حققت "بيركشاير هاثاواي" التي يديرها الملياردير والمستثمر الناجح "وارن بافيت" واحدة من أكبر الخسائر الفصلية في تاريخها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، متأثرة بخسارة في حيازتها لأسهم الشركة الاستهلاكية "كرافت هاينز".
وسجلت الشركة خسارة صافية قدرها 25.4 مليار دولار في الربع الرابع، وهي أكبر خسائر فصلية لها منذ أوائل التسعينيات على الأقل.
في حين ارتفعت الأرباح التشغيلية للشركة – وهو المقياس المفضل لدى "بافيت" لأنه يستبعد تقلبات الأسهم ويقيس أداء الأعمال الأساسية لـ "بيركشاير" 71% على أساس سنوي في الربع الأخير من 2018 إلى 5.72 مليار دولار.
وخلال عام 2018 بأكمله، حققت "بيركشاير" أرباحًا قدرها 4 مليارات دولار، منخفضة من 44.9 مليار دولار في العام السابق.
ويرجع تراجع الأرباح بصورة كبيرة إلى قاعدة محاسبية جديدة – لا يتفق "بافيت" معها - والتي تطلب من الشركات تسجيل التغييرات في قيمة محفظتها الاستثمارية من الأسهم – والتي تضم حصصًا في "آبل" و"كوكاكولا" وغيرهما - كجزء من نتائج أعمالها.
وأعلنت الشركة نتائج أعمالها بعدما شطبت "كرافت هاينز" - التي تعد واحدة من أكبر حيازات "بيركشاير" – أكثر من 15 مليار دولار من قيم اثنين من علاماتها التجارية "كرافت" و"أوسكار مايير"، وقلصت توزيعاتها النقدية للأرباح، وكشفت عن استدعائها من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية للتحقيق المحاسبي.
وتأثر سهم "كرافت هاينز" سلبًا بتلك الأنباء، إذ انخفض الجمعة الماضية بأكثر من 27%، مما قلص قيمة حصة "بيركشاير" بالشركة بأكثر من 4 مليارات دولار.
وصرح "بافيت" أمس أن "بيركشاير هاثاواي" دفعت الكثير للغاية في "كرافت"، مشيرا إلى أنه ربما يكون قد أخطأ في تحديد جوانب معينة بشأن الشركة، وأوضح أن ليس لديه أي نية لبيع حصته في "كرافت" .
جدير بالذكر، أن مجموعة "بيركشاير" لم تقم بأي استحواذات كبرى في أكثر من ثلاث سنوات، ولكنها بدلاً من ذلك أعادت شراء أسهمها وأسهم الشركات المتداولة.
وخلال العام الماضي أعادت شراء ما قيمته 1.3 مليار دولار من أسهمها، وتابع المستثمرون تلك العمليات عن كثب، إذ تمتلك "بيركشاير" سيولة نقدية قدرها 112 مليار دولار.
وأوضح "بافيت" في خطابه السنوي للمساهمين الصادر السبت الماضي قائلا: "في السنوات المقبلة، نأمل في تحويل الكثير من سيولتنا المالية الفائضة نحو الأعمال التي ستمتلكها "بيركشاير" بشكل دائم".
ونتج عن الافتقار إلى عمليات الاستحواذ الكبرى، إضافة "بيركشاير" لأسهم بقيمة 24 مليار دولار إلى محفظتها العام الماضي، وقد يعني قول "بافيت" أن الحقيقة المخيبة للآمال بأن الأسعار باهظة لإبرام صفقات أن الشركة ربما تعزز مشترياتها من الأسهم هذا العام.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}