من الطبيعي قلق المستثمرين بشأن هبوط سوق الأسهم بعد ارتفاعات قوية على غرار ما حدث خلال العشر سنوات الماضية في "وول ستريت"، فالأشجار لا يمكنها مواصلة النمو نحو السماء، وبالتالي، لا يمكن للأسهم مواصلة الارتفاع، بحسب "بلومبرج".
وما دام ظل الاقتصاد الأمريكي ينمو بشكل صحي، فإن أرباح الشركات ستواصل النمو بينما سيظل معدلا التضخم والفائدة قرب مستويات عادلة، ومن ثم ستستمر مكاسب سوق الأسهم.
تجدر الإشارة إلى أن "S&P 500" قفز بأكثر من 300% من أدنى مستويات سجلها في مارس 2009، وبلغ أعلى مستوى قياسي جديد يوم الثلاثاء الماضي، وذلك في الوقت الذي تسود فيه الشكوك الأسواق بشأن ارتفاع الأسهم إلى قيمة مبالغ فيها.
مكرر الربحية
- يرى محللون أن الانخفاضات الحادة يعقبها ارتداد نحو مستويات قوية، فلو شهدت "وول ستريت" انخفاضاً أكبر مما شهدته عام 2008، فسوف تكون النتيجة ارتداد أكبر.
- أكبر ما يهم جميع المحللين حالياً مدى ارتفاع قيمة سوق الأسهم الأمريكية، ولكن عند المقارنة بأرباح الشركات، فإن القيمة ليست كبيرة للغاية حتى بعد بلوغ مؤشري "ناسداك" و"S&P 500" مستويات قياسية.
- يعتمد قياس معدل أرباح الشركات على التضخم والفائدة، وعندما يرتفعان، فإن مكرر الربحية يكون منخفضا كما حدث في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وعندما تقل الفائدة والتضخم، يكون مكرر الربحية مرتفعا.
- في الوقت الحالي، يستقر التضخم في أمريكا بين 1.5% و2.5%، وبالتالي، فإن متوسط مكرر الربحية يقدر بـ19.5 مرة، وبناء على ذلك، فإن قيمة الأسهم أقل بنحو 12% عام 2019 وأقل بنسبة 20% عام 2020 وفقا للتوقعات.
- يجب الأخذ في الاعتبار – ليس فقط التضخم والفائدة – بل أيضاً أن متوسط مكرر ربحية الأسهم في "وول ستريت" يشوبه أداء شركات التكنولوجيا الكبرى خاصةً "فيسبوك" و"نتفليكس" و"آبل" و"ألفابت" التي تمتلك جميعها مكرر ربحية أعلى بكثير من بقية الشركات.
- عند استثناء هذه الشركات الأربع، فإن الـ496 المتبقية المدرجة على مؤشر "S&P 500" سيكون مكرر ربحيتها 14.7 مرة عام 2019 و13.8 مرة عام 2020.
الطمع والخوف
- لا تزال ثقة المستثمرين حائرة بين الطمع والخوف، ومن ثم، يمكن حدوث انخفاض حاد في "وول ستريت" في أي وقت ولأي سبب أو دون سبب على الإطلاق كما حدث عام 2018 عندما انطلقت المبررات لتفسر التراجع في سوق الأسهم.
- لا يمكن أن يستمر انخفاض الأسهم بشكل دائم ما دام أن هناك نموا في الاقتصاد وزيادة في أرباح الشركات ويعد العامل الأخير هو الأهم في تحديد قيم الأسهم.
- لو انخفضت أسعار الأسهم بالتزامن مع ارتفاع الأرباح، فإن الفجوة بين الأسعار السائدة في التداولات والقيمة الحقيقية للأسهم سوف تتسع نتيجة تشاؤم المستثمرين.
- في وقت ما، يزداد التشاؤم بين المستثمرين وتتسع الفجوة بين السعر السائد والسعر الحقيقي، وعقب ذلك يحدث ارتداد حاد للأسعار، وهذا ما حدث بدقة في أوائل عام 2018 وخلال الربع الرابع من نفس العام.
- تشير التوقعات إلى أن نمو الاقتصاد الأمريكي سيتواصل وسوف تتلقى الأرباح دعماً بالتبعية، وذلك نتيجة عدم تشديد السياسات النقدية في الولايات المتحدة واقتصادات عالمية، كما أن الفيدرالي لا يزال يتعامل مع التضخم بشكل جيد ويتبنى نهج الصبر في رفع الفائدة.
- على أثر كل ذلك، من المتوقع مواصلة الأسهم ارتفاعها بما يتراوح بين 6% و7% سنوياً، وبالنسبة لمكرر الربحية المستقر قرب مستويات منخفضة، فإن هناك فرصة لزيادته بالتزامن مع ارتفاع الأرباح.
- لو ازداد طمع المستثمرين في وقت ما، فإن أسعار الأسهم ربما ترتفع بوتيرة أسرع من الأرباح، وهو ما سيدفع قيمتها نحو الارتفاع، أما لو سيطر الهلع على المستثمرين، فإن الأسهم تنخفض وتتعرض لحركة تصحيح، ثم تتراجع قيمتها كما حدث نهاية 2018.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}