"الولاية الذهبية".. هكذا تعرف "كاليفورنيا" في الولايات المتحدة، ولم لا؟ وهي الولاية الأولى من حيث حجم الإنتاج، وبها أحد أعلى معدلات الرفاهية والدخل العالي في العالم، كما تتميز بتكامل اقتصادها وشموله كافة أوجه الأنشطة.
ولاية كدولة عظمى
وإذا تم اعتبار ولاية كاليفورنيا الأمريكية دولة فستأتي في المرتبة الخامسة في ترتيب أكبر الدول من حيث الناتج المحلي الإجمالي بعد الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا، لتتفوق على دول مثل الهند بتعداد سكانها الضخم.
وتتفوق الولاية بذلك على بريطانيا أيضًا، بوصفها إحدى القوى الاقتصادية الرئيسية عالميًا، والتي يتجاوز عدد سكانها 66 مليون شخص بينما لا يتعدى سكان "كاليفورنيا" 39.5 مليون شخص ينتجون 14-16% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي (2.9 تريليون دولار).
ويدور اقتصاد الولاية حول مدنها الكبيرة، وعلى رأسها سان فارنسيسكو وسان خوزيه ولوس أنجلوس وسان دييجو، ولا سيما حول منطقة شاطئ "سان فرانسيسكو" والتي تقدم ناتجًا محليًا إجماليًا يصل إلى 535 مليار دولار ويضع المنطقة في المرتبة التاسعة عشرة عالميًا إذا تم تصنيفها كدولة.
ويقطن 7 ملايين شخص منطقة شاطئ "سان فرانسيسكو" موزعين على تسعة مقاطعات و101 مدينة من بينهم مدن كبرى مثل "سان فرانسيسكو" نفسها، ويصل متوسط دخل الفرد فيها إلى قرابة 75 ألف دولار سنويًا بما يفوق المتوسط في لندن وسنغافورة أحد أغلى مدن العالم.
ليست التكنولوجيا فحسب
ويشكل وادي التكنولوجيا جزءًا فقط من وادي فرانسيسكو، وتشير تقديرات المكتب القومي للدراسات الاقتصادية في الولايات المتحدة إلى أن "وادي السليكون" يقدر بما قيمته 275 مليار دولار وحده ليقدم اقتصاداً يفوق بدوره دولًا كثيرة.
وتنتج كاليفورنيا ثلثي الإنتاج الأمريكي من الفاكهة والمكسرات، وحوالي ثلث الإنتاج من الخضراوات، وذلك بفضل المساحات الزراعية الشاسعة التي تصل إلى 25 مليون فدان، بل وتنتج قرابة 81% من المشروبات الروحية التي تنتجها الولايات المتحدة.
وتشكل كاليفورنيا كذلك مركز صناعة الأفلام في الولايات المتحدة بسبب احتوائها مدينة هوليوود، إذ أنتجت الولاية -وفقًا للصندوق الأمريكي القومي للفنون- أفلامًا بقيمة تتخطى 49 مليار دولار عام 2015 لتليها نيويورك بحوالي 28 مليار دولار بما يعكس حجم الفارق في مجال الإنتاج السينمائي.
وتصنف شبكة "بلومبرغ" الاقتصادية الولاية بوصفها الأكثر ابتكارًا في الولايات المتحدة، لتتفوق حتى على ولاية "ماساتشوستس" التي يتمركز بها معهد التكنولوجيا الأشهر في العالم وولايات أخرى أكثر عراقة في مجال البحث العلمي والتطوير.
الحاضر والمستقبل
ولذلك تصف "نيويورك تايمز" كاليفورنيا بأنها "ولاية المستقبل" في ظل حرصها على مواكبة التطور في كافة المظاهر التكنولوجية بما في ذلك على سبيل المثال تحويل 12 ألف حافلة عامة في المدينة للعمل بالكهرباء بحلول عام 2040 مع تحول ربع هذا العدد بحلول عام 2023 ونصفه بحلول 2026.
والولاية الجنوبية هي أكثر الولايات الأمريكية اهتمامًا بإنتاج الطاقة المتجددة في ظل تقديرات لمجلس الولاية بأن تتمكن الولاية من إنتاج 90% من طاقتها من مصادر متجددة في غضون 15-20 عامًا، حيث تضخ المصادر الرسمية والخاصة استثمارات كبيرة في هذا المجال.
وتشير تقديرات "فوربس" إلى أن نصف "مليارديرات التكنولوجيا الجدد" يعيشون في وادي السيلكون، وبها أعلى معدل لمتوسطات الدخل في العالم، ويكفي أن به أو بجواره شركات مثل "ألفابت" (جوجل) و"أبل" وأن الشركات في تلك المنطقة تحصل على العناصر البشرية التي يوظفونها من جامعة مثل "ستانفورد" العريقة.
وعلى الرغم من أن "فوربس" تصنف "كاليفورنيا" في المركز الثامن من حيث الولايات الأمريكية الأكثر جذبًا للاستثمارات، وذلك بسبب اعتبار عنصر العائدات العامل الأهم في التصنيف، إلا أن "كاليفورنيا" ما تزال تتفوق في مجال جذب الاستثمارات المباشرة عن بقية الولايات الأمريكية.
وبذلك يتأكد توصيف كثيرين للولاية بأنها "ذهبية" فبها إنتاج غذائي ضخم، وصناعي وتكنولوجي كذلك، وترتفع بها متوسطات الدخل عن بقية الولايات، لتبدو بمثابة "قاطرة" قوية للاقتصاد الأمريكي بما تقدمه من إسهامات متنوعة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}