من الصعب تفهم رغبة شركتي "ألستوم" و"سيمنز" في الاندماج، خاصة بعد أن تصارعتا، قبل عقد من الزمن، لدخول السوق الصينية الواعدة لبناء سكك حديدية، دون أن تدركا أنهما قد دخلتا عرين الأسد بمحض إرادتهما، وفقا لتقرير لـ "بلومبرج".
عقود ضخمة وآفاق كبيرة للنمو
- في 2004، حصلت "ألستوم" على عقد لتزويد الصين بستين قطارا للركاب و180 قاطرة شحن في صفقة بقيمة 1.14 مليار دولار.
- وفي العام التالي، وخلال زيارة رسمية للرئيس الصيني الأسبق "هو جين تاو" إلى ألمانيا، أعلنت "سيمنز" صفقة لبناء قطارات فائقة السرعة تنطلق بسرعة 300 كيلومتر/ الساعة.
- وقال الرئيس التنفيذي لـ "سيمنز" "كلاوس كلينفلد" في حفل التوقيع: "هذا العقد يعني تزويد الصين بأحدث تقنيات القطارات السريعة".
- وأضاف "كاينفلد": "مع هذا المشروع، سنكون قادرين على توسيع الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأجل بين صناعات السكك الحديدية الألمانية والصينية."
المارد الصيني يكشف عن نفسه
- بفضل شروط نقل التكنولوجيا في كلا العقدين، تخلى العملاقان الصناعيان الأوروبيان عن بعض من تقنياتهما الرئيسية لشركة التصنيع الصينية المملوكة للدولة "سي إن أر كورب".
- اندمجت "سي إن أر كورب" مع "سي إس أر كورب" لإنشاء "سي أر أر سي كورب"، التى أصبحت أكبر شركات تصنيع القطارات في العالم، وتتفوق إيراداتها على "ألستوم" و"سيمنز".
- أصبحت الشركة الصينية النموذج المخيف الذي استخدمته الشركتان لإثارة مخاوف هيئات حماية المنافسة والاحتكار في الاتحاد الأوروبي، لإقناعهم بالموافقة على اندماجهما، لكنه لم يكن كافيا.
في الاتحاد قوة، أليس كذلك؟
- رفضت لجنة سياسة المنافسة في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، اتفاقا لاندماج نشاط السكك الحديدية لشركتي "ألستوم" و"سيمنز" بدعوى مخاوف من ممارسات احتكارية.
- قد تبدو محاولات اتحاد الشركتين من أجل مواجهة الوحش الذي خلقوه منطقية، بعد خداعهم من خلال قواعد الاستثمار الأجنبي غير العادلة.
- وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ألستوم" "هنري بوبورت لافارج"، إنه من المؤسف أن "التحيزات الإيديولوجية" منعت الاندماج الذي كان سيخلق عملاقا أوروبيا.
للقصة جانب آخر
- وافقت "ألستوم" و"سيمنز" و"بومباردييه" وشركة "كاواساكي" للصناعات الثقيلة على تسليم بعض ممتلكاتهم الفكرية الثمينة بمحض إرادتهم.
- كانت أغلبية القطارات التي بيعت بموجب عقود عامي 2004 و2005 مصنوعة في الصين مع سماح بنود نقل التكنولوجيا الضمنية المكتوبة بالاتفاقيات بذلك.
- الشركات الصناعية الأخرى كانت أكثر حذرا حول انفتاح الصين، قطاع السيارات كان محكوما بسياسات مشابهة ولكنه تمكن من الحفاظ على تنافسيته، من خلال إتاحة التكنولوجيا التي توشك على أن تصبح بالية وليس تلك "الأكثر حداثة".
الصين ليست هي المشكلة
- في سوق المقاولات الدولية، تعد "سي أر أر سي كورب" أقل تأثيرا من "بومباردييه" و"هيتاشي" وحتى "وابتيك كورب".
- التقييم الأولي لصفقة الاندماج أشار إلى أن التحالف لن يحسن حالة السوق على الإطلاق، بدلا من ذلك، كان من شأنه أن يخلق شركة أكبر بثلاث مرات من أقرب منافسيها.
- إلا أن جميع السياسات الأوروبية المحلية التي تفضل عمليات الاندماج، ترى أن الاتحاد الأوروبي كان محقا في وقفها، لأنه بالنسبة لمستخدمي السكك الحديدية حول العالم، قد يخيفهم تحالف "ألستوم" وسيمنز" أكثر من الذئب الصيني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}