ارتفعت أسعار البلاديوم بنسبة 28% تقريبًا، لتجعله السلعة الأفضل أداءً هذا العام، متفوقًا على خام "نايمكس" الذي سجل مكاسب قدرها 26% منذ بداية 2019، وكذا النيكل والخشب البالغة مكاسبهما 22% و16% حتى الآن، بحسب "بلومبرج".
على جانب العرض، تعد معظم إمدادات البلاديوم حول العالم منتجا ثانويا للمناجم الجنوب إفريقية التي تركز أساسًا على استخراج البلاتين، وقد شهدت هذه الأعمال ضعفًا في الأرباح خلال السنوات الأخيرة، لذا لم يكن بمقدورها تطوير مشاريع جديدة.
أما على جانب الطلب، فإن تشديد قواعد انبعاثات السيارات تستدعي استخدام كميات كبيرة من مجموعة المعادن البلاتينية (تشمل البلاديوم) في تصنيع المحولات الحفازة، وحاليًا تستخدم الشركات المصنعة البلاديوم أكثر من البلاتين، وستحتاج لسنوات قبل التحول إلى استخدام المعدن الأرخص.
مع ذلك، فمن المرجح أن تتلاشى هذه الطفرة وتهبط الأسعار بشكل حاد، ولعل قراءة عابرة في النتائج المالية لشركات تعدين البلاتين في جنوب إفريقيا، الصادرة خلال الأسابيع القليلة الماضية تكفي لإعطاء لمحة عن مستقبل السلعة.
نتائج مالية تشجع الاستثمار
- بالنسبة لصناعة حققت خسائر جماعية بلغت 5.6 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، فإن الأداء الأخير يبدو مبشرًا بالخير بشكل غير معهود.
- سجلت أعمال "أنجلو أمريكان" للبلاتين و"إمبالا بلاتينيوم هولدينجز" أفضل نتائج نصف سنوية منذ عام 2011، بواقع صافي دخل قدره 4.71 مليار راند (334 مليون دولار) للأولى، و2.46 مليار راند للثانية، فيما سجلت "نورتهام بلاتينيوم" مليار راند كأرباح تشغيلية.
- لا تزال شركتا "سيباني جولد" و"لونمين"، اللتان تعملان على تحقيق الاندماج الكامل تدريجيًا في وقت لاحق من هذا العام، عالقتين في وحل الخسارة بسبب شطب الأصول المستمر والإضرابات العمالية والحوادث القاتلة في مواقع العمل.
- مع ذلك، فهناك ما يدعو للتفاؤل، فبعد إعلان نتائجها الأخيرة رفع المحللون توقعاتهم للدخل الصافي لشركة "سيباني" خلال السنة المالية 2020 إلى 831 مليون دولار من 351 مليون دولار في السابق.
- ستبدأ "إمبلاتس" التابعة لـ"إمبالا"، العمل في مشروع "وتربرج" الجديد عام 2021، وتهدف إلى زيادة الإنتاج في مشروع "ميموسا" بنسبة 30% خلال نفس الفترة، وفقًا لما أعلنه الرئيس التنفيذي "نيكو مولر فيليكس نجيني".
- أما "أمبلاتس" التابعة لـ"أنجلو أمريكان"، فتنوي زيادة الإنفاق الرأسمالي إلى 6.3 مليار راند من 5.7 مليار راند هذا العام، بزيادة نحو 50% عن العامين السابقين، حيث تسعى لتعزيز إنتاج اثنين من مناجمها الرئيسية.
مصير مشابه للكوبالت
- الخطط الإنفاقية والمشاريع المقررة لن تؤدي إلى انفجار فقاعة البلاديوم بين عشية وضحاها، فمثل هذه الأعمال تستغرق سنوات قبل تشغيلها، وفي غضون ذلك تتوقع "أمبلاتس" (أكبر منتج في جنوب إفريقيا) انخفاض إنتاجها إلى أدنى مستوى سنوي منذ 2014.
- حتى لو تمكن المنتجون من زيادة الإنتاج بمقدار 300 ألف أوقية كما تتوقع "إم إم سي نوريلسك نيكل"، فإن الزيادة البالغة 500 ألف أوقية المتوقعة في طلب صناع السيارات، تعني أن السوق سيشهد عجزًا قدره 800 ألف أوقية خلال 2019.
- لا يوجد سبيل واضح لسد هذه الفجوة، وأحد المصادر البديلة لتوفير إمدادات جديدة، وهي حيازات البلاديوم بالصناديق المتداولة في البورصات، تم تقليصها بالفعل من قبل المستثمرين الذين يبيعون المعدن بفضل أسعاره المرتفعة.
- انخفض مجموع حيازات هذه الصناديق إلى 713.6 ألف أوقية، وهو أدنى مستوى لها منذ عشر سنوات، لذا سيظل السوق يعاني من العجز حتى لو تم بيع كل الأوقيات التي بحوزة الصناديق المتداولة.
- مع ذلك، فعلى شركات التعدين التي تدرس مشاريع جديدة للبلاديوم أن تنظر للتجربة الأخيرة لمعدن نادر آخر يدخل في صناعة السيارات، وهو الكوبالت المستخدم في إنتاج بطاريات الليثيوم أيون.
- تراجعت أسعار الكوبالت بنحو الثلثين منذ بلغت ذروتها قبل عام، مع سعي المنتجين إلى زيادة إمداداتهم، وبحث صناع البطاريات عن سبل لخفض استخدامهم للمعدن.
- خلال النصف الأول من العشرينيات القادمة، عندما يبدأ تشغيل المشاريع الجديدة، ويخفض صناع السيارات اعتمادهم على البلاديوم، وتصبح المركبات الكهربائية قادرة على منافسة الطرازات التقليدية، سيصبح سوق البلاديوم شبيهًا للغاية بالكوبالت.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}