نبض أرقام
05:12 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

لماذا فقد المستثمرون شهيتهم تجاه شركات إنتاج النفط الأمريكية؟

2019/02/19 أرقام

الجميع يتساءل، ما الذي يرضي المستثمرين في أسهم شركات التنقيب وإنتاج النفط هذه الأيام في الولايات المتحدة، ويبدو أن الإجابة المختصرة هي "لا شيء"، فهذه الشركات تقول وتفعل كل ما يجب لتشجيعهم لكن لا يبدو أن أحدا مهتم، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

 

 

تغيير الاستراتيجات وخفض النفقات

 

- "كاريزو أويل آند جاس" هي آخر شركات التنقيب والإنتاج في قطاع النفط الصخري التي ينطبق عليها هذا الحال، ففي أوائل فبراير أعلنت ميزانيتها لعام 2019، بأقل بمقدار الثلث عن نفقات العام الماضي.

 

- نمو إنتاج الشركة يعاني قليلًا، لكن لا يزال من المتوقع أن تكون نسبته من رقمين (10% فأكثر)، وهناك أيضًا إشارات قوية على تحقيق تدفق نقدي حر موجب، مع ترجيح تداول الخام قرب 55 دولارًا للبرميل.

 

- مع ذلك، لم يلتفت المستثمرون لهذه الإشارات الإيجابية، أو أنها لم تعد مذهلة بما يكفي لهم كي يتمسكوا بالسهم الذي انخفض 4% صباح اليوم التالي للإعلان عن الميزانية.

 

- هبطت أسهم الطاقة المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" بنحو 5.5% بنهاية الأسبوع الأول من فبراير مقارنة بما كانت عليه في أوائل عام 2016، عندما تعرضت أسعار النفط لضغوط هبوطية هائلة، لتعود الأسهم بذلك إلى مستويات عام 2003.

 

 

- شركة "أنادراكو بتروليوم" التي تعطي مثالًا لشركات التنقيب والإنتاج المتحولة من استراتيجية النمو إلى تحقيق الأرباح، تخلفت عن توقعات الأرباح بشكل كبير، وهبط سهمها بنسبة 10% خلال الأيام الأولى من الشهر الجاري.

 

- تحدث الرئيس التنفيذي "آل ووكر" في مؤتمر عن التدفقات النقدية الحرة للشركة، مشيرًا إلى قدرتها على التفوق على مؤشر "إس آند بي 500" من حيث العائد في ظل ارتفاع أسعار النفط، لكن التصريح لم يؤثر في معنويات المستثمرين.

 

تجاهل جهود الدمج

 

- شركة "كونشو ريسورسز" هي مثال آخر محير لرفض المستثمرين لأسهم شركات التنقيب والإنتاج، ورغم أنها لم تفعل شيئا مؤخرًا، إلا أن هذه الفترة تتزامن مع الذكرى السنوية لإعلانها شراء "آر إس بي برمين" مقابل 7.7 مليار دولار بالإضافة للديون.

 

- في ذلك الوقت، كانت القيمة السوقية للشركة 23.4 مليار دولار، وبعد إغلاق الصفقة في يوليو الماضي وارتفاع عدد الأسهم بمقدار الثلث تقريبًا، فإن قيمتها لا تزال قرب نفس المستوى، بعدما هبطت إلى ما دون 23 مليار أوائل الشهر الجاري.

 

 

- تعرضت شركة "دايموندباك إنرجي" لموقف مشابه لكن أقل قسوة منذ صفقتها مع "إنرجن كورب"، وهو أمر مثير للدهشة، حيث عادة ما تلقى صفقات الاستحواذ والدمج في عمليات الحوض البرمي ترحيبًا كبيرًا.

 

- عمليات الدمج تلك، توفر فرصا لخفض النفقات وإجراء عمليات حفر أكثر عمقًا، وتدشين آبار أكثر فاعلية، والاستحواذ على حصة أكبر من النفط الصخري، وهو ما يعالج أكبر مخاوف المستثمرين في هذا القطاع، وهي تقليص النفقات وتعظيم الأرباح.

 

مجرد تحول دفاعي

 

- في الواقع تمر الصناعة بمرحلة غير تقليدية، والانخفاض المفاجئ للأسعار في أواخر 2018 ربما أثر على المعنويات، لكن المشكلة الأكبر هي أن تاريخ الشركات في مطاردة النمو بدلًا من العائدات أشعر المستثمرين بالقلق وقادهم إلى تجاهل القطاع.

 

- تجسد "أنادراكو" هذا المثال بالضبط، رغم إصلاحات الأجور وعمليات إعادة شراء الأسهم التي قادت المستثمرين إلى إعادة تقييم الأمور في خريف 2017، بفضل تخفيض إنتاج "أوبك"، لكن الوقت أثبت أنها أمور عابرة حتى ما تمسك الشركة بتغيير استراتيجيتها.

 

- يرى محللون أن السوق التفت بالفعل إلى رسالة "أنادراكو"، لكنها لم تكن كافية لجذب المستثمرين في ظل الظروف الراهنة، مع تأكيد المحللين على غياب العوامل الحقيقية المحفزة.

 

 

- بقول آخر، فإن نهج "أنادراكو" والشركات مثل "كاريزو" التي كبحت الإنفاق، هو تحول دفاعي لعدم تعميق الخسارة وليس هجوميا بغرض تحقيق المكسب، بمعنى أن أسهم هذه الشركات ربما كانت ستتداول عند مستويات أكثر انخفاضًا لولا هذا التغيير.

 

- على أي حال، قد يؤدي استمرار ارتفاع أسعار النفط إلى تشجيع الاهتمام بالقطاع مرة أخرى، لكن العوامل المحفزة المحتملة مثل تراجع الإمدادات الإيرانية والفنزويلية واضحة منذ وقت طويل ولم تدفع الأسعار للارتفاع بشكل حاد.

 

- في نهاية المطاف، الالتزام باستراتيجية العائدات بدلًا من النمو، وإظهار القيمة الحقيقية لصفقات الدمج، يجب أن يجني ثماره، لكن استعادة شهية المستثمرين مرة أخرى ستستغرق وقتًا طويلًا وصعبًا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.