عندما يفكر المرء في نشاط التجارة الإلكترونية التي زعزعت قطاع تجارة التجزئة حول العالم وخاصة في الولايات المتحدة، غالبًا ما يذهب فكره إلى كيانات مثل "أمازون دوت كوم" الأمريكية و"علي بابا" الصينية، فهما الآن من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية.
لكن البعض -رغم غرابة العلامات التجارية- يمكنه التفوق وتثبيت أقدامه في السوق أمام هؤلاء العمالقة عبر التركيز على سلع محددة أو نطاق جغرافي بعينه أو عبر التميز بخدمات استثنائية لم توفرها الشركات الكبرى بعد.
ورغم أن "أمازون" و"علي بابا" من الرعيل الأول الذي قاد ثورة التجارة الإلكترونية، ورغم استئثارهما بحصة ضخمة منها في بلديهما الأم ومن السوق العالمي عمومًا، فقد كان هناك منافس ناشئ استطاع التفوق عليهما (على الأقل من حيث النمو والشعبية).
التطبيق الأكثر تحميلًا
- في عام 2018، لم يكن تطبيق التجارة الإلكترونية الأكثر تحميلًا في الولايات المتحدة هو "أمازون"، كما أن الشركة التي أسسها "جيف بيزوس" ونظيرتها الصينية "علي بابا" لم تَحُز هذا اللقب على الصعيد العالمي، بل كان من نصيب شركة "ويش" الناشئة، بحسب موقع "ذا هاصل".
- استطاعت الشركة مضاعفة إيرداتها العام الماضي إلى 1.9 مليار دولار، وبلغت قيمتها السوقية 8.7 مليار دولار، حصة المؤسس المشارك "بيتر سولتشوفسكي" البالغ من العمر 37 عامًا منها، 18% أو ما قيمته 1.4 مليار دولار.
- نشأ "بيتر" بين أكناف أسرة بولندية متواضعة في وارسو، قبل أن يهاجروا جميعًا إلى كندا وهو في سن الحادية عشرة، ودرس علوم الحاسوب، وانضم إلى فريق عمل "جوجل" حيث ساهم في تطوير برامج تساعد المعلنين على استهداف الأشخاص المناسبين.
- في 2009، استقال من "جوجل" لبدء نشاطه التجاري الخاص، وهي شركة برمجة "كونتكست لوجيك" والتي تخصصت في فحص تاريخ التصفح الخاص بمستخدمي الإنترنت للتنبؤ باهتماماتهم، بحسب "فوربس".
- بعد عامين، أطلق "بيتر" وزميل الجامعة السابق "داني تشانغ" شركة "ويش"، والتي تدعو المستخدمين لإعداد قوائم رغبات بمنتجاتهم المفضلة قبل مطابقتها مع ما يعرضه التجار، وعادة ما تعمل الشركة كوسيط للربط بين المتسوقين بالبائعين (أغلب التجار صينيون).
سلع وخدمات رخيصة
- في عام 2013، أفاد موقع "أول ثينجس دي"، بأن تطبيق "ويش" كان ترتيبه 60 بقائمة التطبيقات الخاصة بأنماط الحياة على متجر "آب ستور"، وقال "بيتر" إن أغلب مستخدمي التطبيق من النساء، وتتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا.
- يركز رواد التطبيق غالبًا على سلع مثل الأزياء والإكسسوارات النسائية، وتتعامل الشركة مع التجار على مفهوم "إذا كانت لديك المنتجات المناسبة لجمهورنا في الوقت الحالي، يمكننا بيعها لك بشكل سريع لأننا نعرف ما يريده المتسوق بالتحديد".
- يقوم التجار بتحميل محفظة منتجاتهم إلى نظام "ويش" مع النصوص التفصيلية والصور، وكذلك أي خصومات يرغبون في تقديمها، ويتولى النظام القيام بباقي المهمة، حيث يدفع هذه العروض إلى حيث يمكن للمستخدمين الباحثين عنها رؤيتها وطلبها.
- إلى جانب تقديم التجار سلعًا رخيصة، يقول "بيتر": تسمح لنا البيانات ببناء وفهم ملف التعريف الخاص بكل مستخدم جيدًا، وتغذيتها بمعلومات وعروض للمنتجات ذات الصلة باهتماماتهم واحتياجاتهم الحقيقية.
- في المتوسط، يتصفح المتسوق ما بين 600 إلى 700 سلعة عبر تطبيق "ويش" قبل أن يجري عملية شراء، ونحو 80% من المتسوقين يجرون معاملة شراء ثانية، وتوفر المنصة ملابس يصل سعرها إلى دولارين وساعات سعرها 9 دولارات وجوالات ذكية مقابل 27 دولارًا.
- أسعار الشحن أيضًا رخيصة وتصل إلى دولارين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اتفاقية بين البريد الصيني ونظيره في الولايات المتحدة تسمح بنقل الأغراض خفيفة الوزن (كيلوان أو أقل) مقابل رسوم مخفضة.
إصرار على المواصلة رغم الخسائر
- عالميًا، يستخدم نحو 90 مليون شخص تطبيق "ويش" مرة واحدة على الأقل شهريًا، لكن يصل إجمالي عدد المستخدمين إلى 500 مليون في مختلف أنحاء العالم من روسيا إلى البرازيل، وتعد "ويش" الآن ثالث أكبر شركة تجارة إلكترونية في أمريكا، والسادسة على مستوى العالم.
- إلى جانب تميز التطبيق بالعديد من المزايا التي تخدم المتسوق وتضمن له أفضل العروض، فهو أيضًا يشكل عامل جذب لتجار الصين الذين لا يمتلكون خبرة كافية لتسويق وشحن منتجاتهم إلى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا.
- أفادت تقارير إعلامية، بأن "أمازون" و"علي بابا" تقدمتا بعرضين للاستحواذ على "ويش" مقابل 10 مليارات دولار، لكن "بيتر" رفض بيع شركته الوليدة، مؤكدًا أن بمقدورها بلوغ قيمة سوقية تتجاوز 100 مليار دولار، مع خطط للاكتتاب العام خلال العامين القادمين.
- مع ذلك، وفي سبيل استمرار العمل، تسجل "ويش" خسائر سنوية تبلغ نحو 90 مليون دولار، لكنها تدعي أنها ستتحول إلى الربحية بمجرد التوقف عن الإنفاق السخي على عمليات التسويق، وإنهاء حملاتها الكبيرة على "سناب شات" و"فيسبوك" و"بانادور".
- في عام 2017، وقعت "ويش" اتفاقًا مدته 3 سنوات بقيمة 30 مليون دولار لرعاية فريق كرة السلة الأمريكي "لوس أنجلوس ليكرز"، والذي يحظى بشعبية كبيرة في الصين، علاوة على كون لوس أنجلوس إحدى أكبر أسواق الشركة من حيث الإيرادات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}