على مدار سنوات، لم يستغل أكثر من نصف المواطنين في الولايات المتحدة جميع أيام عطلاتهم المدفوعة، ولكن تقريراً نشرته "وول ستريت جورنال" تحدث عن أن الأمر لم يكن كذلك في الماضي.
وبحسب مسح أجرته مؤسسة "ديسكفر" البحثية في مايو، فإن 71% من المشاركين في أمريكا أكدوا تخطيطهم لاستغلال عطلة الصيف هذا العام من 58% عام 2018.
العطلة في الماضي
- عرفت فوائد العطلة وتأثيرها الإيجابي في الصحة والسعادة منذ آلاف السنين، وعلى الأرجح لم يبتكر قدامى اليونانيين الحصول على العطلة، ولكنهم رأوا أنها فكرة رائعة للترويج للسياحة.
- توفرت لدى اليونانيين القدماء فكرة الحصول على عطلة من أجل حضور المهرجانات والاستمتاع بفصل الربيع فضلاً على المواقع الثقافية والتراث الحضاري لشخصيات مثل "أرسطو" و"سقراط".
- أما الرومان، فقد اتخذوا منحى آخر، فبدلاً من الذهاب في عطلات سياحية بمدن أجنبية، فضل الأثرياء البقاء أثناء العطلة في أوطانهم والذهاب إلى منتجعات مثل "بومبي" التي بنوا فيها فيلات شاطئية، وكان الإمبراطور "نيرون" يسترخي في قصره الشاطئي في "أنتيوم" عندما اشتبكت النيران بروما عام 64.
- في العصور الوسطى بأوروبا، كانت العطلات تستغل في زيارة المواقع المقدسة بالنسبة إلى شعوب القارة العجوز مثل موقع دفن القديس "جيمس" في "سنتياجو دي كومبوستيا" شمال إسبانيا.
- أواخر القرن السابع عشر، اختلف شكل العطلات حيث الطبقة الأرستقراطية في أوروبا أعادت اكتشاف الفكرة القديمة لسياحة الترفيه، ووسعوا أفق العطلة عبر السفر والسياحة في دول أخرى حيث أصبحت مواقع عصر النهضة في فرنسا وإيطاليا مزارات للنبلاء حصراً.
- كانت أيضاً السياحة العلاجية رائجة بين الأثرياء وصفوة المجتمعات الأوروبية في القرن السابع عشر، ولم تكن الولايات المتحدة بعيدة عن ذلك، فقد اشتهرت منتجعات ونوادٍ صحية كما في "ساراتوجا سبرينجز" بنيويورك التي أصبحت منتجعا شهيرا عام 1815.
العطلات الآن..
- يهتم الأمريكيون على سبيل المثال بقضاء عطلاتها في الوقت الحالي بالمنتجعات والفنادق الكبرى والمناطق الترفيهية خاصة الشاطئية، ولكن ذلك يطبق على المواطنين في الولايات المتحدة بوجه عام.
- يعني ذلك أن فكرة الحصول على عطلة لم تعد مقتصرة حصراً على الأثرياء أو الطبقات الأرستقراطية كما في العصور الوسطى بأوروبا كما أنها لم تعد تقتصر على المواقع الدينية أو المناطق الترفيهية محلياً، بل إن الكثيرين يسافرون خارجاً لأغراض سياحية متنوعة.
- أسهم في الترويج لذلك انخفاض تكاليف السفر وزيادة الوجهات السياحية وتنوعها ليناسب كافة الفئات المجتمعية، وانطلقت مبادرة في نيويورك مؤخراً للترويج لما يعرف بـ"ديمقراطية عطلة الصيف" لتعزيز توفير إقامة وسياحة للأسر بتكلفة رخيصة.
- أوائل القرن التاسع عشر، أصبحت عطلة الصيف أشبه بتقليد وطني، وفي عام 1910، اقترح الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت "ويليام هاورد تافت" على الكونجرس ضرورة سن تشريع يمنح كافة العاملين عطلة مدفوعة من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
- لكن فرنسا شرعت أول قانون يضمن حق الحصول على عطلة مدفوعة الأجر عام 1919، ومنذ ذلك الحين، اعترفت معظم الدول المتقدمة بفترة العطلة كحق قانوني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}