دخلت البنوك المركزية العالمية عام 2019 وعلى كاهلها العديد من الضغوط من المستثمرين الداعين لإعادة النظر في سياساتها النقدية خاصة مع ظهور إشارات على تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، فماذا تحمل هذه البنوك في جعبتها؟ هذا ما تناولته "بلومبرج" في تقرير.
هناك تغير في توقعات المحللين حول السياسات النقدية للبنوك المركزية هذا العام مقارنة بعام 2018 حيث طرأت العديد من التحديات لعل أبرزها زيادة عدم اليقين بشأن إعادة معدلات الفائدة إلى مستوياتها العادية.
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
معدل الفائدة الحالي: 2.5%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: 3%
- فاجأ الفيدرالي الأسواق نهاية عام 2018 بتوقعه رفع الفائدة مرتين هذا العام رغم التوقعات باستمرار قوة سوق العمل والنمو الاقتصادي، إلا أن هناك قلقا حيال تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي نتيجة الحرب التجارية بين أمريكا والصين ومناقشة الرئيس "ترامب" إقالة رئيس البنك المركزي "جيروم باول".
- في وقت لاحق، ألمح "باول" إلى أن الفيدرالي سيتبنى سياسة نقدية مرنة كما سيتحلى بالصبر لتتحول تكهنات الأسواق إلى أن البنك المركزي لن يرفع الفائدة قبل يونيو/حزيران القادم على الأقل للتأكد من البيانات الصادرة.
ما يقوله المحللون:
- أفاد محللون بأن الفيدرالي بعث برسالة طمأنة للأسواق بأنه سيتبنى سياسة الصبر في رفع الفائدة التي من المحتمل عدم رفعها أكثر من مرتين هذا العام.
- لا يزال المجال مفتوحاً أمام البنك المركزي لتشديد سياسته النقدية خاصة مع ظهور بوادر على صعود التضخم.
البنك المركزي الأوروبي
معدل الفائدة على الإيداع حالياً: -0.4%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: -0.25%
- بلغت منطقة اليورو نقطة تحول في سياسة التيسير الكمي التي قرر البنك المركزي الأوروبي إنهاء العمل بها نهاية عام 2018، ومع ذلك، تحدث رئيس البنك "ماريو دراجي" مؤخراً عن تباطؤ في نمو الاقتصاد وتراجع التضخم دون المستهدف، وهو ما يعني سياسة نقدية داعمة بالإبقاء على الفائدة قرب أدنى مستويات قياسية حتى صيف هذا العام على الأقل.
- يتوقع محللون رفع الفائدة مرة واحدة هذا العام، بينما يتوقع مستثمرون عدم رفعها قبل عام 2020، وسوف تعتمد قرارات البنك المركزي على مدى تحمل منطقة اليورو الحمائية التجارية والتقلبات في الأسواق المالية والناشئة.
ما يقوله المحللون:
- يرى محللون أن التضخم انخفض نتيجة تراجع تكاليف الوقود مما يشكل خطورة على الاقتصاد الذي شهد تباطؤاً بالفعل، وهو أمر ينذر بضرورة الحذر من صانعي السياسة النقدية.
بنك اليابان
معدل الفائدة الحالي: -0.1%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: -0.1%
- يواجه بنك اليابان اختبارا صعباً هذا العام في ظل استمرار انخفاض التضخم أدنى المستهدف بنسبة 2%، وهو ما يقوض نتائج برنامج التحفيز النقدي، ويرى بعض المحللين خطورة بسبب انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية أدنى الصفر نتيجة تراجع تكاليف الطاقة.
- رغم أن التحفيز النقدي لا يزال يؤثر سلببياً على أرباح البنوك التجارية ويشوه سوق السندات، إلا أن معظم مراقبي البنك المركزي يتوقعون إبقاءه على الفائدة دون تغيير حتى نهاية هذا العام.
ما يقوله المحللون:
- يحتاج البنك المركزي الياباني للإبقاء على الفائدة دون تغيير هذا العام في ظل ضعف معدل التضخم ووقوع النمو الاقتصادي تحت براثن الركود لا سيما مع تكهنات بارتفاع قيمة الين نتيجة تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
- في غضون ذلك، هناك عدم توازن مالي في الأسواق وإشارات تباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي، وهي أمور تشكل تحديات أمام رئيس البنك "هاروهيكو كورودا".
بنك إنجلترا
معدل الفائدة الحالي: 0.75%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: 1%
- دخل رئيس بنك إنجلترا "مارك كارني" عامه الأخير في منصبه حيث من المفترض مغادرته المنصب في عام 2020، وصرح بأن التوقعات الخاصة بالسياسة النقدية للبنك تتأثر إلى حد كبير بمغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.
- يأتي ذلك وسط عدم يقين إزاء "بريكست" وما إذا كانت بريطانيا ستغادر رسميا في الموعد المقرر في التاسع والعشرين من مارس/آذار القادم أو ستمدد الفترة الانتقالية أو ستجري استفتاءً ثانياً.
- حذر "كارني" من مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون اتفاق حيث من الممكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدل التضخم الأمر الذي سيتدعي بدوره زيادة تكاليف الاقتراض.
ما يقوله المحللون:
- في ظل قرب موعد المغادرة من الاتحاد الأوروبي، يتوقع محللون عدم رفع بنك إنجلترا معدل الفائدة كما يتوقعون أيضاً خروجاً منظماً من التكتل الموحد، وعلى أثر ذلك، سيرفع البنك الفائدة على الأرجح في مايو/أيار ثم يقر زيادة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني.
بنك كندا
معدل الفائدة الحالي: 1.75%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: 2.25%
- يتمسك البنك المركزي الكندي بتوقعاته بالمزيد من رفع الفائدة وسط تكهنات بزيادتها خمس مرات على مدار العامين الجاري والمقبل.
- كان بنك كندا قد قلل توقعاته بشأن نمو الاقتصاد نتيجة هبوط أسعار النفط، وهو ما دفعه لتقليص حدة التكهنات بشأن رفع الفائدة، ولكن بشكل مؤقت.
ما يقوله محللون:
- يرى محللون أنه رغم زيادة المخاطر العالمية وهبوط أسعار الطاقة، سيلتزم البنك المركزي الكندي بوتيرة رفع الفائدة لهذا العام نتيجة الضغوط التضخمية لتصل إلى 2.25%.
بنك الشعب الصيني
معدل الفائدة الحالي على الإقراض: 4.35%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: 4.35%
- تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي الصيني سيضخ المزيد من التحفيز النقدي هذا العام في ظل مواجهة الاقتصاد ضغوطاً من الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وبالتالي، سيضطر البنك لإحداث توازن بين سياسة تشديد وتيسير نقدي.
ما يقوله المحللون:
- أعلن بنك الشعب الصيني في الرابع من يناير/كانون الثاني عزمه خفض متطلبات الاحتياطيات النقدية لدى البنوك بنحو 100 نقطة أساس كما كشفت بكين عن محفزات لدعم نمو اقتصادها، ويتوقع محللون إبقاء الفائدة دون تغيير.
بنك الاحتياطي الهندي
معدل الفائدة الحالي: 6.5%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: 6.5%
- على الأرجح، سيعد رئيس البنك المركزي الهندي "شاكتيكانتا داز" الأسواق لخفض معدل الفائدة نظراً لانخفاض االتضخم أدنى 4% على المدى المتوسط بالتزامن مع تباطؤ النمو الاقتصادي فضلا عن تراجع معدل الاستهلاك نتيجة الأحوال المالية وعدم اليقين بشأن الاستثمارات.
- يواجه البنك المركزي الهندي ضغوطاً واردة من الأسواق العالمية وضعف قيمة الروبية التي كانت الأسوأ أداءً في آسيا عام 2018 بالإضافة إلى ضغوط رفع الفيدرالي (المتوقع) للفائدة.
ما يقوله المحللون:
- لا يزال معدل التضخم منخفضاً وسط تباطؤ في نمو الاقتصاد، وهو ما سيجبر البنك المركزي الهندي على خفض الفائدة 25 نقطة أساس على الأرجح خلال العام الجاري.
البنك المركزي البرازيلي
معدل الفائدة الحالي: 6.5%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: 7.25%
- تشير التوقعات إلى إقرار مجلس الشيوخ البرازيلي تعيين "روبرتو كامبوس نيتو" محافظاً للبنك المركزي، وسوف يتولى "نيتو" منصبه والتضخم دون المستهدف ومعدل الفائدة عند أدنى مستوى على الإطلاق (6.5%).
- أشار مسح أجراه البنك المركزي في البرازيل إلى أن معدل الفائدة سيرتفع فقط 0.5% هذا العام بعد بيانات تضخم ضعيفة مؤخراً، بينما سترتفع الفائدة 1% عام 2020.
ما يقوله المحللون:
- لا يزال معدل التضخم يشكل خطورة على السياسة النقدية في البرازيل نظراً لاستمرار تراجعه رغم الدعم الذي تلقاه الاقتصاد من انتخاب الرئيس "بولسونارو" الذي رآه محللون داعماً للأسواق.
- يواجه الاقتصاد البرازيلي أيضاً ضغوطاً من الاقتصاد العالمي والتقلبات في الأسواق الناشئة، ومع ذلك، يتوقع محللون زيادة الفائدة هذا العام لتصل إلى 7.25%.
بنك روسيا
معدل الفائدة الحالي: 7.75%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: 7.5%
- يمتلك البنك المركزي الروسي تاريخاً من زيادات الفائدة، ورفع البنك بالفعل معدل الفائدة في أحدث ثلاثة اجتماعات له – على عكس التوقعات – وتواجه موسكو حاليا ضغوطاً تضخمية نتيجة ضريبة القيمة المضافة التي أُقرت بداية العام الجاري.
- وقع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في ديسمبر/كانون الأول الماضي قانوناً على مكاتب الصرافة عرض معدلات سعر الصرف أمام المارة.
- أما الخطورة الأكبر التي يواجهها الاقتصاد الروسي، فهي العقوبات الأمريكية والتوترات الجيوسياسية.
ما يقوله المحللون:
- يرى محللون أن البنك المركزي الروسي بدأ عام 2019 ويده على زناد البندقية حيث يستعد لرفع الفائدة مع استمرار الضغوط التضخمية لا سيما أن الغرب يواصل العقوبات ضد موسكو، مما يضغط بدوره على الروبل.
البنك المركزي التركي
معدل الفائدة الحالي: 24%
معدل الفائدة المتوقع بنهاية 2019: 19.5%
- انخفض مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا بعد تأثيره الحاد على العملة في العام الماضي، ولكن ارتفاع معدل التضخم بالتزامن مع تباطؤ النمو الاقتصادي وضع البنك المركزي في موقف لا يحسد عليه.
- على الجانب الآخر، احتاج الناتج المحلي الإجمالي التركي لبعض المحفزات النقدية لمواجهة التحديات عام 2018 خاصة الضغوط على الليرة.
ما يقوله المحللون:
- أفاد محللون بأن البنك المركزي التركي استعاد بعض المصداقية في الاقتصاد بعد رفع الفائدة 625 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، ومنذ ذلك الحين، شهدت الليرة ارتفاعاً أمام الدولار.
- أسهم انخفاض أسعار النفط في تقليل فاتورة استيراد الطاقة على تركيا مما دفع التضخم نحو الانخفاض، وتشير التوقعات إلى خفض الفائدة 550 نقطة أساس عام 2019.
البنك المركزي الأرجنتيني
لم يعد البنك المركزي الأرجنتيني يضع أي أهداف للتضخم ويتيح لعطاءات السندات اليومية تحديد معدل الفائدة، وتشير التوقعات إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين سيرتفع 28.7% على مدار الاثني عشر شهراً الماضية.
ما يقوله المحللون:
لم يعد البنك المركزي الأرجنتيني أيضاً يحدد معدل الفائدة نظراً لما يمر به الاقتصاد من أزمة شديدة دفعته للجوء إلى صندوق النقد الدولي الذي أقر خط ائتمان بنحو 57 مليار دولار.
ستعتمد السياسة النقدية للبنك المركزي في الفترة المقبلة – بحسب المحللين – على السياسة المالية وأحوال الأسواق الدولية ومدى التقلبات في سعر صرف العملة (البيزو).
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}