أصبحت الولايات المتحدة واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم بفضل طفرة الخام الصخري لا سيما في الحوض "البرمي"، وتقترب من أن تصبح لاعبا رئيسيا في صادرات الخام والغاز الطبيعي المسال والمنتجات البترولية نهاية العام الجاري، وفقا لما ذكرته "أويل برايس".
وفي الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة أحد منتجي النفط الرئيسيين، واصلت الصين معدلاتها القياسية في استهلاك الخام لتصبح الأسرع نموا من حيث الاستهلاك على مستوى العالم، ولكن في ظل تصاعد الحرب التجارية بين البلدين، لماذا لا تفرض بكين رسوما جمركية على وارداتها من النفط الأمريكي؟
عند النفط.. الأمر مختلف
- تصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة مؤخراً حيث أعلنت واشنطن زيادة الرسوم الجمركية على وارداتها من سلع صينية بمائتي مليار دولار إلى 25%، وردت بكين بأنها تنوي زيادة الرسوم على واردات من سلع أمركية بستين مليار دولار إلى 25% أيضاً بداية من يونيو.
- استهدفت الصين بالرسوم الجمركية العديد من المنتجات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال وفول الصويا والآلات إلى الحبوب ومكونات الطائرات، ولكن وسط تفاقم هذا النزاع، لم تفرض بكين (بعد) أي تعريفة على وارادتها من النفط الأمريكي.
- رغم خفض الصين وارداتها من النفط الأمريكي، إلا أنها لم تقرر بعد استهدافها بأي رسوم مباشرة حيث تحاول بكين تقييد استهلاكها من الخام المتعطشة إليه.
- يأتي ذلك في الوقت الذي شددت فيه أمريكا العقوبات ضد فنزويلا وإيران الأمر الذي ينذر بنقص المعروض العالمي من الخام، وبالتالي، تترقب الأسواق قرار "أوبك" والمنتجين المستقلين بشأن مستويات الإنتاج.
الحرب التجارية والاستهلاك
- كسرت الصين مستوياتها القياسية في استهلاك المزيد والمزيد من النفط كل يوم وكل عام، ومن المتوقع أن يبلغ معدل استهلاك الخام 10.3 مليون برميل يومياً هذا العام.
- رغم ذلك، وفي الوقت الذي واجهت فيه الصين مخاطر في استيراد النفط نتيجة العقوبات والعوامل الجيوسياسية، قررت الحكومة تكديس وتخزين كميات هائلة من النفط.
- تشير تقارير إلى أن مخزونات النفط لدى الصين يمكن أن تتضاءل بسهولة، وهو ما يجعل بكين منفتحة على خيارات مختلفة من بينها التواصل مع منتجين رئيسيين مثل الولايات المتحدة.
- أفادت "سي إن إن" بأن انخفاض مشتريات بكين من النفط تعكس عدم اليقين الذي تسببت فيه الحرب التجارية، وهو ما يجعل مصافي التكرير الصينية مترددة في استقبال الخام الأمريكي مع الأخذ في الاعتبار إمكانية فرض رسوم جمركية.
- في الوقت الذي اتجهت فيه الصين نحو تقليص مشترياتها من الخام الأمريكي، لم تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي وبحثت عن مشترين آخرين لنفطها.
- ووفقا لبيانات "بلومبرج" شحنت أمريكا 470.2 مليون برميل إلى 38 دولة من أكتوبر 2018 حتى مارس 2019 مقارنة بشحن 359.3 مليون برميل إلى 31 دولة خلال الأشهر الستة السابقة لتلك الفترة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}