تهتم الشركات الكبرى بمراقبة موظفيها عبر البريد الإلكتروني وربما التصفح على الإنترنت للوقوف على حجم إنتاجيتهم وجديتهم في العمل، وتناولت "فاينانشيال تايمز" في تقرير كيف يتم ذلك ومدى فاعليته.
وتتسابق الشركات الناشئة في القطاع التكنولوجي في كيفية استغلال البيانات وتحليلها عبر برمجيات خاصة تتيح للمسؤولين التنفيذيين والمديرين قياس إنتاجية العمالة.
تنوعت الأدوات.. والهدف واحد
- أفادت جهات بحثية بأن أكثر من نصف الشركات – التي تزيد مبيعاتها على 750 مليون دولار سنوياً – استخدمت تقنيات غير تقليدية لمراقبة موظفيها في العام الماضي وسط توقعات بأن يصل حجم سوق برمجيات المراقبة إلى ملياري دولار بحلول 2025.
- تطور شركات مثل "Activtrak" برمجيات تراقب من خلالها أداء الموظفين عبر بيانات تصفح الإنترنت، وجمعت هذه الشركة عشرين مليون دولار في جولة تمويل في مارس.
- تعرض شركة "Teramind" خدمات مماثلة من خلال أدوات تتيح التعرف على أداء الموظفين، لا سيما المختصين بإدخال البيانات والرد على تساؤلات العملاء.
- من أجل قياس أداء العملاء يتم استخلاص كميات كبيرة من البيانات من مصادر مختلفة كالبريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت، لكن لا يتم الحصول على بيانات شخصية مثل العرق أو النوع، بحسب "تيرامايند".
- أوضح مسؤولو "تيرامايند" أن الهدف ليس التجسس بل قياس أداء الموظفين لمعرفة الجادين منهم من عدمه، كما أن هذه التكنولوجيا ومثيلاتها يمكن أن تساعد قطاعات مختلفة كالبنوك باستخدام الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات.
مخاوف الخصوصية
- أثارت هذه الأدوات مخاوف بشأن الخصوصية، فالبيانات التي يتم جمعها تمتزج بشؤون شخصية للموظفين، مثل العرق والنوع والعمر، وليس فقط الأداء في العمل ومعرفة من يستحق الترقية من غيره.
- أطلقت شركات مثل "مايكروسوفت" تقنيات مثل "Zing Tech" يمكنها تحليل السيرة الذاتية وحسابات التواصل الاجتماعي للمتقدمين للوظائف للتكهن بقدراتهم الوظيفية.
- قال مطورو برمجيات إن البيانات التي تجمعها الشركات عبر وسائل مراقبة الموظفين تتحمل مسؤوليتها القانونية، حيث إنه سيكون مخالفا التصرف فيها أو مشاركتها مع أطراف أخرى.
- تتيح تقنيات "تيرامايند" مثلاً الحصول على لقطات من حواسب الموظفين ومحادثاتهم حتى لو كانوا في وضعية إخفاء التصفح، وتحلل ما يتم التقاطه بالذكاء الاصطناعي لتقييمه.
- يمكن لنتائج التحليل إظهار سلوكيات للموظفين مثل محتوى عنف أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يمكن أيضاً أن تشمل البيانات معلومات ورسائل شخصية أو خاصة أو تفاصيل عن بطاقات ائتمانية أو معلومات جوازات السفر.
- وضعت بعض الشركات أجهزة – مثل المساعد الصوتي الذكي "أليكسا" الذي تنتجه "أمازون" – في المكاتب، ولكن لا يعلم أحد ما تسجله مثل هذه الأجهزة، ولكن يمكن ببساطة التحكم فيها ومسح سجلاتها أو إغلاقها من الأساس.
- مثل هذه الأدوات التي تراقب الموظفين عن كثب ربما تثير رفع دعاوى قضائية ضد الشركات، ولكن ربما يحدث ذلك بعد سنوات، على غرار ما حدث عام 2015 عندما رفع أحد الموظفين قضية تتعلق بتتبعه من نظام الملاحة "جي بي إس".
- عادة ما تشمل بعض عقود العمل لدى الشركات بعينها إتاحة مراقبة الموظفين أثناء العمل، ولكن كيف سيتم استغلال البيانات التي تجمعها التكنولوجيا؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}