نبض أرقام
05:15 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

"الحرب ضد البلاستيك" قد تكون حربًا على النفط أيضًا

2019/02/20 أرقام

تحاول الحكومات حول العالم تقليل استخدام البلاستيك للحد من آثاره البيئية، لكن الجميع يغفل ما تعنيه هذه الحملات على صناعة النفط، لأن في الأساس البلاستيك يصنع من النفط الخام، وفقا لتقرير نشرته "فاينانشيال تايمز".

 

لطالما واجهت صناعة النفط مناقشات حول تأثيرها على البيئة، لكن معظمها تركز حول كيف يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض وزيادة وجود السيارات الكهربائية إلى خفض شهية العالم للنفط الخام.

 

ولا يرى الكثيرون تأثير "الحرب على البلاستيك"، وتخلص الشركات من العبوات والأكياس البلاستيكية، وإطلاق شعارات عالمية لتقليل العبوات التي يمكن التخلص منها، على معدلات الطلب العالمي على النفط.

 

 

البلاستيك يقود نمو الطلب على النفط

 

- تشكل وسائل النقل حاليا أكثر من نصف استهلاك النفط العالمي، فيما تمتص صناعة البتروكيماويات - التي تأخذ النفط الخام كمادة وسيطة وتحولها إلى مواد كيميائية يصنع منها البلاستيك - أقل من 15%. 

 

- مع ذلك، فمن المتوقع ان تكون صناعة البتروكيماويات مسؤولة عن نصف نمو استهلاك النفط العالمي حتى عام 2040.

 

- وتتوقع وكالة الطاقة الدولية مساهمة صناعة البتروكيماويات في نمو إجمالي الطلب على النفط بنسبة تزيد على مرتين ونص حتى 2040 مقارنةً مع الفترة ما بين عامي 2000 و2017.

 

فرضيات خاطئة

 

- تمثل صناعة البتروكيماويات المصدر الوحيد للطلب على النفط الذي يتوقع تسارع نموه، وتفترض هذه التوقعات أن الطلب الثابت والمتزايد على البلاستيك سوف يترجم إلى زيادة استهلاك المواد الخام.

 

- تلك الأرقام توفر مساحة نادرة من التفاؤل لصناعة النفط مقابل التنبؤات طويلة المدى المتشائمة بشأن تباطؤ كل مصادر الطلب الأخرى.

 

- تفترض هذه التوقعات استمرار زيادة الطلب على البلاستيك أسرع بكثير من النمو الاقتصادي العالمي كما كان الحال في الماضي، على الرغم من أن الفجوة بين الاثنين قد تتقلص.

 

 

الاقتصادات الناشئة نموذج للتغيير

 

- يعتقد المحللون أن الأسواق الناشئة ستكرر أنماط الاستهلاك السابقة، حيث سيكون البلاستيك "غير المرئي" - الذي يدخل في مكونات البنية التحتية الرقمية و الإلكترونيات والجوالات الذكية - سيصبح مصدرا جديدا للطلب لا يمكن الاستغناء عنه.

 

- لكن هذه اعتقادات مشكوك في صحتها، حيث إن حوالي 45% من إنتاج البلاستيك مخصص لمواد التغليف، فيما تمثل الإلكترونيات 7% فقط.

 

- ويمتلك الاتحاد الأوروبي أعلى معدلات إعادة التدوير في العالم التي تمثل 30% من النفايات المجمعة، ولكنه تمكن من زيادة استخدامه للبلاستيك المعاد تدويره.

 

- وحظرت كينيا بالفعل الأكياس البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، وليس هناك ما يمنع الأسواق الناشئة الأخرى من اتباع هذا النهج الحضاري، كما فعلت مع الخطوط الأرضية.

 

محاطون بالبلاستيك

 

- يتم تحويل 90% تقريبا من النفط المستخدم في قطاع البتروكيماويات إلى مواد كيميائية عالية القيمة، من ثم تتجه نسبة كبيرة منها إلى البلاستيك.

 

- وهذا يعني أن حوالي ثلثي الطلب على النفط الخام من قطاع البتروكيماويات هو للمواد البلاستيكية.

 

- ولذا من الأرجح أن تركز الحكومات والمستهلكون على خفض المواد البلاستيكية التي تتسرب إلى الطبيعة.

 

بدائل مشروع

 

- ما لم يتم تطوير تقنية جديدة، فستكون النتائج المنطقية هي زيادة الجهود المبذولة لتقليل الطلب، بما في ذلك إيجاد بدائل للبلاستيك وزيادة إعادة التدوير.

 

- تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية وتباطؤ نمو الطلب على أنواع أخرى من البلاستيك قد يؤدي إلى خفض النمو المفترض في الطلب على البلاستيك بنسبة 3% سنويا في الفترة ما بين من 2017 و2040.

 

- إذا ارتفعت حصة المنتجات البلاستيكية المعاد تدويرها من 5% إلى 25% بحلول عام 2040، فإن ذلك سيقلل من الحاجة إلى النفط الخام.

 

 

تأثيرات أكبر من المتوقع

 

- وحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية للطلب، فإن هذين التعديلين من شأنهما أن يقللا من الطلب على النفط من البتروكيماويات في عام 2040 بأكثر من 20%.

 

- يمكن أن تؤدي التغييرات إلى بلوغ الطلب المتوقع على النفط ذروته قبل عقد من الزمن، ويقلل من الحاجة إلى إنتاج البتروكيماويات التي تعتمد على النفط بنسبة 20%.

 

- سيتجاوز الانخفاض في الطلب على النفط بحلول عام 2040، ذلك الذي تتوقعه وكالة الطاقة الدولية بسبب زيادة استخدام السيارات الكهربائية.

 

- إذا استمرت الشركات في العمل على أساس التوقعات والتوسع في نشاط البتروكيماويات، على الجانب الآخر، من المرجح أن تظهر حاجة هائلة لإعادة التدوير.

 

- قد يكون هذا أكثر من مجرد مثال غريب عن كيف يمكن للحياة الواقعية أن تعترض طريق التخطيط على المدى الطويل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.