بعد سنوات من عدم اليقين، يبدو أن صناعة النفط في طريقها لإنهاء الركود الإنفاقي، حيث أظهر مسح لشركة الطاقة والخدمات البحرية "دي إن في - جي إل - إيه إس" تفاؤل ثلاثة أرباع كبار العاملين في قطاع النفط والغاز بشأن النمو في 2019، وهي أفضل نظرة لهم منذ انهيار الأسعار في 2014، حسب تقرير لـ"بلومبرج".
وعادت الثقة في صناعة الطاقة الآن إلى المستويات التي كانت عليها في عام 2010، عندما ارتفع سعر خام "برنت" إلى 95 دولارًا للبرميل، أي ما يزيد بنحو 50% عن مستواه الحالي، وهذه الثقة ستترجم بطبيعة الحال إلى زيادة في الإنفاق، ويرى 70% من المتخصصين في الصناعة أنهم سيحافظون على خطط الإنفاق الرأسمالي أو سيزيدونها هذا العام.
وتضمن استطلاع "دي إن في" وجهات نظر 791 من كبار العاملين في صناعة النفط والغاز خلال الفترة بين أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني، وشمل شركات في جميع أنحاء العالم، تتنوع أدوارها، بين الخدمي والتنقيب والتكرير.
وتقول العديد من الشركات إن عملياتها ما زالت تنافس بقوة رغم التقلب الحاد لأسعار النفط مؤخرًا كرد فعل للاضطرابات الجيوسياسية، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى خفض تكاليف الإنتاج للحفاظ على الأعمال بعد انهيار الأسعار الذي استمر حتى عام 2017.
وتقول الرئيسة التنفيذية لوحدة النفط والغاز التابعة لـ"دي إن في"، "ليف هوفم": سيكون النمو مهمًا، وهناك اعتقاد بضرورة الاستثمارات الجديدة، إنهم واثقون تمامًا من الطلب على النفط والغاز في المستقبل، كما أنهم متأكدون من قدرتهم التنافسية.
مخاطر إنفاقية
- مع ذلك، فإن البيانات تحمل بعض الدلائل على وجود مخاطر محتملة في وجه الشركات، ففي آخر مرة شعرت الصناعة بثقة كبيرة ارتفع الإنفاق، وكان ذلك منطقيًا حيث تزامن مع ارتفاع أسعار النفط، لكن الهبوط الحاد الذي بدأ في 2014 أثر كثيرًا على الشركات وخفض إيرادات العديد من مشروعاتها.
- ركز التنفيذيون طوال فترة الانهيار على خفض الإنفاق، وفي عام 2016 قال 41 % ممن شملهم استطلاع رأي آنذاك، إن كفاءة التكلفة هي أولويتهم القصوى، والآن مع عودة الأسعار إلى ما يزيد على 60 دولارًا، يرى 21% منهم فقط إنها تشكل الأولوية القصوى.
- الارتياح تجاه الميزانيات قد يعكس جزئيًا حقيقة أن الكثير من برامج خفض التكاليف قد تم تنفيذها، ومع ذلك فلن تبقى كل الأشياء رخيصة، وقال نصف الشركات المشاركة في الاستطلاع إنها تأثرت بتضخم الأسعار في 2018، وكانت أعمال التكرير والتسويق أكثر من عانى إزاء ذلك، فيما شعرت ثلث الشركات فقط في قطاع التنقيب والإنتاج بارتفاع الأسعار.
تحد آخر
- التحدي الآخر الذي يواجه قطاع النفط والغاز، يتعلق بالقوى العاملة المتقدمة في السن، والتي قد تغادر وظائف لا يمكن شغلها بسهولة، حيث لا يجد الشباب هذه الصناعة جذابة بالنسبة لهم، لاعتقادهم أنها قديمة وملوثة، بجانب انجذابهم الشديد لوظائف أخرى في شركات التكنولوجيا.
- سلط كبار التنفيذيين في الشركات، الضوء على نقص المهارات كأكبر عائق أمام النمو في 2019، وهو ما كان بمثابة المفاجأة لـ"ليف" التي قالت: نحن بحاجة لأن نوضح للشباب النفوذ الحقيقي لنا، كي ينضموا إلى شركاتنا، وفي النهاية ستكون الصناعة أكثر جاذبية لهم مع التكنولوجيا وزيادة الأدوات الرقمية المستخدمة بها.
- تعد الرقمنة من أهم أولويات البحث والتطوير في قطاع النفط خلال عام 2019، حيث تعتقد الشركات أنها ستستفيد من وفرة ناتجة عن تراجع التكاليف بجانب تزايد مزايا السلامة بفضل عمليات التشغيل الآلي، وفي الوقت نفسه سيكون الاستثمار في الطاقة منخفضة الكربون قليلًا، حيث تقول الشركات إن المنظمين هم الدافع الرئيسي للاستثمار في هذه الأعمال.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}