استقال الأكاديمي السابق بجامعة "ستانفورد" "جاك بولسون" من "جوجل" احتجاجاً على مشروع يسمى "دراجون فلاي" لتطوير محرك بحثي في الصين مراقب حكومياً، وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن هذا الجدل يسلط الضوء على مدى الصعوبات التي تواجهها الشركات الكبرى في القطاع التكنولوجي.
قال "بولسون" إنه انخرط في اجتماع مع رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي في "جوجل" "جيف دين" لطمأنته بشأن "دراجون فلاي"، لكنه أكد أن العكس تماماً ما حدث حيث أن الشركة تعهدت بعدم تصميم موقع يناهض حقوق الإنسان ليرد "دين" بأن الجهات الحقوقية دخيلة على المعلومات.
لم يكن "بولسون" وحده من استقال احتجاجاً على مشروعات انخرطت فيها "جوجل"، فقد عارض موظفون لدى "جوجل" في الأشهر الماضية عقدا أبرمته الشركة مع وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" يتعلق بالحوسبة السحابية وبرنامج تسليحي حكومي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
انقسام واسع النطاق
- يتسبب تطوير وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في انقسام واسع النطاق داخل وخارج شركات التكنولوجيا، وليست "جوجل" وحدها التي تواجه صعوبة في صياغة أخلاقيات تتعلق بهذا المجال.
- اتخذت الشركات التي تطور الذكاء الاصطناعي في أمريكا والصين – مثل "جوجل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" و"بايدو" وتنسنت" اتجاهات مختلفة سواء لأغراض عسكرية أو بهدف المراقبة.
- على سبيل المثال، قالت "جوجل" إنها لن تبيع خدمات التعرف على الوجه للحكومات، بينما وافقت "أمازون دوت كوم" و"مايكروسوفت" على ذلك، ووجهت انتقادات لتلك الشركات بسبب اتهامات بعدم عدالة استخدام البيانات.
- رداً على الانتقادات ليس فقط من أكاديميين وجهات بحثية بل أيضاً من الموظفين، بدأت بعض شركات التكنولوجيا تنظيم نفسها وإطلاق معايير أخلاقية ومهنية خاصة بها تتعلق بتطوير الذكاء الاصطناعي.
- رغم جهود العديد من الشركات مثل وحدة "جوجل" "ديب مايند" المعنية بتطوير الذكاء الاصطناعي، إلا أن الانتقادات لا تزال قائمة، وشكل محرك البحث الإلكتروني مجلساً لتحديد القواعد المهنية والاخلاقية للذكاء الاصطناعي لم يستمر سوى لأسبوع واحد فقط.
- أفاد خبراء أن هذا المجلس الاستشاري كان يهدف فقط لمساعدة "جوجل" على المراوغة في تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي، ونأى باحثون وأكاديميون وعلماء بأنفسهم عن الانخراط في هذه المجالس والمبادرات.
قواعد مع وقف التنفيذ
- قال الأكاديمي "بولسون" إن المجالس الاستشارية التي تصيغ قواعد مهنية لتنظيم تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي تفتقر لسلطة اتخاذ القرار حرفياً، فالمدير التنفيذي وحده يمكنه وقف أو تنفيذ مهمة ما، بل إن الكثير منها يفتقر للشفافية ويثير الريبة.
- بدأت شركات الانخراط في تأسيس مبادرات أوسع نطاقاً مثل ما أطلقته "جوجل" عام 2017 بشأن الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع "فيسبوك" و"أمازون" و"مايكروسوفت" و"آبل"، وبلغ عدد المشاركين مؤخراً 90 كياناً ما بين شركات وجهات بحثية.
- تجدر الإشارة إلى أن إنشاء مبادرات وشراكات مثل التي أطلقتها "جوجل" ربما يكون ضرورياً من أجل صياغة قواعد قابلة للتنفيذ لتنظيم تطوير واستخدامات الذكاء الاصطناعي.
- تخرج مبادرات من هنا وهناك تستهدف جميعها التعرف على الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل وصياغة أخلاقيات مهنية تحول دون وقوع كوارث من هذا المجال المستقبلي الواعد.
- يرى مراقبون أن الشركات المطورة للذكاء الاصطناعي في الصين تهتم بحل مشكلات حقيقية في عالمنا دون أن تأبه لصياغة أخلاقيات أو قواعد مهنية، وهذا ما ظهر من تعاقد شركات مثل "SenseTime" و"CludeWalk" مع الحكومة لتطوير منظومات تعرف على الوجه.
- يرى محللون أنه يجب تدشين نهج مشترك بين القطاعين العام والخاص يتعلق بصياغة قواعد تنظيمية للذكاء الاصطناعي واتخاذ قرارات عقابية عند الحياد عنها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}