على ما يبدو، يتخذ مديرو الشركات حول العالم لا سيما في الولايات المتحدة نهج عدم الاستماع لأصوات المساهمين، وذكرت "الإيكونوميست" في تقرير يرون حملة الأسهم كما لو كانوا أطفالاً يمكن النظر إليهم لكن لا يجب الإنصات إلى ما يقولون.
وكشفت ورقة بحثية أجراها أكاديميون بجامعة "بوسطن" أنه ربما ينبغي على المديرين التنفيذيين إخراج أصابعهم من آذانهم والإنصات إلى المستثمرين.
مساهمون..ولكن
- في أمريكا ودول أخرى حول العالم، تصدر مجالس إدارات بعض الشركات أسهما دون موافقة المساهمين، في حين لا بد من موافقة المساهمين في دول أخرى على إصدار أسهم.
- في دول بخلاف أمريكا وغيرها، يجب موافقة المستثمرين قبل إصدار الشركة أي سهم جديد نظراً لأن هذه الخطوة تؤثر على سعر السهم والتداول عليه، وفقا لدراسة أجراها باحثو جامعة "بوسطن".
- درس الباحثون أداء أكثر من مائة سهم لشركات حول العالم لمعرفة ردة الفعل بعد إصدار أسهم جديدة، واكتشفوا أنه عند موافقة المساهمين على إصدار أسهم جديدة، يميل السعر إلى الارتفاع بنسبة 2%، لكن عندما تفعل إدارة الشركة ذلك دون موافقة المساهمين، ينخفض السهم بنحو 2%.
- يكمن التفسير وراء هذه التحركات السعرية سواء بالصعود أو الهبوط في احتمالية وجود صراع بين الإدارة التنفيذية في شركة ومستثمريها، فلو لم يوجد أي نزاع بين الطرفين، يعني ذلك السماح بتصويت المساهمين والاهتمام بالإنصات إليهم.
- في بعض الأحيان، يضطر مديرو الشركات لإصدار أسهم - دون الرجوع إلى المساهمين - من أجل تمويل التوسعات، الأمر الذي يتيح لهم السيطرة على المزيد من الأصول والمطالبة برواتب أعلى.
- على الجانب الآخر، يقلق المستثمرون بشأن مدى تأثير تلك التوسعات المحتملة على عوائدهم وحجم توزيعاتهم النقدية على المدى الطويل بالإضافة إلى التقليل من تأثيرهم.
التفاف على الرأسمالية الأمريكية
- هناك مخاوف من المساهمين من وضع حصة أو حجم أسهم في أيدي مستثمرين بعينهم لتمويل أنشطة استحواذ أو ما شابه، ففي أستراليا على سبيل المثال، يجب إخضاع طرح أي حصة تزيد على 15% من حجم الأصول لموافقة المساهمين، بينما في أمريكا تقدر النسبة بـ20%.
- في الدولتين، يتم إصدار أسهم دون النسبتين المشار إليهما سلفاً، ويحاول المديرون الالتفاف وإيجاد طريقة تجنبهم الحصول على موافقة المساهمين.
- ظهر ذلك في أبريل عندما تعهدت "بركشاير هاثاواي" باستثمار عشرة مليارت دولار في "أوكسدنتال بتروليوم"حال سعي الأخيرة لإتمام صفقة الاستحواذ على "أناداركو" المنافسة، وساعدت هذه الخطوة في تجنب السعي للحصول على موافقة المساهمين على الصفقة.
- يعد هذا الالتفاف والتجاهل لآراء المساهمين مخالفاً لمبادئ الرأسمالية الأمريكية، وما يثير حفيظة البعض أن هذا الالتفاف يؤتي بثماره بالفعل، وتنفذ الإدارات قراراتها أو توسعاتها من خلال إصدار أسهم دون الحاجة لموافقة المساهمين.
- ينجح نموذج الأسهم الخاصة نظراً لأن المستثمرين يحصلون على فرصة أكبر في التدقيق على الإدارة، بينما يختلف الأمر في الشركات العامة – المدرجة أسهمها في البورصات – التي تتجاهل مساهميها ويصبح الحق الوحيد في حوزتهم هو بيع أسهمهم أو التصويت ضد إعادة تعيين مديرين.
- يعد هذا الإجراء غريباً بعض الشيء، فلو عين شخص ما وكيلاً للإشراف على منزل، وحال إظهار رغبة لدى مالك المنزل في الإنفاق على تجديد أو شراء أشياء للزينة مثلا، فإن الوكيل هنا سيرفض بحجة أن المالك ليس له سوى التصرف في بيعه أو حرق العقد بينهما.
لسان وأذنان
- شكا مديرو شركات عالمية من أن المساهمين يريدون التدخل بشكل مبالغ فيه كثيراً مثل أن المستثمرين يريدون تركيز أعمال وأنشطة الشركة على محاور غير مالية كخفض انبعاثات الكربون أو تحسين ظروف الموظفين.
- تبدو هذه الشكوى مبنية على حجج واهية، فقد أثبتت دراسات أن تصويت المساهمين لصالح تحسين ظروف الموظفين يسهم في زيادة الإنتاجية والعائد على المدى الطويل.
- بوجه عام، أشارت نتائج دراسات مستفيضة إلى أن الشركات التي تحسن أحوال العمالة وتوجد بيئة اجتماعية وصحية بين المساهمين والإدارة تحقق بالفعل نتائج وأداءً مالياً إيجابياً.
- أفاد بحث جامعة "بوسطن" بأن المساهمين والمديرين عليهم العودة إلى المقولة التقليدية العتيقة: "لدينا أذنان ولسان واحد كي ننصت أكثر مما نتكلم".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}