لطالما أعرب مؤسس "أمازون دوت كوم" وأغنى رجل في العالم "جيف بيزوس" عن اهتمامه الشديد بالفضاء، وأكد أنه سينفق من ثروته الكثير على هذا الحلم، وظهر ذلك من خلال تأسيس شركة "بلو أوريجن" عام 2000، وتساءلت "الإيكونوميست": "إلى أي مدى سيذهب الملياردير الأمريكي بطموحاته؟"
وعُرف عن "بيزوس" عدم اهتمامه بالشهرة أو الظهور العلني كثيراً مثل مواطنه ومنافسه في الطموحات الفضائية "إيلون ماسك" المدير التنفيذي لـ"تسلا" و"سبيس إكس".
مستقبل من الماضي
- استعرض "بيزوس" أمام حشد من الحضور نموذج آلة يمكنها التحرك على سطح القمر مشيراً إلى أن مشروعه سوف يتواكب مع طموحات أمريكا بالعودة إلى القمر بحلول عام 2024.
- أما "ماسك"، فهو يريد استعمار البشر لكوكب المريخ على اعتبار أنه ضمانة لبقائهم حال وقوع ضرر ما بكوكب الأرض.
- على النقيض، لا يمتلك "بيزوس" أي طموحات بالنسبة للمريخ أو أي كوكب آخر على مجموعتنا الشمسية، بل يرى أنها جميعها -عدا الأرض- غير صالحة لحياة البشر، وبالتالي، فإن الإنسان عليه بناء موطنه الفضائي بنفسه من الصفر.
- يرى مراقبون أن أفكار "بيزوس" ليست بالجديدة على الأذهان، فقد درس مؤسس "أمازون" في جامعة "برينستون"، ومن بين أساتذته البروفسور الفيزيائي "جيرارد أونيل".
- نشر "أونيل" عام 1976 كتاباً تحت عنوان "The Higher Frontier" أي "الحد الأعلى" تناول من خلاله المباديء الهندسية حول كيفية نجاح توطين البشر في الفضاء، وهي مباديء تشابه ما يتحدث عنه "بيزوس" وتناوله لمستقبل معيشة البشر في الفضاء.
- وفق تصور "أونيل"، هناك ثلاثة أشكال لتوطين البشر في الفضاء الأول "أسطوانة" والثاني "أسطوانتان" والثالث "عجلة جوفاء"، وتكون جميعها جوفاء ومزودة بوسائل تناسب معيشة الإنسان وبتقنيات تشعر من بداخلها بقوة الجاذبية، ويمكن الحصول على الطاقة وضوء الشمس عبر ألواح شمسية، وتناسب الأسطوانة توطين مليون إنسان.
لماذا نترك الأرض ونبحث عن بديل؟
- يرى "بيزوس" أن هذا الطموح المشار إليه سلفاً يمكن بناؤه بواسطة أشخاص اعتادوا السفر إلى الفضاء، وذلك باستخدام مواد ومعادن يتم الحصول عليها من حزام كويكبات، بهدف تقليل التكلفة التي تعد العقبة الأولى أمام إتمام هذا المشروع.
- سيكون نمط الحياة غريباً بالطبع، فالأرضية ستكون منحنية على جانبي المستعمرة البشرية، ومن الأفضل أن يكون الهيكل ثابتا وغير متحرك مع وجود مزايا عدة يعرضها "بيزوس" مثل التحكم في المناخ فضلاً عن المساحة الهائلة للمعيشة على عكس التكدس في مساحات ضيقة على كوكب الأرض.
- يرى "بيزوس" أن المبرر الأكبر لإقامة مثل هذه المشروعات العملاقة والطموحة يكمن في قلقه إزاء عدم التوافق بين النمو السكاني ومحدودية موارد كوكب الأرض، وضرب لذلك مثالا بالطلب على الطاقة الذي يزداد بنحو 3% سنوياً.
- أشار "بيزوس" إلى أنه لو تواصل استهلاك الطاقة بالمعدل الحالي، فإنه، وفي غضون مائتي عام، سيحتاج العالم إلى تغطية منازله بالكامل بألواح شمسية لتلبية احتياجاته، بينما في الفضاء، هناك آفاق أرحب للنمو السكاني إلى تريليون نسمة أو أكثر.
- تجدر الإشارة إلى أن أفكار "بيزوس" تأتي من حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي التي طغت فيها أفكار الذهاب إلى الفضاء ومشروع "أبولو"، وليست جديدة، بل هي بمثابة استلهام الماضي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}