في زيارة لأحد حقول الغاز الطبيعي التابعة لشركة "بي بي" في وايومنغ الأمريكية قبل بضع سنوات، لوحظ شيء غريب، وهو مجموعة من الجوالات الذكية الموضوعة داخل أكياس بلاستيكية مرتبطة بالمضخات، في اختبار مبكر لمبادرة متعددة الأوجه من قبل شركة النفط لربط شبكة من مستشعرات "واي فاي" بنظام ذكاء اصطناعي بدأ تفعيله الآن بهدف تقليل الإشراف البشري عن ذي قبل، بحسب تقرير لـ"فوربس".
ربما كان المعتاد في الآونة الأخيرة أن نسمع عن الاستعانة بالخوارزميات والتقنيات الحاسوبية الحديثة في إجراء المعاملات بالأسواق المالية وحتى إصدار المشورة والمساعدة في اتخاذ القرارات الاستثمارية، لكن الذكاء الاصطناعي وصل أخيرًا إلى منصات التنقيب.
وتعمل هذه التقنية على تسريع وتيرة التغير التقني في عمليات النفط، والتي تستوعب نحو 150 ألف عامل في الولايات المتحدة فقط، وهو ما يدفع شركات مثل "شل" و"بي بي" لإنفاق مليارات الدولارات بغرض الاستفادة من هذه التكنولوجيا ليس فقط في الحقول البرية وإنما في المنصات البحرية والمصافي أيضًا.
وبالفعل تؤتي هذه الاستثمارات أكلها، وتساهم بشكل فعال في إجراء عمليات الحفر الصعبة للآبار بشكل أسرع، كما تساعد المشغلين على التنبؤ بأعطال المعدات، والسيطرة على انبعاثات الميثان.
عمالة أقل.. إنتاجية أكبر
- قد لا يكون الأمر جيدًا بالنسبة للأمن الوظيفي للعاملين، لكن الجيل القادم من الوظائف يجب أن يصبح أكثر أمنًا وإنتاجية، ووفقًا لشركة "بي بي" فإن إنجاز العمل داخل حقول النفط المدعومة بالخوارزميات ازداد بنسبة 10% وتراجع عدد العاملين بها 43%.
- في الوقت نفسه، ينبغي للأنظمة الذكية تقليل حالات الخطورة المعتادة في هذه المواقع، بالإضافة إلى الحد من التسربات التي يمكنها تلويث المياه لسنوات، وهي أنباء سعيدة للمستهلكين الذين يعتمدون على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتهم اليومية.
- في مثال حقل وايومنغ، تعاونت "بي بي" مع شركة التكنولوجيا الناشئة "كيلفن" التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرًا لها، في نشر الآلاف من أجهزة الاستشعار وربطها بمئات الآبار لخلق شبكة لتويد وتدفق البيانات في الوقت الفعلي.
- تم ربط نظام "كيلفن" للذكاء الاصطناعي الذي يتعقب ويصنف البيانات، ثم بنوا نظام التوأم الرقمي للحقل، وهو نظام محاكاة يمكنه التنبؤ بكيفية تأثير فتح صمام على جانب واحد من الحقل وكيف ستصبح قراءات الضغط في الجانب الآخر بعد ذلك.
- أرادت "بي بي" معرفة ما يمكن أن يحدث إذا أُطلق العنان لنظام الذكاء الاصطناعي لإدخال تعديلات أساسية أخرى، ووجدت أن الميثان المنبعث من الحقل انخفض بنسبة 74% بفضل تحسين نظام المراقبة والصيانة.
- ارتفع إنتاج الغاز بنسبة 20% عبر الآبار التي تستخدم نظام الذكاء الاصطناعي، وانخفضت التكاليف بنسبة 22%، وكنتيجة لذلك بدأت الوظائف تتغير داخل الحقول، فيما تجري الشركات اختبارات لتقنيات أخرى بغرض الاستفادة منها في العمليات.
أتمتة = إنجاز أسرع وأرخص
- على منصات النفط مثل منصة "أوليمبوس" التي تزن 120 ألف طن في خليج المكسيج، كان يصاب العاملون كثيرًا بالأذى لاضطرارهم التعامل مع قضبان الحفر التي يصل طول الواحد منها 9 أمتار ويزن نحو 135 كيلوجراما، لكن بفضل الأتمتة تم القضاء على مخاطر عديدة، فبدلًا من الحبال يلجأ العمال الآن إلى حامل أوتوماتيكي.
- الأتمتة هي أحد الأمور المساعدة في هذا التطور، لكن الفضل الرئيسي يرجع إلى ثورة أجهزة الاستشعار التي يمكنها تحديد الأماكن وقياس المسافات بدقة، ومع ذلك، لا تزال "شل" (المشغل للمنصة) تشغل مهندسي حفر للإشراف على العمليات البالغة قيمتها 100 مليون دولار والتي تجرى عمليات حفر على عمق آلاف الأمتار.
- لكن شركة مثل "ويذرفورد إنترناشونال" توفر الآن نظام حفر مدعوما بالذكاء الاصطناعي، يمكنه تشغيل نفسه بالكامل دون أي تدخل بشري، وقد أظهر نتائج مدهشة، وفي ظل هذه التطورات التقنية تقول "شل" إنه بات بمقدورها حفر آبار النفط في 60% من الوقت المعتاد مقابل 40% من التكلفة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}