في مواجهة انخفاض الاحتياطيات، ومع تفويض الحكومة الصينية لها بزيادة الإنتاج المحلي، شهدت شركة "بتروتشاينا" ارتفاعًا في الإنفاق خلال 2018، وبلغت نفقاتها الرأسمالية 256 مليار يوان (38 مليار دولار)، أكثر مما أنفقته "بي بي" و"شيفرون" و"كونوكو فيليبس" مجتمعة، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
وكان هذا المستوى أكثر بنحو 10% عما توقعته الشركة قبل ستة أشهر فقط، ومع ذلك يبدو أن هذه النفقات الزائدة ليست كافية، حيث أعلنت الشركة في تقرير النتائج لعام 2018، خططًا لزيادة إنفاقها، لتسجل 301 مليار يوان (45 مليار دولار) هذا العام.
أداء مميز
- في الواقع، لم تذهب نفقات العام الماضي هباءً، ولثلاث سنوات متتالية أنتجت "بتروتشاينا" كميات نفط أكثر مما أضافت إلى قاعدة الاحتياطيات، ما يعني أن الكمية المتبقية من الخام تتضاءل تدريجيًا.
- لكن خلال 2018، انعكس هذا النمط بزيادة قدرها 1.58 مليار برميل، والتي فاقت حجم النفط والغاز الذي تم ضخه بنسبة 6%، وهذا إنجاز ضخم، فكما هي الحال مع حقول النفط القديمة في بنسلفانيا وكاليفورنيا، يبدو أن احتياطيات النفط في الصين تتراجع بلا هوادة.
- على مستوى البلاد، انخفض إنتاج النفط بنحو 12% على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، وهو ما كان سببًا في تخطي الصين للولايات المتحدة كأكبر مستهلك للنفط الخام المستورد.
- إن قدرة "بتروتشاينا" على توفير المزيد من الإمدادات في ظل هذه الظروف لأمر مثير للإعجاب، رغم أنه تطلب منها الاعتماد على حقولها في أماكن أخرى من العالم، حيث انخفض الإنتاج المحلي بنسبة 1.3%، ليشكل 82% من إجمالي إمداداتها.
ثمن غال
- السؤال المهم هنا، ما هو ثمن هذا الإنجاز؟ للحصول على تقدير تقريبي لتكلفة تطوير الحقول الجديدة، يمكن مقارنة الزيادة في احتياطيات النفط لدى الشركة وصافي الإنتاج بنفقاتها الرأسمالية.
- وفقًا لهذه المعادلة، تحصل "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"بي بي" على نفط جديد بتكلفة أقل من 10 دولارات للبرميل الواحد، فيما تنفق "توتال" 15 دولارًا، فقط "شل" هي من ينفق على برميل النفط الجديد أكثر مما تفعل "بتروتشاينا".
- بطبيعة الحال، لا يشعر مسؤولو الشركة بالقلق إزاء عائدات المساهمين، فرئيس مجلس الإدارة "وانغ ييلين" هو سكرتير الحزب الشيوعي في الشركة الأم غير المدرجة بالبورصة "تشاينا ناشونال بتروليوم"، وبالطبع يعكس ذلك ولاءه الشديد.
- إذا أراد الرئيس الصيني "شي جين بينغ" عكس الاتجاه الهبوطي لإنتاج البلاد من النفط المحلي الخام، فستتحرك "بتروتشاينا" سريعًا وتفعل كل ما بوسعها للتأكد من تنفيذ هذه الرغبة، ومع ذلك فإن الأمر ربما يثير القلق بالنسبة لمستثمري الأسهم.
- خلال عام، ارتفع متوسط سعر النفط بمقدار 14 دولارًا، وتمكن معظم أقران "بتروتشاينا" من زيادة التدفقات النقدية الحرة، وأغلبهم فعل ذلك بمقدار هائل، لكن نتيجة الإنفاق الضخم للشركة الصينية، تراجعت تدفقاتها النقدية الحرة بمقدار الربع تقريبًا.
تناقص الاحتياطيات
- لا تزال هناك توقعات إيجايبة، فمن المحتمل هيكلة خطة الحكومة لخطوط أنابيب الغاز التابعة لـ"بتروتشاينا" في شركة منفصلة قريبًا، وذلك لإثبات أنها رابحة للمساهمين، وفقًا لمحللي "مورجان ستانلي".
- مع ذلك، فإن المخاطر تتزايد مع قرب "بتروتشاينا" من مرحلة تناقص العائدات، وإذا أرادت الإدارة بلوغ هدفها المتمثل في إنتاج 906 ملايين برميل نفط و3.8 تريليون قدم مكعب من الغاز هذا العام دون اعتماد على المخزونات، فسوف تحتاج إلى تكرار أداء العام الماضي.
- هذا لن يكون سهلًا، حيث تراجعت احتياطيات "بتروتشاينا" المؤكدة لكن غير مطورة (أسهل البقاع لاستخراج النفط) بمقدار النصف على مدى السنوات الخمس الماضية، وتشكل الآن ما يعادل أقل قليلًا من عامين من الإنتاج.
- في النهاية، لا يوجد قدر من الأموال مهما زاد يمكنه استخراج النفط من لا شيء، وينبغي على "بتروتشاينا" توخي الحذر من إنفاق كل نقودها بحثًا عن النفط في غير مكانه.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}