ربما لم يُعِرْ الكثيرون سواء من المستثمرين والمحللين أو من محبي ألعاب الفيديو انتباهًا كبيرًا لشركة "إبيك جيمز" لتواضع نتائج أعمالها في السابق وكذلك الشهرة المحدودة لمنتجاتها، لكن كل ذلك تغير مؤخرًا بعدما طورت اللعبة الأكثر شعبية في العالم والتي كانت سببًا في تدفق مليارات الدولارات إلى خزائن الشركة جنبًا إلى جنب مع منح مؤسسها ثروة شخصية طائلة.
ورغم أن الشركة أطلقت سلسلة من الألعاب في السابق، بعضها حقق انتشارًا نسبيًا، لكن لعبة المغامرة والأكشن "فورتنايت" التي يتشارك فيها اللاعبون من حول العالم عبر الإنترنت وتقوم على مفهوم العالم المفتوح حيث تمنح المستخدمين حرية التحرك، لاقت رواجًا غير مسبوق كونها مجانية ومتاحة على عدد كبير من المنصات بدءًا من الجوالات الذكية ووصولًا إلى الحواسيب.
شغف الصغر وطموح الكبر
- تأسست شركة "إبيك جيمز" التي تتخذ من كارولينا الشمالية مقرًا لها، عام 1991 على يد "تيم سويني"، ومنذ ذلك الحين أطلقت مجموعة من الألعاب مثل "آنريال" و"جيرز أوف ووار" و"شادو كومبليكس" وسلسلة "إنفنيتي بليد".
- خلال طفولته، أمضى "سويني" البالغ من العمر 48 عامًا، فترة طويلة في تصميم ألعاب الفيديو بغرفته، قبل أن يحول هواية الطفولة إلى مهنة مربحة وهو في سن الحادية والعشرين، عندما بدأ أعمال شركته الخاصة من منزل أبيه والتي أطلق عليها "بوتوماك كومبيوتر سيستم" قبل تغير الاسم إلى "إبيك" لاحقًا.
- تعلق "سويني" بألعاب الفيديو منذ سن العاشرة، كما كان مولعاً بالحواسيب، وهو ما دفعه إلى تعلم لغة البرمجة "بيزك" في صغره، وأثناء دراسته الجامعية بدأ يتساءل عما إذا كان بإمكانه تطوير لعبته الخاصة وبيع العديد من النسخ منها لجني الأموال.
- قال "سويني" في مقابلة أجراها عام 2009: كنت لا أزال أقيم في سكن جامعة ميريلاند ولم أكن قد استكملتُ دراسة الهندسة الميكانيكية آنذاك، وكان عليَّ الذهاب إلى منزل والدي في عطلة نهاية الأسبوع لاستخدام الحاسوب الخاص بي.
- في بداية مشواره، طور "سويني" لعبة تحت اسم "زد زد تي"، وللحصول عليها كان على العملاء إرسال شيك إلى منزل والد "سويني" عبر البريد، ومن ثم يرد عليهم بإرسال نسخة من اللعبة على قرص مدمج، بحسب "سي إن بي سي".
- عندما طرح "سويني" لعبته الأولى عام 1991، تلقى طلبات كثيرة على الفور، وباع الآلاف منها، ويقول إن والده الذي ظل مقيمًا في نفس المنزل كان لا يزال يتلقى بعض الطلبات للحصول على نسخة من اللعبة خلال العقد الأول من القرن العشرين.
- النجاح الأولي لأعمال "سويني" أكسبه الثقة اللازمة للتحول إلى العمل بدوام كامل والتركيز على مشروعه، ومنذ ذلك الحين عكف على تطوير لعبته القادمة والتي طُرحت في الأسواق عام 1992، وأعقب ذلك بسلسلة أخرى من الألعاب.
- "إبيك جيمز" هي أيضًا المطور الذي يقف وراء "آنريال إنجين"، وهي إحدى أشهر المنصات الافتراضية التي يعتمد عليها المطورون الآخرون، وفي عام 2012 استحوذت "تنسنت" الصينية على 48% من الشركة مقابل 330 مليون دولار، بحسب "فوربس" لكنها خفضت هذه الحصة إلى 40% في وقت لاحق.
اللعبة التي غيرت كل شيء
- إحدى اللحظات الفارقة في تاريخ "إبيك جيمز" حانت في سبتمبر/ أيلول من عام 2017 عندما أطلقت لعبة "فورتانيت" والتي يمكن لأي شخص أن يلعبها مجانًا، وقد أصبحت اللعبة الأكثر شعبية في العالم بأكثر من 200 مليون مستخدم.
- تحولت "فورتانيت" سريعًا إلى ظاهرة بين الشباب، وباتت مصدرًا أساسيًا لتوليد الأموال لدى "إبيك"، وبحلول يونيو/ حزيران الماضي بلغ عدد لاعبيها 125 مليون شخص حول العالم، بحسب صحيفة "ذا صن".
- اللعبة متاحة للممارسة مجانًا عبر أي منصة، لكن الشركة تجني منها الملايين عبر بيع بعض العناصر والأدوات التي تميز اللاعبين وتمنحهم قدرات أكبر خلال قتالهم الافتراضي، مثل الملابس والأسلحة.
- تشير التحليلات إلى تحقيقها إيرادات شهرية تتجاوز 500 مليون دولار، وأنها قادت الشركة لتحقيق أرباح تربو على 3 مليارات دولار في 2018، وبفضل حصته المهيمنة في "إبيك" أصبح "سويني" مليارديرًا العام الماضي.
- بطبيعة الحال، لا تعتمد "إيبك" على "فورتانيت" وحدها في تحقيق الأرباح، لكن البيانات التي خلصت إليها شركات التحليل تعكس المساهمة الكبيرة للعبة المجانية في توليد الأموال، وتقول شركة الأبحاث "سنسور تاور" إن "فورتانيت" حققت إيرادات قدرها 69 مليون دولار في ديسمبر/ كانون الأول الماضي من استخدامها على أجهزة "آيفون" فقط.
- على الرغم من أن اسمه لم يظهر بقوائم المليارديرات من قبل، وقدرت بعض التحليلات ثروته بما يقل عن 100 مليون دولار حتى منتصف 2018، كشفت "بلومبرج" عن بلوغ صافي ثروة "تيم سويني" 7.16 مليار دولار في أواخر العام المنصرم، ما يضعه في المرتبة 195 بقائمة الوكالة الأمريكية لأغنى الأشخاص في العالم.
- هذه الثروة تجعل "سويني" أغنى من مستثمرين أكثر شهرة مثل الملياردير الأمريكي المجري "جورج سوروس" والملياردير والمنتج السينمائي "جورج لوكاس".
- تأتي تقديرات "بلومبرج" بعدما استحوذ تحالف مستثمرين على حصة بالشركة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ووفقًا للصفقة المبرمة، بلغت قيمة الشركة نحو 15 مليار دولار.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}