تقترب مؤشرات الأسهم الرئيسية في الولايات المتحدة من تسجيل مستويات قياسية مرتفعة جديدة، ما يضع المستثمرين أمام مفترق طرق يصعب عندها تحديد الوجهة القادمة، وما إذا كان ينبغي جني أرباحهم هذا العام أم مواصلة الرحلة لتحقيق المزيد، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".
يشير مؤشر "إس آند بي 500" إلى الطريق الصحيح لتسجيل أفضل أداء خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث ارتفع بنحو 16%، ليكون على بُعد 30 نقطة من بلوغ مستوى قياسي.
وفاجأ هذا الارتفاع العديد من بنوك "وول ستريت" التي توقعت انتعاشًا أبطأ بكثير بعد النهاية المضطربة لعام 2018، ومع ذلك، توقفت مكاسب الأسهم خلال الأسابيع الأخيرة مع انخفاض التقلبات وأحجام التداول إلى أدنى مستوياتها منذ أشهر.
استعداد مبكر للاضطراب القادم
- يحجم العديد من مديري الصناديق عن إضافة المزيد إلى محافظ الأسهم أو حتى تقليصها، فهم قلقون من احتمالات عودة التقلبات التي عصفت بالأسواق في نهاية العام الماضي إذا فشل التحول الحذر الأخير للسياسات النقدية العالمية في تعزيز النمو أو إذا تصاعدت حدة التوترات التجارية.
- أجرى مستشار المحافظ العالمية لدى "آر بي سي ويلز مانجمنت"، "ألن روبنسون"، عملية تنقية لحيازاته من أسهم التكنولوجيا والأسواق الناشئة، خوفًا من قيم هذه الأصول واحتمالات تباطؤ النمو خارج الولايات المتحدة، قائلًا: أنا قلق بشأن الارتفاع الأخير للسوق الأمريكي، أعتقد أنه حان وقت الحذر.
- أظهرت الدراسة الاستقصائية التي أجراها "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" في أوائل أبريل، وشملت عددا من مديري الصناديق، أن مخصصات الأسهم لا تزال أقل قليلًا عن مستواها المتوسط طويل الأجل.
- فيما قال مدير الاستثمارات لدى مصرف "يو بي إس" في التاسع عشر من أبريل، إنه أغلق مركزه في الأسهم الأمريكية في مواجهة السندات، في رهان على تباطؤ مكاسب السوق خلال الأشهر الستة المقبلة.
- أظهرت بيانات "إي بي إف آر جلوبال" أن صناديق السندات التي تتعقبها الشركة تلقت 14.3 مليار دولار في أوائل أبريل، مسجلة أكبر تدفق أسبوعي لها منذ أوائل عام 2015.
وضع الأسهم مثير للقلق
- قال مديرو الأصول في استطلاع رأي أجراه المعهد الدولي للتمويل إنهم يتوقعون تخفيض عملائهم لحيازاتهم من أسهم الأسواق المتقدمة وسندات الشركات، في حين تهافت مستثمرون آخرون على المنتجات المتداولة في البورصة والتي توفر نوعًا من التأمين ضد ارتفاع تقلبات السوق.
- الحذر تجاه الأسهم يعكس الصعوبة المتزايدة التي يواجهها مديرو الأصول خلال الأشهر الأخيرة، ففي حين أن تقليص التعرض للأسهم أثبت أنه استراتيجية خاسرة خلال العقد الماضي، يشعر الكثيرون بالقلق إزاء استمرار الاستثمار بكثافة في الأسهم-+ خلال ما يبدو أنها مرحلة متأخرة من الدورة الاقتصادية.
- عكف المستثمرون على دراسة أرباح شركات المؤشر "إس آند بي 500"، والتي كان من المتوقع (حتى الثامن عشر من أبريل) انخفاضها بنسبة 3.9% خلال الربع الأول من العام، ويعتقد المحللون أن ضعف الأرباح سيكون تأكيدًا على مخاوفهم من تعثر النمو العالمي المحتمل.
- في الوقت نفسه، يُظهر مقياس شائع ابتكره الاقتصادي الحائز على جائزة "نوبل"، "روبرت شيلر"، أن تقييمات الأسهم تحوم بالقرب من أعلى مستوى لها منذ قرابة عقدين رغم أنها تراجعت من أعلى مستوياتها في أوائل 2018.
- من بين أكبر الرابحين هذا العام، سهم "شيبوتل مكسيكان جريل" و"هيس كورب" حيث ارتفع كلاهما بنحو 60%، فيما زاد سهم "نتفليكس" بأكثر من 30%.
مخاوف أخرى قائمة لكنها تتراجع
- يقول كبير مسؤولي الاستثمار لدى "نيوبرغر برمان"، "إريك كنوتزن"، إن هناك أسبابا كثيرة للحذر على المدى القصير، حيث دفعته المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة وانخفاض الأرباح إلى تقليص تعرضه للأسهم الأمريكية، على أمل زيادة مخصصاته منها إذا تراجعت الأسعار.
- أشارت البنوك المركزية الكبرى إلى أن السياسة النقدية ستبقى تيسيرية في المستقبل المنظور، في حين تبدو الولايات المتحدة والصين قريبتين من صياغة اتفاق تجاري، وفي الوقت نفسه تحسنت الكثير من قراءات النمو والبيانات التي أثارت المخاوف قبل أشهر.
- تقول كبيرة الاقتصاديين لدى "مانوليف" لإدارة الأصول "ميغان غرين": كانت البيانات الاقتصادية في ديسمبر ويناير مخيفة لا شك، لكن بدأ الكثير منها في التحسن مؤخرًا، وسيشكل النمو القوي في الصين دعمًا لمناطق أخرى مثل اليابان وألمانيا، ما يعطي دفعة للنمو العالمي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}