نبض أرقام
02:58 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

الاستثمار بالأسهم .. فن أم علم؟

2019/03/02 أرقام - خاص

هل الاستثمار فن أم علم؟ لطالما شغل هذا السؤال حيزاً كبيراً من المناقشات بين جمهور المستثمرين، والتي ينتهي أغلبها إلى أنه لا تنطبق عليه المواصفات الكاملة للعلم فهو بالتأكيد فن.

 

وسبب وجود ذلك النقاش أصلاً هو أننا إذا راقبنا سلوك ونهج كبار المستثمرين العالميين سنلاحظ أن لديهم حدساً ما وأسلوباً معقداً لا يمكن تفسيره في اختيار الأسهم، يمكنهم من رؤية واغتنام الفرص التي لا يراها الآخرون أو ربما يدركونها في وقت لاحق.

 

 

وفي سعيهم للإجابة على هذا السؤال عادة ما يلجأ البعض إلى القياس على الرياضة. فعلى سبيل المثال عندما نحاول تعلم لعب رياضة مثل كرة القدم أو التنس فإننا نتبع قواعد معينة ونطبق الأساليب السائدة في ممارسة هذه اللعبة. وتدريجياً نفهم القواعد ونعتادها ثم نبدأ في صياغة استراتيجياتنا الخاصة.

 

بعد ذلك نبدأ في اختبار تلك الاستراتيجيات، والتي يؤدي بعضها إلى الفوز بينما يؤدي الآخر إلى الخسارة. وهذه ربما هي المرحلة العلمية التي يجب أن يمر بها جميع المستثمرين.

 

بعض المستثمرين يتوقف عند نهاية المرحلة العلمية، بينما يذهب آخرون إلى ما هو أبعد منها، وينجحون مع الوقت في تطوير وامتلاك حدس خاص بهم من خلال الخبرة وكثرة الاحتكاك. وعادة ما يستغرق الوصول إلى هذه المرحلة سنوات من الممارسة يمر خلالها المستثمر بالكثير. وبالنسبة إلى هؤلاء الذين وصلوا إلى هذه المرحلة يصبح الاستثمار فناً أكثر من كونه علماً.

 

الخبرة تصنع الفارق

 

بشكل مختلف يجيب المحلل المالي المعتمد "مايكل فو" عن هذا السؤال حيث يقول "إن إجابة المستثمرين المحترفين عن هذا السؤال تتأرجح يميناً ويساراً على حسب النقطة التي يقفون فيها بحياتهم المهنية."

 

 

فعلى سبيل المثال، عادة ما يميل صغار المستثمرين -الذين تتراوح خبرتهم من سنة إلى 3 سنوات- إلى القول بأن الاستثمار علم أكثر من كونه فن، وذلك لأنهم في تلك المرحلة من حياتهم المهنية عادة ما يكونون منشغلين بشكل كبير بأشياء مثل النمذجة المالية والنسب المالية كمكرر الربحية ومضاعف القيمة الدفترية أثناء محاولتهم اتخاذ أي قرار استثماري. بعبارة أخرى يقضي هؤلاء وقتاً أطول في بناء النماذج، ووقتاً أقل في التفكير بالاستراتيجية.

 

مع اكتساب المستثمر لبعض الخبرة (ثلاث إلى 7 سنوات) تبدأ وجهة نظره في التغير، ليميل إلى أن الاستثمار فن أكثر منه علم، وذلك على خلفية اكتسابه حدساً يمكنه من استشعار مستوى المخاطرة والعوائد الجذابة ومن التركيز على العوامل النوعية التي تميز الشركات القوية وأشياء أخرى قد لا تعكسها البيانات.

 

ليس فناً ولا علماً

 

لكن هناك فريقاً ثالثاً غير هذين الفريقين، يعتقد بأن الاستثمار أو إدارة المحافظ تحديداً ليست فناً ولا علماً، وإنما هي عبارة عن مشكلة هندسية غير عادية، والماهر هو من يستطيع تحديد الطريقة الأكثر موثوقية وفاعلية للتعامل مع هذه المشكلة في ظل عالم مليء بالمعلومات الجزئية والخاطئة غير المؤكدة والاحتمالية والمتغيرة دائماً.

 

حالياً، توفر التطورات الحديثة التي شهدها علم البيانات لمديري الاستثمار والمستثمرين بشكل عام الأدوات والمفاهيم التي يحتاجون إليها لفهم المشكلة وتحديدها، مما يساعدهم على السيطرة على هذه المشكلة وإدارتها، وليس حلها لأن هذا لن يحدث على الأغلب.

 

ويشير هؤلاء إلى أن أكبر تحدٍّ يواجه الاستثمار طويل الأجل لا يتعلق بكيفية زيادة العوائد كما يعتقد البعض، وإنما بكيفية إدارة المخاطر عن طريق التعرض لمستوى مناسب منها يمكنه من أن يؤدي مع الوقت إلى زيادة معتدلة للعوائد.

 

 

أهم درس في علم الهندسة هو أن أول خطوة نحتاج إليها لإيجاد حل لأي مشكلة هو تحديد المشكلة بشكل صحيح.

 

فإذا نجح المستثمر في تحديد المشكلة فهو في طريقه للعثور على الحل المناسب. كن صادقاً مع نفسك: هل خطتك هي الاستثمار طويل الأجل أم ترغب في الدخول والخروج بسرعة؟ وإذا كنت من جمهور الاستثمار طويل الأجل، هل حلولك الحالية طويلة الأمد فعلاً أم لا؟

 

التصميم الجيد للمحفظة بإمكانه إزالة أثر المخاطر التي يمكن تجنبها وتعظيم العوائد المتوقعة في ضوء المستوى الذي اختار المستثمر التعرض له من مخاطر السوق، مما يجعلها محفظة فعالة. والعوائد المتوقعة من المحفظة الفعالة ذات التصميم والتكوين الجيد أكبر من تلك الخاصة بأي محفظة أخرى متعرضة لنفس المستوى من المخاطرة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.