يبيع ويشتري المستثمرون الأسهم، التي تعبر عن ملكيتهم لحصة في شركة ما، فشراء الشخص لسهم في "ماكدونالدز" يعني أنه أصبح أحد ملاك الشركة، لكن ربما يكون مصطلح "سوق الأسهم" مخادعاً بعض الشيء لأنه يوحي بوجود سوق واحد فقط.
بيع وشراء الأسهم الذي يتم في سوق الأسهم يحدث في مواقع مختلفة منها المادي والافتراضي على حد سواء، والتي تعرف باسم البورصة، وعلى سبيل المثال، فإن أشهر بورصتين في الولايات المتحدة هما بورصة نيويورك وناسداك، لكن هناك 14 بورصة أخرى لتداول الأسهم.
وعندما يتحدث الناس أو نقرأ في الأخبار عن صعود وهبوط السوق فيشير ذلك إلى حركة أو أداء الأسهم مجتمعة، لكن كي يكون الأمر أكثر تحديداً فإن الإشارة تتجه صوب ما يعرف بـ"المؤشرات"، مثل "داو جونز" الصناعي و"ناسداك" المركب و"إس آند بي 500" في الولايات المتحدة، و"فوتسي" في بريطانيا، و"شنغهاي" المركب في الصين، و"نيكي" في اليابان.
ما أهميتها؟
- في كل حالة، يتألف المؤشر من مجموعة أسهم، يعبر عن متوسط قيمتها ليوفر فكرة عامة عن أداء السوق، وإذا كان المستثمر يمتلك أسهماً في شركة أو شركتين أو حتى ثلاث شركات، وكانت هذه الأسهم مدرجة في مؤشر واحد، فإن هذا حركة المؤشر لا تخبره بالضرورة عن أداء أسهمه ولكن تعكس المزاج العام بين المتداولين والمستثمرين، بحسب تقرير لموقع بورصة "ناسداك".
- يمكن القول إن مؤشر الأسهم هو أداة لوصف أداء السوق أو جزء محدد منه ومقارنة عائدات الاستثمار، وبطبيعة الحال فإن الشركات الأكبر حجماً تمنح المؤشر ثقلاً أكبر، وهو السبب وراء القول إن حركة المؤشر قد لا تعكس أداء أحد أو بعض الأسهم المدرجة به، لأن حركة المؤشر قد تأتي مدفوعة ببعض الأسهم القيادية، وفقًا لموقع "ذا موتلي فوول".
- رغم تنوع وتعدد مؤشرات الأسهم في البلدان (كما في الولايات المتحدة على سبيل المثال) إلا أنه في الغالب يكون هناك مؤشر أو مؤشران وربما ثلاثة مؤشرات تتصدر أخبار الصحف والمواقع، وتؤثر تحركاتها على مشاعر المستثمرين، وهو ما قد يكون سيئًا في بعض الأوقات.
- قد يكون الأداء اليومي لمؤشرات الأسهم هو الأمر الأكثر أهمية في عالم التمويل والاستثمار، ويُعتقد أن مؤشر "داو جونز" هو الأكثر شهرة ومتابعة من قبل المستثمرين والمحللين في العالم، ويتكون 30 شركة من أكبر الشركات.
- أما مؤشر "إس آند بي 500" فيضم 500 شركة تشكل أكثر من 70% من إجمالي القيمة السوقية لكافة الأسهم المتداولة في الولايات المتحدة، فيما يعد "ناسداك" مؤشراً واسع النطاق ويضم نحو 4 آلاف شركة.
- المؤشرات هي أدوات مقيدة لتعقب الاتجاهات في الأسواق، رغم بعض الانتقادات التي توجه لطرق احتساب قيمتها، لكنها توفر منظورًا تاريخيًا عن الأسهم، ومع فهم استجابتها للتغيرات الاقتصادية، يكتسب المستثمرون خبرة في تحديد قرارات الاستثمار بشكل أفضل.
كيف تحسب قيمتها؟
- لنفترض أننا نريد قياس أداء سوق الأسهم الذي به أربع شركات عامة هي "أ، ب، ج، د" ولتكون قيمة كل سهم على التوالي 10 و8 و12 و25 ريالاً، وبذلك فالإجمالي 55 ريالا.
- تم ضم هذه الأسهم الأربعة في مؤشر قيمته 100 نقطة عام 2000، والتي تساوي بطبيعة الحال 55 ريالا، لكن بعد عام من تدشين المؤشر تحركت الأسعار لتصبح 4 و38 و12 و24 ريالا، بإجمالي قدره 78 ريالا.
- الزيادة التي طرأت على إجمالي القيمة السوقية للمؤشر والمقدرة بـ23 ريالا، تعادل 41.82% علاوة على القيمة السوقية المسجلة في عام 2000، وذلك يعني أن المؤشر باتت قيمته 141.82 نقطة.
- نلاحظ هنا أن المؤشر كان يتأثر بأسعار الأسهم، وبالتالي فإن السهم مرتفع القيمة يكون تأثيره أكبر على المؤشر، ويجدر الإشارة هنا إلى أن المؤشر قد يتم تقييمه وفقًا لعدد من المعايير منها القيمة السوقية أو أسعار الأسهم أو الأسهم المعلقة، بحسب موقع "إنفستنغ أنسرز".
- عندما تطرح الشركات الجديدة أسهمها في البورصة وتصبح شركات عامة، أو مع حدوث أي تغيرات في الشركات المدرجة بالفعل، يمكن لمشغل المؤشر حذف أو إضافة الشركات أو إجراء عملية إعادة تقييم لاستيعاب هذه التغيرات مثل زيادة عدد الأسهم.
أنواع المؤشرات
- بعض مؤشرات الأسهم تعكس ببساطة الأداء داخل بلد بعينه أو ربما سوق الأسهم العالمي، فمثلًا، مؤشر "إس آند بي 500" يركز على الشركات الأمريكية الكبرى ككل، فيما يشمل مؤشر "ويلشاير 5000" معظم الأسهم المتداولة في البورصات الرئيسية للبلد، وبالتالي فهو يعكس أداء السوق الأمريكي كاملًا.
- بعض المؤشرات الأخرى تهدف إلى تعقب أداء أسهم معينة، مثل تلك المصنفة كأسهم نمو أو أسهم قيمة أو أسهم الشركات الصغيرة، فمثلًا يتضمن مؤشر "إس آند بي 500 فاليو" بعض الأسهم المنتقاة من مؤشر "إس آند بي 500" وفقًا لمعايير تتعلق بالقيمة، مثل القيمة الدفترية والأرباح ونسبة السعر المبيعات.
- هناك أيضًا مؤشرات أسهم تُعنى بتتبع أداء قطاعات معينة، مثل مؤشر "إس آند بي فايننشالز سليكت سيكتور" الذي يهتم فقط بأسهم البنوك وشركات التأمين المدرجة في الأساس بمؤشر "إس آند بي 500".
- في الأعلى، تحدثنا عن مؤشرات يتم تقييمها وفقاً لأسعار السهم وأخرى وفقاً للقيمة السوقية للشركات، فما الفرق؟ لنفترض أن هناك مؤشراً مكوناً من ثلاثة أسهم، سعر كل منها هو "أ" = 70 ريالاً و"ب" = 20 ريالاً و"ج" = 10 ريالات، ففي هذه الحالة يكون المؤشر مقوماً وفقاً لسعر الأسهم مثل "داو جونز"، ويكون للسهم "أ" نصيب الأسد بـ70% من قيمة المؤشر.
- بالنسبة للمؤشر المقوم وفقًا للقيمة السوقية للشركات المدرجة به مثل "إس آند بي 500" فتكون الشركات الأكبر حجمًا كـ"آبل" و"مايكروسوفت" هي الأكثر نفوذًا بهذا المؤشر، وتنعكس التغيرات بقيمتها على حركة المؤشر بشكل كبير.
- أخيراً، هناك مؤشرات متوازنة تمنح الجميع حصة متساوية من قيمتها الإجمالية، فعلى سبيل المثال، يتضمن مؤشر "إس آند بي 500 إكوال ويت إندكس" نفس الأسهم المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500"، لكن كل سهم يحظى بحصة قدرها 0.2% من إجمالي قيمة المؤشر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}