بينما تخوض الولايات المتحدة والصين حربًا من أجل التفوق التكنولوجي، تسعى شركة "نوكيا" التي كانت ذات يوم رائدة صناعة الجوالات على مستوى العالم، للاستفادة من كلا الجانبين ، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".
الشركة الفنلندية التي كانت قد اختفت تقريبًا، حولت نفسها إلى منتِج عالمي لمعدات الاتصالات، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس للجوالات، وحققت "نوكيا" نجاحًا باهرًا في هذا المجال، حيث أصبحت ثاني أكبر لاعب في هذه الصناعة بعد "هواوي" الصينية.
الاستفادة من الخلاف الأمريكي- الصيني
- في الولايات المتحدة، حظرت الحكومة منتجات "هواوي" بسبب مخاوف من تحكم السلطات الصينية فيها وتعطيل الاتصالات أو التجسس على البلاد، وتعمل إدارة الرئيس "دونالد ترامب" جاهدة لإقناع حلفاء مثل بريطانيا وألمانيا واليابان ليحذوا حذوها.
- وفر ذلك سوقًا واسعًا لاستيعاب مبيعات "نوكيا" في الوقت الذي يستعد فيها العالم لتحديث أنظمة الاتصال الخلوي إلى الجيل الخامس، التي تسمح بإجراء اتصالات فائقة السرعة، وتمهد للربط بين الأجهزة والآلات المتصلة بالإنترنت مثل السيارات وخطوط الإنتاج الصناعي.
- قال الرئيس التنفيذي للشركة "راجيف سوري" في خطاب له خلال فبراير: دون أنظمة الجيل الخامس الآمنة، فإن الأسرار التجارية الأساسية ستُفشى بما ذلك ابتكارات الطائرات، وصيغ المركبات الصيدلانية ومخططات السيارات الكهربائية.
- في الوقت نفسه، بينما تساعد الشركة الولايات المتحدة في حملتها ضد "هواوي"، تسعى أيضًا إلى ترسيخ قواعدها في الصين، وتفعل ذلك بشكل كبير من خلال مشروع مشترك مع شركة صينية مملوكة للدولة.
- يوظف هذا المشروع 17 ألف شخص في منطقة الصين العظمى التي تضم هونغ كونغ وتايوان وماكاو إلى جانب الصين نفسها، وهو ثلاثة أضعاف عدد موظفي "نوكيا" في فنلندا، وتدير الشركة مصنعا وست منشآت في المنطقة.
بناء العلاقات مع بكين
- السيد "سوري" يشغل منصب عضو مجلس الرؤساء التنفيذيين في الخارج، الذي يقدم المشورة لرئيس الحكومة الصيني بشأن الأنشطة التجارية والشركات، ويقول إن "نوكيا" ترغب في أن تصبح صديقة لبكين.
- خلال العام الماضي، استحوذت أعمال "نوكيا" في منطقة الصين العظمى على ما يقرب من 10% من المبيعات البالغ حجمها (2.4 مليار دولار)، ومع ذلك يقول "سوري" إنه يتطلع لأن تصبح شركته أكبر مورد أجنبي للصين.
- رئيس مجلس إدارة الشركة "ريستو سيلاسما"، هو أيضًا الرئيس المشارك لاتحاد الأعمال الثنائي الذي دشنه الرئيس الصيني "شي جين بينغ" ورئيس فنلندا "ساولي نينيستو".
- خلال رحلته إلى الصين في يونيو عام 2017، أعلن "سيلاسما" إنشاء وحدة تابعة "نوكيا" متخصصة في مساعدة شركات الإنترنت الصينية على التوسع في الخارج، وقال: أعتقد أن الثقة هي أساس العلاقة بين الصين وفنلندا.
الخطة تعمل.. لكن الطريق طويل
- للعب على جانبي فجوة العلاقات بين واشنطن وبكين، تتبع "نوكيا" استراتيجية استخدمتها بلدها الأم خلال الحرب الباردة، حيث ظلت متحالفة مع الدول الأوروبية في الوقت نفسه عملت على تهدئة جارها الشرقي (الاتحاد السوفيتي).
- يبدو أن قواعد اللعبة تعمل بفاعلية، ففي يوليو الماضي، وقعت "نوكيا" صفقة قيمتها 1.1 مليار دولار لتوفير المعدات والخدمات لشركة "تشاينا موبيل"، والتي تعد أكبر مقدم لخدمات اتصال الجوال في العالم من حيث عدد المشتركين.
- بعد ثلاثة أسابيع فقط من هذه الصفقة، فازت الشركة الفنلندية بصفقة أخرى قيمتها 3.5 مليار دولار لتوريد معدات وخدمات شبكات الجيل الخامس، لكن هذه المرة لصالح أحد اللاعبين الرئيسيين في الجهبة المقابلة، وتحديدًا شركة "تي موبيل" الأمريكية.
- مع ذلك، فأمام "نوكيا" طريق طويل للحاق بمنافستها الصينية التي بدأت تتوسع خارج الصين قبل عقدين من الزمان، وخلال الصيف الماضي، اختبرت شركة اتصالات فنلندية شبكة الجيل الخامس باستخدام معدات "هواوي" لتوصيل الإنترنت اللاسلكي فائق السرعة إلى المنازل.
- لم تستطع "نوكيا" توفير منتجات مشابهة حتى فبراير الماضي، ويقول "فيل ماتي ماتيلا"، الرئيس التنفيذي لمشغل الاتصالات الفنلندي "إليسا" والتي تستخدم معدات "هواوي" و"نوكيا" و"إريكسون": كانت الشركة الصينية هي الوحيدة القادرة على تقديم الأدوات اللازمة لنا.
- رغم الحملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد "هواوي"، تمكنت الشركة من تعزيز ريادتها لسوق معدات الاتصالات العالمي، وبلغت حصتها 28.6% من عائداته، مقابل 17% لـ"نوكيا" و13.4% لـ"إريكسون"، وفقًا لشركة الأبحاث "ديل أورو جروب".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}