نبض أرقام
02:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/28
2024/11/27

كيف تعافت "رواندا" بعد مذبحة إبادة جماعية راح ضحيتها مئات الآلاف؟

2019/04/07 أرقام

بعد 25 عامًا من الإبادة الجماعية، لا تزال تشكل رواندا لغزًا، فالتعافي الاقتصادي والاجتماعي والنفسي الذي شهدته منذ ذلك الحين أصبح محل نقاش وجدال واسع النطاق، يشمل تقريبًا كل جوانب الماضي والحاضر، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".
 

 

ما سبب الإبادة الجماعية بالضبط (التي بدأت بعد إسقاط طائرة رئيس البلاد "جوفينال هابياريمانا" من قبل قتلة مجهولين)؟ كم عدد الضحايا؟ هل كان بإمكان الخارج، خاصة الأمم المتحدة، وقفها؟ هل يمكن للديمقراطية أن ترسخ قواعدها في رواندا؟

 

والسؤال الأهم والذي أصبح أكثر إلحاحًا مؤخرًا، هل سعى الرئيس "بول كاجامي" قائد متمردي التوتسي الذي أوقف الإبادة بقوة السلاح وحكم البلاد منذ ذلك الحين إلى مداواة جروح البلاد والعباد بالفعل؟ أم أنه استغل الموقف لإضفاء الشرعية على نظامه الاستبدادي؟

 

حقائق حول المذبحة
 

- ما لا جدال فيه هو أن القتل الذي بدأ في السابع من أبريل عام 1994 كان إبادة جماعية (ربما شهدت مقتل ثلاثة أرباع قبيلة التوتسي في البلاد، سواء كانوا من الرجال أو النساء وحتى من الأطفال والرضع).
 

- حتى الآن الرقم الحقيقي غير معروف، لكن الأمم المتحدة تعتقد أن عدد القتلى وصل إلى 800 ألف شخص، معظمهم من التوتسيين، بجانب 30 ألفا أو قرابة هذا الرقم من الهوتو المعتدلين.
 

- يقول "كاماجي" إن مليون شخص لقوا حتفهم في هذه الإبادة، فيما تمكنت "أليسون دي فورج" من "هيومن رايتس ووتش" من إثبات مقتل 500 ألف شخص، لكنها مُنعت بعد ذلك من دخول البلاد لانتقادها النظام الحاكم.
 

 

- كانت المذبحة سريعة بشكل مثير للصدمة، حيث استغرقت 100 يوم، وربما شارك بها أغلب البالغين من الهوتو، أو على الأقل شهدوا القتل دون اعتراض، وكانوا يمثلون آنذاك 84% من سكان البلاد، لذلك لم يجد التوتسيون مكانًا للفرار إليه.
 

- طُلب من الهوتو قتل جميع التوتسيين، وقيل لهم إنهم سيُقتلون إذا فشلوا هم في قتل التوتسيين وأشرف كهنة الهوتو على المذابح، وتم قتل نساء القبيلة الثانية حتى لو كن يحملن أطفالهن على ظهورهن.
 

- رغم أن الجيش الرواندي كثيرًا ما ألقى القنابل على الكنائس وأطلق النار على التوتسيين وهم يرتجفون خوفًا داخلها، إلا أن معظم جرائم القتل ارتكبها مدنيون كانوا يستخدمون المناجل والهراوات.

 

عدالة ناجزة أم قاصرة؟
 

- بعد عام على الإبادة الجماعية، تم وضع 120 ألفًا من المشتبه في ارتكابهم جرائم في سجون قدرتها الاستيعابية 45 ألف نزيل فقط، وهناك 300 ألف آخرون تم حبسهم في ظروف مروعة للغاية.
 

- خلال الفترة بين عامي 2002 و2012، تم إنشاء شبكة ضخمة من المحاكم الشعبية التي عُرفت باسم "جاتشاتشا"، والتي عُقدت تحت الأشجار وفي الساحات، لتطبيق العدالة بطريقة تقليدية من خلال سرد الشهود لقصصهم أمام قضاة هواة.
 

 

- يقول "فيل كلارك" الأستاذ بجامعة الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن: لا يوجد بلد آخر في العالم اليوم لديه الكثير من مرتكبي الجرائم الذين يعيشون على مقربة من عائلات ضحاياهم.
 

- بينما يدعي "كاجامي" أن بلاده لم تشهد عنفا واسع النطاق طوال الـ 24 سنة الماضية، يقول "كلارك" الذي أجرى مقابلات مع ألف رواندي خلال السنوات الـ 16 الماضية، إن المواطنين يصفون العلاقات الاجتماعية بالسلمية لكن غير المستقرة.

 

تعاف اقتصادي وقبضة حديدية
 

- يرجع الهدوء جزئيًا إلى مقايضة الروانديين الحرية السياسية بالسلام والتنمية الاقتصادية (وإن كانت هذه الحجة غير صريحة)، فقد تعافى الاقتصاد بسرعة، وانخفض معدل وفيات الرضع إلى النصف منذ عام 2000، بمعدل من بين الأكبر في تاريخ البشرية، بحسب "اليونسيف".
 

- في عام 1995، بعد هدوء الاقتتال مباشرة، كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يبلغ 125 دولارًا، واليوم وصل إلى 800 دولار (بعض الاقتصاديين يشككون في الإحصائيات الرواندية التي يعتبرونها مبالغا فيها).
 

 

- فاز "كاجامي" بنسبة أصوات 99% خلال انتخابات عام 2017، وأطلق سراح اثنين من زعماء المعارضة العام الماضي، وهو نفس العام الذي تمكن الحزب الأخضر (نُحر رأس نائب رئيسه عام 2010 على يد مجهولين) خلاله من الحصول على مقاعد في البرلمان.
 

- بدأ "كاجامي" مؤخرًا أيضًا الحد من مغامراته العسكرية في الخارج، بعدما قاد حملة تهدف إلى مطاردة المتورطين في المذابح بين غابات الكونغو، لكن هذه التحركات أشعلت حروبًا إقليمية مأساوية تم خلالها نهب معادن الكونغو وقتل الكثير من الناس.
 

- بعد مرور 25 عامًا على توليه السلطة، يواجه "كاجامي" اختبارين مهمين، الأول هو إذا ما كان سيتمكن من نقل السلطة بسلاسة لخليفته القادم، والثاني هو ما إذا كان رحيله سيتسبب في إعادة فتح جروح رواندا العميقة مرة أخرى.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.