تراجعت الأسهم الأمريكية مؤخرًا مع تصاعد التوترت التجارية بين واشنطن وبكين، بعدما حققت مستويات قياسية الشهر الماضي، وسلطت "سي إن إن" في تقرير الضوء على أبرز هذه الأسواق الصاعدة وكيف انتهت.
في الحقيقة، لا تنتهي الأسواق الصاعدة والتوسعات الاقتصادية لمجرد طول مدتها، فهي ببساطة لا تموت بفعل التقدم في العمر مثل الكائنات الحية، وتشير التجارب التاريخية إلى أن النهاية عادة ما تكون بفعل عدم اليقين السياسي أو الحروب أو تغير السياسات أو المضاربات الشديدة.
وبشكل عام، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 334% على مدار 121 شهرًا منذ هبوطه في مارس 2009 تزامنًا مع الركود الكبير، وتعرف الأسواق الصاعدة بأنها ارتفاع الأسهم بنسبة 20% على الأقل من أدنى مستوياتها الأخيرة.
ومنذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، شهد مؤشر "إس آند بي 500" أسواقًا صاعدة 12 مرة (باستثناء الحالي)، وفقًا لكبير محللي المؤشرات لدى "إس آند بي داو جونز إندسيز"، "هورد سيلفربلات".
تاريخ الأسواق الصاعدة في الولايات المتحدة منذ الكساد العظيم |
|||
الفترة التاريخية |
تاريخ البداية |
طول المدة (أشهر) |
نسبة ارتفاع مؤشر "إس آند بي" (%) |
التعافي من الكساد العظيم |
يونيو 1932 |
57 |
325 |
الحرب العالمية الثانية |
أبريل 1942 |
49 |
158 |
طفرة ما بعد الحرب |
يونيو 1949 |
86 |
266 |
ما قبل اشتداد الحرب الباردة |
أكتوبر 1957 |
50 |
86 |
جهود "كيندي" لتعزيز مكانة أمريكا |
يونيو 1962 |
44 |
80 |
سنوات الازدهار |
أكتوبر 1966 |
26 |
48 |
الخمسون سهمًا الكبار |
مايو 1970 |
32 |
74 |
الثيران المعتدلة |
أكتوبر 1974 |
74 |
126 |
سياسات "ريغان" الاقتصادية |
أغسطس 1982 |
60 |
229 |
عودة الإثنين الأسود |
ديسمبر 1987 |
31 |
65 |
التسعينيات الصاخبة |
أكتوبر 1990 |
113 |
417 |
طفرة الإسكان |
أكتوبر 2002 |
60 |
102 |
التعافي الطويل البطيء (الحالي) |
مارس 2009 |
121 |
334 |
ما بعد الكساد العظيم
- استغرق الأمر عدة سنوات حتى تبدأ الأسواق المالية التعافي من الكساد الذي اعتبر الأعمق في تاريخ أمريكا الحديث، بعدما انخفض مؤشر الأسعار المركب (الذي أصبح إس آند بي 500 لاحقًا) بنسبة 86% بين سبتمبر 1929 ويونيو 1932.
- حصل السوق الصاعد على دعم جزئي مما عُرف آنذاك بالصفقة الجديدة للرئيس "فرانكلين روزفلت"، والتي أطلقت العنان لبرامج الإنفاق الحكومي الضخمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
- لكن بعد أربع سنوات، تراجع "روزفلت" عن هذه البرامج، وخفض الإنفاق لتحقيق التوازن في الميزانية، وفي الوقت نفسه تقريبًا، شدد الفيدرالي سياسته ورفع معدلات الاحتياطي للبنوك، علمًا بأن الاقتصاد لم يكن حقق التعافي الكامل من الكساد بعد.
- من مارس 1937 إلى أبريل 1942، انخفضت الأسهم بنسبة 60%.
الحرب العالمية الثانية
- كثفت المصانع الأمريكية إنتاج الدبابات والمدافع الرشاشة والطائرات بعد دخول الولايات المتحدة الحرب عقب هجوم الطيران الياباني على بيرل هاربور، وبفضل الجهد الحربي، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بدءًا من أبريل 1942.
- لكن هذا الانتعاش الاقتصادي المفاجئ لم يكن مستداما، واضطر الأمريكيون في النهاية إلى تقليص الإنفاق وزيادة الادخار، مما أدى إلى فترة من تباطؤ النمو، عُرفت آنذاك بـ"ركود المخزونات".
- من مايو 1946 إلى يونيو 1949، انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 30%.
ما بعد الحرب
- ركزت الولايات المتحدة في هذه الفترة على إصلاح الموازنة، وازدهر الاستهلاك، مدفوعًا بفكرة "الحلم الأمريكي"، والسعي لامتلاك كل أسرة جهاز تلفزيون وسيارة، ونما معدل المواليد.
- انتعش سوق الأسهم لدرجة أنه بحلول عام 1955، خشي المشرعون انتهاء هذا السوق الصاعد بشكل يشبه انهيار عام 1929، وأطلقت اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ تحقيقًا للنظر في حاجة السوق للوائح جديدة.
- رفع الاحتياطي أسعار الفائدة، وتباطأ النمو، وأدت أزمة قناة السويس وغزو الاتحاد السوفيتي للمجر إلى زيادة عدة اليقين، ومن أغسطس 1956 إلى أكتوبر 1957، انخفض "إس آند بي" بنسبة 22%.
سياسات "ريغان" الاقتصادية
- بعد سيطرة الفيدرالي على التضخم الجامح في أوائل الثمانينيات، خفض الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان" الضرائب، وانتعش على أثر ذلك سوق الأسهم، وحقق مؤشر "إس آند بي 500" متوسط عائدات سنوية بنسبة 27%، وهو أفضل مستوى منذ الكساد العظيم، وانخفضت البطالة إلى 6% من 11%.
- لكن السوق الصاعد انتهى في التاسع عشر من أكتوبر 1987، عندما انهار مؤشر "داو جونز"، مسجلًا تراجع بنسبة 22.6% خلال يوم، والذي يعرف بـ"الإثنين الأسود"، ويرجع السبب في ذلك جزئيًا إلى التداولات الإلكترونية، لكن السوق الهابط لم يستمر لأكثر من 3 أشهر.
- رغم أن "إس آند بي 500" انخفض بنسبة 34% بين أواخر أغسطس وأوائل ديسمبر، إلا أنه استطاع إنهاء العام ضمن النطاق الإيجابي، محققًا مكاسب سنوية.
التسعينيات الصاخبة
- مع نهاية الحرب الباردة وبزوغ عصر الإنترنت، شهدت الأسهم مكاسب قوية على مدار العقد، مدفوعة بارتفاع النمو الاقتصادي واستقرار التضخم، ولا يزال هذا السوق الصاعد هو الأقوى (لكن ليس الأطول) في تاريخ الولايات المتحدة.
- شهدت الولايات المتحدة حينها أطول فترة نمو متواصل في تاريخها الحديث، وتسابق المستثمرون نحو أسهم شركات الإنترنت، لكن النهاية كانت مؤلمة، فأسعار الأسهم لم تعد مبررة بالأساسيات وانتهى الاتجاه الصعودي بانفجار فقاعة "دوت كوم".
- انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 49% خلال الفترة بين مارس عام 2000 وأكتوبر 2002.
السوق الصاعد الحالي
- بغض النظر عن موعد نهايته، فإن التعافي من الركود الكبير في 2008، تزامن معه أطول سوق صاعد في تاريخ الولايات المتحدة، وعلى مدار أكثر من عقد زمني، كان الدافع وراء طفرة الأسهم؛ مزيجا من النمو الاقتصادي البطيء وأرباح الشركات القياسية وأسعار الفائدة المنخفضة.
- نجح هذا السوق الصاعد في تفادي نهاية مفاجئة في مناسبات عدة، واستطاع الارتفاع إلى أكثر من أربعة أمثال ما كان عليه عند أدنى مستوياته خلال الأزمة، واستفاد من الأداء القوي لأسهم التكنولوجيا مثل "آبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"جوجل".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}