لطالما اعتبر "دويتشه بنك" المنافس الأوروبي الأبرز لـ"جولدمان ساكس" الأمريكي، وفي ظل التدقيق والتحقيقات التي تعرض لها البنك الألماني مؤخراً نتيجة انخفاض سعر سهمه بشكل حاد وارتفاع تكاليف التمويل وسلسلة من الفضائح، تساءلت "فاينانشيال تايمز" في تقرير: لماذا لا يشتري "جولدمان ساكس" "دويتشه بنك"؟
ورغم الدعم واسع النطاق للمدير التنفيذي لـ"دويتشه بنك" "كريستيان سيوينج" وجهوده، إلا أن هناك شكوكا بشأن مدى تجاوز البنك عثرته، وهو ما دعّم قرار مارس بالدخول في محادثات اندماج مع منافسه المحلي "كومرتس بنك".
مشاكل "دويتشه بنك"
- سنحت فرصة الاندماج بين "دويتشه بنك" و"كومرتس بنك" من أجل الخروج من المشاكل المالية وخفض التكاليف عن طريق تقليص الوظائف في وحدة التجزئة المصرفية محلياً.
- مع ذلك، انهارت المحادثات بين البنكين لعدم وجود مبرر مقنع للتوصل إلى صفقة، وهو ما دفع "سيوينج" لإنهاء المفاوضات في أبريل، وانصب التركيز مؤخراً على البحث عن بدائل لـ"كومرتس بنك".
- دارت الأحاديث عن بديل مثل "يوني كريدت" أو "آي إن جي" لشراء ثاني أكبر بنك في ألمانيا "كومرتس بنك" رغم أن مصير "دويتشه بنك" كان أكثر أهمية بالنسبة للأسواق العالمية على الأقل.
- بالنسبة لأوروبا، فإن "دويتشه بنك" يعد مصرفاً رائداً ومقرضاً هاماً، ورغم المشكلات المالية التي تعرض لها مما أضر بسمعته، إلا أنه لا يزال من بين أكبر خمسة مصارف في العالم.
- يقوم "سيوينج" بعمل جيد محاولاً تقليص النفقات وخفض تكاليف من هنا وهناك، ولكن في الواقع، لو لم يحقق "دويتشه بنك" عائداً في بيئة وأسواق منتعشة ونمو اقتصادي معتدل كما هو الحال الآن، ما الآمال التي ستنعقد عليه بعد ذلك؟
- في تلك الأثناء، لا يزال "دويتشه بنك" يعاني من تداعيات الأزمة المالية العالمية ويحاول العودة إلى ما كان عليه قبل عام 2008، وفي ظل عدم القدرة على مواكبة المصارف الكبرى عالمياً من حيث الاستثمار في بنيتها التحتية المعلوماتية، يصبح خيار الاندماج مع "كومرتس بنك" خياراً عقلانياً.
"جولدمان ساكس" لاعب رئيسي
- يعد "جولدمان ساكس" و"دويتشه بنك" ضمن اللاعبين الرئيسيين في أسواق الدخل الثابت، ولكن في السنوات الأخيرة، حاول المصرفان الانخراط في أنشطة مصرفية متنوعة من أجل تحقيق توازن مع تراجع العوائد في الأنشطة الرئيسية.
- توسع "جولدمان ساكس" (GS.N) بوحدته المصرفية "ماركوس" في تمويل قروض شخصية للمستهلكين، وفي مايو، نفذ البنك أكبر صفقاته للاستحواذ في 20 عاماً حيث اشترى "يونايتد كابيتال" لإدارة الثروات مقابل 750 مليون دولار.
- نجح "جولدمان ساكس" أيضاً في جني إيرادات من مواطن أخرى مثل إدارة السيولة النقدية للشركات وأشكال متنوعة من التعاملات المصرفية، ولكن من بين الأمور التي تميز فيها البنك الأمريكي بقوة التكنولوجيا المعلوماتية ودمجها مع أعماله المصرفية.
- يعني دمج التكنولوجيا مع الأعمال المصرفية تعاملات أسرع وتحقيق المزيد من الطموحات والعوائد، ويتنافس في ذلك مع مواطنه "جيه بي مورجان تشيس".
كيان "دويتشه بنك – جولدمان ساكس"
- اهتمت السلطات الألمانية كثيراً بمفاوضات الاندماج بين "دويتشه بنك" و"كومرتس بنك" – أكبر مصرفين في البلاد – وأيدت الحكومة هذه الخطوة وشجعت على إتمامها – قبل انهيار المفاوضات.
- لكن ماذا لو استحوذ "جولدمان ساكس" الأمريكي على "دويتشه بنك" الألماني؟ ستكمن الإجابة بالتأكيد في الطابع السياسي والحساسية حيال مثل هذه الخطوة، فمن الصعب أن تسمح "برلين" باستحواذ كيان أجنبي على مصرفها الأكبر.
- أما بالنسبة لـ"جولدمان ساكس"، فالفكرة ستكون شائكة أيضاً مع الأخذ في الاعتبار المشكلات المالية طويلة المدى التي يعاني منها "دويتشه بنك"، والتي ستجعله صفقة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لأي مشتر عالمي.
- يجب الأخذ في الاعتبار انخفاض القيمة السوقية لـ"دويتشه بنك" مؤخراً إلى 14 مليار يورو (نحو 15.7 مليار دولار)، وهو ما يعادل خُمس قيمة صافي أصوله، كما يعادل أرباح "جولدمان ساكس" لثمانية عشر شهراً.
- على أثر هذه المعطيات، سيكون "دويتشه بنك" صفقة رخيصة بالنسبة لـ"جولدمان ساكس"، لكن الأخير سيرث تركة ثقيلة ومشاكل معقدة حال استحواذه على البنك الألماني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}