يقول المثل الشائع في سوق الأسهم "هناك مستويات قياسية يمكن كسرها دائمًا"، وفي أعقاب الارتفاع القوي منذ بداية هذا العام، فإن الأسواق العالمية تبدو في طريقها لكسر المستويات القياسية التي سجلتها في 2018، بحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
المحرك الرئيسي
- في الولايات المتحدة، أنجزت هذه المهمة بالفعل وبلغ مؤشر "إس آند بي 500" مستوى قياسيًا جديدًا، وحاليًا فإن مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية، أقل قليلًا من أعلى مستوياته على الإطلاق، والذي سجله أوائل عام 2018.
- مؤشر "سي إس آي 300" الصيني متأخر قليلًا عن هذا الركب، إذ لا يزال أقل بنحو 10% عن أعلى مستوياته المسجلة العام الماضي، لكن على أي حال، تبدو هذه أخبار جيدة لمستثمري الأسهم، إلا أن البداية القوية للأسواق هذا العام ليست سوى ارتداد من خسائر العام الماضي.
- تعتمد السرعة التي يمكن للأسواق أن تسجل بها مستويات قياسية، على توقعات أرباح الشركات، وكان السبب الرئيسي للعمليات البيعية في 2018 هو إدراك المستثمرين أن هناك تباطؤًا خطيرًا في النمو العالمي، ما أثار مخاوف من ركود وشيك.
- انحسرت مخاوف الركود بسرعة، ويرجع الفضل في ذلك إلى تراجع الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة، والتحفيز الاقتصادي في الصين، ما سمح للأسواق بالارتداد مرة أخرى، لكن مع تواضع النمو العالمي بشكل واضح، فإن تخفيض توقعات أرباح الشركات يتواصل.
توقعات إيجابية لكن ضعيف
- بلغت توقعات نمو الأرباح العالمية لعام 2019، وفقًا لمحللي الشركات، ذروتها عند 10% خلال شهر أكتوبر الماضي، لكنها انخفضت منذ ذلك الحين، وبعد ستة أشهر تقريبًا، تراوحت بين 4% و5%، أي ما يقرب من نصف مستوى الذروة.
- على مستوى المناطق، تشير التوقعات الآن إلى نمو أرباح الشركات في الولايات المتحدة بأقل من 4% خلال العام الجاري، على أن تنمو في منطقة آسيا (باستثناء اليابان) بنسبة 5% فقط.
- هذا يعني أن عائدات سوق الأسهم القوية منذ بداية العام الجاري ترجع بشكل أساسي إلى ارتفاع معدل السعر إلى الأرباح، فمثلًا ارتفع هذا المؤشر لفترة الإثنى عشر شهرًا المقبلة في منطقة آسيا (باستثناء اليابان) إلى 13.5 ضعف، من دون 10 أضعاف مطلع 2019.
- من المسلمات أن يعيد ذلك التقييمات إلى ما كانت عليه في أوائل عام 2018، ولكن كان ليحدث ذلك عندما كانت توقعات النمو أكثر إشراقًا من اليوم وأعلى من متوسط المدى الطويل البالغ 12 ضعفًا.
- في الولايات المتحدة، يبلغ معدل السعر إلى الأرباح (مكرر الربحية) لفترة الإثنى عشر شهرًا المقبلة نحو 17 ضعفًا، مقارنة بمتوسط المدى الطويل البالغ 15.5 ضعف.
- رغم أن التقييمات الحالية تبدو مرتفعة إلى حد ما، لكن من غير المرجح أن تكون زيادتها هي المحرك الرئيسي لارتفاع الأسواق، بالنظر إلى مدى عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية، وما تحتاجه الأسواق الآن أكثر هو أخبار أفضل عن الأرباح.
ما يجب التركيز عليه
- لحسن الحظ، يبدو أن هناك بعض الأخبار الجيدة، فخفض توقعات الأرباح على الصعيد العالمي يبدو أنه انتهى واستقرت التنبؤات في الأسابيع الأخيرة، ويبدو أن معدلات النمو المتوسطة المتوقعة لأغلب المناطق تتناسب مع البيئة الكلية الحالية.
- في حالات محدودة، مثل الولايات المتحدة وربما اليابان، تبدو توقعات النمو متشائمة قليلًا، لكن ذلك يسمح ببعض المفاجآت الإيجابية المحدودة كما رأينا عندما كشفت واشنطن عن نمو اقتصادها خلال الربع الأول بأكثر من المتوقع.
- أحد المخاوف المتبقية، هو توقعات المحللين المتفائلة للغاية لعام 2020، حيث يعتقدون أن التقييمات سترتفع وستنمو أرباح الشركات بمعدل من رقمين (10% أو أكثر)، لكن عام 2020 لا يزال بعيدًا ولا ينبغي القلق بشأنه الآن.
- لكن كون التوقعات تُبنى على معطيات واقعية، فقد يشكل ذلك اتجاهًا معاكسًا للمعنويات وسببًا للتفكير في احتمال ارتفاع التقييمات بشكل كبير، لذا، فبدلًا من التركيز على نتائج الأعمال التي تفوق التوقعات، يجب الاهتمام بتعليقات الشركات حول قضايا النمو والتجارة والأجور.
- إذا أكدت هذه التعليقات أن الأرباح يمكن أن تستمر في النمو وفقًا للمستوى المتوسط (من رقم واحد) المتوقع حاليًا، وليس أكثر من ذلك، فإن أسواق الأسهم ستبقى متخلفة عن المستويات القياسية للعام الماضي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}