنا استكمال الاسطول لدينا تسلم في 13 فبراير طائرتين، وفي 2014 سنتسلم طائرة. مجموعها في الوقت الحالي هو 15 طائرة التي نسميها الان العقود الثابتة لـ «طيران الجزيرة» والمؤكدة. طبعا نحن ننظر الى المنطقة وننظر لما يتم من حولنا، وهمنا الاساسي طبعا ان نركز على استثمارنا في دولة الكويت ويكون عندنا اعلى عائد لحقوق المساهمين.
* حتى قبل الازمة كانت هناك عقود وقعتموها مع صانعي الطائرات من اجل شراء طائرات هل الغيتم ايا من هذه العقود بسبب الازمة او بسبب الظروف؟
- لم يكن عندنا الغاء لعقود. كان عندنا اتفاقيات للمصنع الاساسي الذي هو «الايرباص» وكان عندنا «اوبشنز» لطائرات اضافية. هذه «الاوبشنز» لم نقم باستغلالها. ركزنا فقط على اسطولنا الحالي الذي هو يتكون من 15 طائرة بعد استكماله. طبعا هذا في الوقت الحالي. يمكن خلال ستة اشهر تتغير الاوضاع. يعني لو سألتيني هذا السؤال الاسبوع الماضي كانت هناك ثلاث شركات طيران في الكويت. اليوم هناك شركتا طيران في الكويت.
* لكن موضوع تأجير الطائرات يبدو انه مجز. نحن نرى ان بعض الشركات التي يقتصر عملها على تأجير الطائرات تحقق ارباحا اكثر من الشركات التي تقوم بتشغيل الطائرات.؟
- صحيح. اذا تأخذين منظومة الطيران ككل تأجير الطائرات تشغيل الطيران، خدمات السفر التي هي الحجوزات الالكترونية والى اخره والتي هي مربحة في بعض الاحيان اكثر حتى من تأجير الطائرات ومن شركات الطيران. عندما تأخذينها كلها متكاملةن مع بعضهم تعطيك الدخل الاعلى وهذا الذي دفعنا الى التوجه كـ «طيران الجزيرة» في منظومة جديدة ان نجمع ما بين تأجير الطائرات وبين التشغيل المباشر.
* «سحاب» عملت نوعا من التوازن؟
- بالضبط. اعطتنا التوازن والمرونة والحرية في نأخذ هذا الاصل وبدل ان يكون في منطقة مدخولها اقل، نأخذه الى منطقة مدخولها اعلى.
* ما خطتكم التي انتم ملتزمون بها. هل تنوون اضافة وجهات اكثر؟ خصوصا انكم غيرتم استراتيجيتكم بعض الشيء بعد شركة «سحاب»؟
-تركيزنا في «طيران الجزيرة» اصبح الان في دولة الكويت. في السابق كنا نفكر ان يكون لدينا محطات خارج الكويت. وفقنا كمجلس ادارة ان نركز على الاستثمار في الكويت ورأينا الان الاحداث التي حصلت في المنطقة ككل. لكن تعويضا من المركز التشغيلي الواحد استثمرنا في شركة سحاب، ويمكن سوف نستثمر في بناء مطار خاص بطيران الجزيرة داخل دولة الكويت وتكون لدينا استثمارات اضافية في مجال الطيران لكن ان نكون ملتزمين بها داخل السوق الكويتي. السوق الكويتي ليس صغيرا. نحن نتكلم عن 8.5 مليون راكب في سنة 2010. اذا قارنا بدول ثانية مثل الجمهورية اللبنانية كان لديهم اقل من خمسة ملايين راكب مع انها دولة سياحية وبنشاطها وطبيعتها وجمالها، لكن دولة الكويت اقتصاديا جدا مهمة. الـ 8.5 مليون راكب هم ركاب من الكويت واليها، انا لا أقارنها بدبي او ابو ظبي او قطر التي فيها ترانزيت. نحن نتكلم عن الذين دخلوا البلد والذين خرجوا من البلد. ما زال الشوط امامنا كبير نحن نمثل 1.4 مليون راكب من الـ 8.5 مليون ولدينا زيادة سنوية 5 في المئة بينما طيران الجزيرة عندها هدف الوصول الى تحقيق ما بين 15 وشرين في المئة زيادة في عدد الركاب خلال السنوات الاربع المقبلة.
* ترى في ظل الظروف الراهنة ان الانكماش افضل من التوسع؟
- ليس الانكماش من ناحية الاستثمار ولكن التركيز في الاستثمار والا يكون في رقعة جغرافية متباعدة. ان نكون مركزين في دولة الكويت. نحن ما زلنا نرى ان من اكثر الاستثمارات امانا ومن اجداها اقتصاديا هي دولة الكويت.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}