على مدار الأعوام الستة الماضية، لم يكن هناك مستوى مرتفع مثير للرهبة والقلق بالنسبة للثيران أي (المراهنين على الصعود) في سوق الذهب مثل حاجز 1350 دولارًا للأوقية، بحسب تقرير لـ"بلومبيرج".
باستثناء بعض الارتفاعات الوجيزة، عانى المعدن النفيس لاختراق هذا المستوى منذ بدء رحلته الهبوطية وتخليه عن سعر 1900 دولار للأوقية خلال الفترة بين عامي 2011 و2013.
هذا أمر مهم لأن الأصل الذي يحتوي على عدد قليل من العوامل الأساسية التي تحدد الأداء (بعيدًا عن ارتباطه السلبي بالدولار الأمريكي) يكون معرضا بشكل غير عادي للعوامل النفسية التي تجعل التحليل الفني ناجحًا في بعض الأحيان.
مكاسب قوية واستثنائية
- يعتقد آلاف المستثمرين أن 1350 دولارًا للأوقية هو مستوى مقاومة سيصارع الذهب لكسره، نتيجة لذلك من المحتمل أن يبيعوا حيازاتهم بشكل مكثف بعد الوصول إلى هذا السعر، وتغيير نظرتهم إلى الأشياء التي كانت تقودهم لرفعه.
- وصل القطار (وتجاوز) هذه المحطة بالفعل، فبعدما بلغ الذهب هذا المستوى الأسبوع الماضي، واصل صعوده لاحقًا ليتجاوز 1400 دولار حتى أنه اقترب من مستوى 1440 دولارًا للأوقية خلال تعاملات الثلاثاء، مسجلًا أعلى سعر له منذ مايو 2013.
- السؤال المنطقي الآن هو ما إذا كان هذا الارتفاع مجرد اختراق مؤقت آخر؟ في الحقيقة هناك أسباب للاعتقاد بأن أفضل ما يمكن تقديمه قد حدث، إذ يميل المستثمرون إلى شراء المعدن الأصفر اللامع عندما تكون توقعات النمو الاقتصاد سيئة بشكل كبير.
- بالنظر للموجات الصعودية المدعومة بالبحث عن ملاذات آمنة والتي تزامنت مع مكاسب قوية لأسعار السندات (تراجع بنحو 40 نقطة أساس للعائدات على مدار الشهر)، بلغ متوسط مكاسب المعدن النفيس شهريًا 7.2% خلال العقد الماضي، وبالنسبة لشهر يونيو فقط بلغت 8% تقريبًا.
عوامل تقود الصعود
- في الوقت نفسه، هناك علامات على إعادة تقييم أكثر دراماتيكية للاحتمالات الاقتصادية مقارنة بما رآه المستثمرون سابقًا عندما بلغ الذهب مستوى 1350 دولارًا للأوقية في يوليو 2016 ومارس 2014.
- فتح رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" الباب أمام احتمالات تخفيض أسعار الفائدة خلال الشهر المقبل، بعد الكلمة التي ألقاها في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الأخير للبنك المركزي هذا الشهر، ولعل ذلك أحد الأسباب الرئيسية التي دعمت هذه الموجة الصعودية للذهب فيما أشار أمس إلى أنها ليست حتمية التخفيض في يوليو.
- قال الرئيس المشارك لإدارة محافظ آسيا والهادئ لدى "بيمكو"، "روبرت ميد": إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو المقبل، فالأكثر ترجيحًا أن ذلك سيكون بمقدار نصف نقطة مئوية وليس ربع نقطة فقط.
- الصورة الاقتصادية القاتمة في أوروبا توفر دعمًا للذهب، ورغم أنه لا يقدم عائدًا لحائزيه، فالأمر لم يعد من بين المساوئ في عالم أصبحت ديونه السيادية (في ألمانيا والسويد وهولندا وسويسرا والدنمارك والنمسا واليابان، وربما في فرنسا قريبًا) تعطي عائدات سالبة.
أرضية جديدة
- سجل مديرو الأصول، وهم مجموعة من الثيران المراهنين على صعود عقود الذهب الآجلة وعقود الخيارات على مدار معظم العقد الماضي، صافي مراكز قصيرة (بيعية) طوال أربعة وعشرين أسبوعًا من العام الماضي، وظلوا يتوقعون انخفاض الأسعار حتى الشهر الماضي.
- في الأسبوع الماضي، تغير هذا الوضع وتحولوا إلى تسجيل صافي مراكز طويلة (شرائية) بلغت 156 ألف عقد، ومع ذلك فإن هذا التحول قد يخضع لانتكاسة حادة حال وجود فرصة لجني الأرباح.
- في عالم تتصاعد فيه حالة عدم اليقين كل مرة يفتح فيها الرئيس الأمريكي حسابه على "تويتر"، ليس من المستغرب بقاء المعدن في حالة انتعاش، وبعدما كان مستوى 1350 دولارًا هو سقف السوق طوال ست سنوات، فقد يتحول بسهولة إلى أرضيته الجديدة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}