نبض أرقام
01:32 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

"المستلزمات الطبية" تتحول من الخسائر إلى الأرباح في 2011

2011/01/09 الشرق القطرية

تلقى الصناعة القطرية حاليا دعما كبيرا من الدولة التي لم تتوان عن تقديم كافة التسهيلات التي تمكن المصانع القطرية من المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية ولعل أبرز هذه المزايا هي أسعار الطاقة الرخيصة التي تشجع على إقامة المصانع.. إضافة إلى أسعار الأراضي الصناعية الرخيصة التي تخصصها الدولة للمستثمرين الصناعيين بعد عدد من التجارب الناجحة في المدينة الصناعية الجديدة.. ويشمل الدعم الحكومي عدم وجود أي ضرائب على المصانع والشركات مما يشجع على الاستثمار في قطر للاستفادة من هذه المزايا والتسهيلات الكبيرة.. ومن أبرز الإنجازات الصناعية التي تمت مؤخرا في قطر هو تأسيس الشركة القطرية الألمانية للمستلزمات الطبية أو كما يطلق عليها في البورصة – الطبية – وهي شركة تعمل بهدف واحد هو التصدير للخارج مع الاعتماد على أعلى المعايير العالمية في الإنتاج والتصنيع.. ومع مرور أكثر من 5 سنوات على إنشاء الشركة وبدء الإنتاج الفعلي من عامين أصبحت الشركة ذات سمعة عالمية بفضل منتجاتها ذات الجودة العالية.. وبفضل جهود العاملين بها وعلى رأسهم الشيخ الدكتور حمد بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الإدارة استطاعت التصدير إلى 16 دولة عربية وآسيوية وأوروبية.. ويقول الشيخ حمد إننا استطعنا أن نصل بمنتجات هذا المشروع إلى أعلى المواصفات العالمية بحيث نستطيع أن نبيع منتجات الشركة في جميع القارات بالمواصفات المطلوبة وأصبحنا قادرين على تزويد مختلف الأسواق العالمية بمنتجات وخدمات رفيعة المستوى وتطبق في صناعاتها أحدث التقنيات ليس فقط في المجالات التشغيلية وإنما أيضاً في ميدان السلامة الصناعية والبيئية. وأضاف.. أصبحت لدينا خبرة جيدة جداً في مجال تطوير المنتجات الجديدة خاصة بعد نجاحنا في تطوير الإبر الواقية ويمكن ربط هذا المشروع بمراكز البحوث والتطوير في واحة العلوم والتكنولوجيا. وأضاف الشيخ حمد أنه تم إدخال منتجات جديدة ومتنوعة مثل فلترات غسيل الكلي، والحقن المختلفة بأقل التكاليف حيث هيأنا الآلات والمعدات والتقنية المستخدمة وإمكانات المصنع خاصة غرف التعقيم التي تعمل على أحدث تكنولوجيا لاستيعاب أي منتج جديد وبأقل تكلفة ممكنة...

جولة في المصنع

"الشرق" قامت بجولة في الشركة ومصنعها للتعرف على عمليات الإنتاج وخطط الشركة المستقبلية..

عند دخولك المصنع لن تشعر بأنها شركة طبية أو مصنع يقوم بالتصنيع والإنتاج فليس هناك عمال أو أصوات ماكينات أو حركة دخول وخروج للشاحنات كما يحدث في المصانع الأخرى وإنما هدوء تام وكأنك دخلت إلى مكتب تجاري أو شركة خدمات. ولكن سرعان ما يزول هذا الشعور بمجرد أن تدخل إلى غرف التصنيع وتكتشف أن كل عمليات التصنيع والإنتاج تتم آليا دون تدخل أي فرد بدءا من وضع المواد الخام في الماكينات وصولا إلى المنتج النهائي وهو الإبر الطبية أو أنابيب جمع الدم والفلاتر.. إضافة إلى عمليات التغليف والتعبئة فليست هناك يد واحدة تتدخل في هذه العمليات سوى تشغيل وضبط الأجهزة فقط.. وأهم ما يلاحظ أيضاً خلال الجولة هو النظافة الشديدة في المصنع حتى أن مديره العام رفض دخولنا والزميل أمير طمبل المصور الصحفي إلا بعد القيام بعمليات التعقيم وارتداء الملابس المخصصة لذلك.. ودخلنا غرف الإنتاج وكأننا رواد فضاء بسبب هذه الملابس التي لم تترك سنتيمترا واحدا مكشوفا من جسدنا.

منتجات قطرية عالمية

في البداية كان اللقاء مع حازم الشريف المدير العام للشركة الذي يوضح أن القطرية الألمانية للمستلزمات الطبية مشروع تأسس بمبادرة قطرية كجزء من تطوير الصناعة في قطر لتنويع الاقتصاد وإدخال الصناعة المتطورة ويعتبر المشروع الأول لبنك قطر للتنمية الصناعية.. ويهدف إلى إنتاج منتجات طبية تحمل اسم قطر تصدر على مستوى العالم.. وهي منتجات الإبر الطبية بمختلف قياساتها بما فيها حقن الأنسولين، كما سيتم إنتاج أنابيب جمع الدم وفلاتر الكلى في الخطة الجديدة لتوسيع الإنتاج.. والفكرة أن هناك حوافز كثيرة قدمتها الدولة منها الأرض المقام عليها المشروع إضافة إلى وحدة الطاقة الرخيصة كما أن موقع قطر في المنطقة يتيح لها التصدير للعالم بسهولة.. ويضيف الشريف أن الدولة تعمل حاليا على تطوير البنية الأساسية للصناعة لدعم الصناعة في جميع القطاعات وهي خطط موضوعة تنفذها الدولة حاليا بنجاح ونحن نطمح إلى المزيد من الدعم والإجراءات الجديدة مثل التسويق عن طريق المشاريع الخيرية من خلال التبرعات والمساعدات بحيث يكون المنتج الوطني له الأولوية في هذه المساعدات ومنها المنتجات التي تنتجها الشركة.. إضافة إلى ضرورة إنشاء صناديق تنمية وضمان الصادرات بهدف إيجاد آلية لتطوير التصدير ودعمه سواء الشركات المتوسطة أو الصغيرة ونحن أول من نادى بذلك واستجابت الدولة من خلال إنشاء جهاز دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة الذي سيبدأ عمله قريبا.. أما العنصر الآخر لدعم الصناعة فهو تفعيل اتفاقات التجارة بين الدول العربية التي تساهم في زيادة معدلات التجارة وبالتالي معدلات التصدير بين هذه الدول.. ويوضح الشريف أن الصناعة تحتاج إلى إنشاء معاهد لتدريب العمالة سواء الوطنية أو الوافدة من خلال برامج على أعلى مستوى تهدف إلى تطوير التكنولوجيا وإعادة تصديرها وهو توجه الحكومة وتعمل على تنفيذه مؤسسة قطر فونديشن لتنمية وتطوير المعاهد الفنية وتدريب الكوادر الوطنية التي تعاني الشركات من نقصها على مختلف القطاعات الصناعية فمثلا على مستوى المهندسين القطريين ليست هناك شركة تحصل على مهندس قطري ذي خبرة وكفاءة عالية بسهولة.. ونحن نطلب التوسع في معاهد التدريب والتطوير لخلق جيل من العمالة الوطنية في إطار سياسة التقطير التي تتبعها الدولة ومنها شركتنا حيث وضعنا خطة للتقطير رغم أن الشركة لا تعتمد على العمالة وإنما التكنولوجيا حيث يبلغ عدد العاملين بالشركة نحو 45 عاملا منهم أربعة في الإدارة والباقي في الإنتاج.. ولكن تطوير الصناعة يحتاج إلى إيجاد حلول لتطوير العمالة الوطنية.. ويوضح أن الشركة تولي موضوع التطوير أهمية كبيرة حيث نجحنا في تطوير عدد من المنتجات وإدخال تحديثات عليها.

عمليات الإنتاج

يضيف أن عملية الإنتاج في المصنع تبدأ من خلال جلب أفضل المستلزمات والخامات من الخارج ذات المعايير العالمية لإنتاج منتجات عالية الجودة على أحدث المعايير من خلال الحصول على أفضل المكونات لإنتاج أفضل المنتجات فهناك قناعة لدى القائمين على الشركة بأن الجودة ستسود رغم ارتفاع التكلفة والمنافسة غير العادلة مع الشركات الأخرى التي تستخدم مكونات غير مطابقة للمواصفات العالمية ومواد أرخص غير مطابقة وبالتالي تنتج منتجات رخيصة في الأسواق العالمية على سبيل المثال حبيبات البلاستيك نحن نستعمل الحبيبات الطبية المخصصة للاستعمالات الطبية في حين الشركات الأخرى تستعمل الحبيبات البلاستيكية العادية وهي بالطبع أرخص بكثير ولكن الشركة لن تتنازل عن الجودة رغم ارتفاع التكاليف.. هذه الحبيبات إذا تم صناعتها في قطر من خلال مصانع البتروكيماويات ستوفر جزءا كبيرا من التكلفة التي تتحملها الشركة. ويضيف أن المواد الخام يتم استيرادها بأفضل الأنواع من خلال اتفاقيات طويلة الأجل تتيح الحصول على أسعار جيدة في حالات ارتفاع أسعار المواد الخام أو تقلب أسعار الصرف بالخارج، حيث تعتمد هذه الخامات كليا على النفط والغاز ونحن نتحايل على هذه الأسعار من خلال الاتفاقيات طويلة الأجل التي تضمن استمرار التوريد بأسعار مستقرة.. ويوضح الشريف أن الطاقة الإنتاجية للمصنع حاليا هي 100 مليون وحدة من الإبر الطبية بمختلف أنواعها ونحن نجري الآن توسعة جديدة للمصنع لزيادة الإنتاج وإدخال منتجات جديدة تشمل إبر الأنسولين – 1 ملي – وزيادة إنتاج الإبر -5 ملي – ذات الطلب المرتفع.. وأضفنا خطوط إنتاج جديدة تعمل عليها الشركة لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 300 مليون وحدة خلال 3 سنوات مع إدخال منتجات جديدة مثل أنابيب سحب الدم والفلاتر..

خطوط إنتاجية جديدة

يضيف حازم الشريف أنه تم الاتفاق على خطوط الإنتاج مع الشركات المغذية والتي تحتاج إلى ما لا يقل عن 18 شهرا لتصنيعها في الخارج وفقا لتصميم تم الاتفاق عليه في الشركة وفقا للمواصفات العالمية وهناك خط إنتاج وصل إلى الشركة، كما أن هناك خطين للإنتاج سيتم تشغيلهما خلال النصف الأول من 2011.. أما الجانب الآخر التي تعمل عليه الشركة فهو الجانب التسويقي، فاتفاقيات التسويق تحتاج إلى فترات طويلة لإعدادها وإدخالها مرحلة التنفيذ. على سبيل المثال اتفاقية مؤسسة حمد الطبية أخذت وقتا كبيرا للاتفاق عليها ونحن وفرنا على المؤسسة تكاليف كبيرة ويكفي أن منتجنا أقل 30 % من الأسعار التي تحصل عليها المؤسسة من الشركات الأخرى، كما أننا وفرنا على المؤسسة عمليات الاستيراد والتخزين والنقل حيث يمكن التوريد الأسبوعي أو الشهري حسب الطلب.. كما أن هناك عنصرا مهما جدا وهو أنه كلما زادت مبيعاتنا في السوق المحلي زاد الاعتماد على المكونات المحلية في الإنتاج وبالتالي تطوير ودعم الصناعة المحلية.. وعلى سبيل المثال نحن نحتاج إلى مصنع للتغليف في قطر بدلا من الاعتماد على مواد التغليف من الخارج حيث يوفر هذا المصنع الكثير من التكاليف سواء لمصنعنا أو للمصانع الأخرى التي تعتمد على التغليف الخارجي لمنتجاتها وبالتالي فالدورة الاقتصادية تحتاج إلى مثل هذه المصانع في السوق المحلي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.