عندما يتعثر الاقتصاد الأمريكي، تتأثر الاقتصادات الناشئة في الأغلب نظراً لأن الولايات المتحدة تعد سوقاً مهمة لمنتجات تلك الاقتصادات، ولكن تقريراً نشرته "الإيكونوميست" يرى المشكلة أنه عندما ينتعش الاقتصاد الأمريكي، هناك معاناة أيضاً لأن الاحتياطي الفيدرالي يرفع معدل الفائدة مما يقلل الطلب على أصول الأسواق الناشئة.
"كاتش – 22"
- ظهرت حالة "كاتش – 22" (منطق يتحدث عن حالة متناقضة لا يمكن خلالها اتخاذ قرار) بشكل واضح عام 2018 عندما كان الاقتصاد الأمريكي في حالة من الانتعاش رد على أثرها الفيدرالي برفع معدل الفائدة تدريجياً أربع مرات.
- تسببت زيادات الفائدة من جانب الفيدرالي في تذبذبات بعملات الأسواق الناشئة واقتصاداتها المجهدة بالفعل، وانخفض مؤشر أسهم الأسواق الناشئة عام 2018 بنسبة 17%.
- سادت حالة من الارتياح في الأسواق الناشئة من تصريحات رئيس الفيدرالي "جيروم باول" بداية العام الجاري التي أكد خلالها على أن التضخم لا يزال عند مستويات منخفضة وأن البنك المركزي يتبنى سياسة "الصبر" وسوف يُنصت لما يحدث في أسواق المال.
- ذكّرت تصريحات "باول" الأسواق بعام 2016 الذي توقع في بدايته رفع الفائدة أربع مرات لكنه لم يتخذ قراراً بزيادتها إلا في آخر اجتماع من نفس العام (مرة واحدة) لتُنهي أسهم الأسواق الناشئة ذلك العام على ارتفاع بنسبة 9%.
- يطرح محللون تساؤلات حالياً بشأن ما إذا كان 2019 سيكون عاماً مشابهاً لما حدث عام 2016 للأسواق الناشئة، وهناك تكهنات لحدوث ذلك بالفعل نظراً لأن الأسوأ حدث بالفعل عام 2018 حيث هبطت عملات ناشئة – كانت قيمتها مرتفعة بالفعل – مثل الليرة التركية.
- كانت الليرة التركية أعلى من قيمتها العادلة – أعلى مستوى 5.5 أمام الدولار – ولكنها انخفضت أدنى هذا المستوى في أغسطس/آب من العام الماضي، وعادت مؤخراً أعلاه مجدداً.
زكام "وول ستريت" يشفي الصين
- قيل إنه عندما تعطس الصين يُصاب العالم بالزكام، وفي الآونة الأخيرة، ظهرت بيانات حكومية ألمحت بوجود تباطؤ في نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فقد سجل الإنتاج الصناعي أكبر انخفاض شهري في عامين خلال ديسمبر/كانون الأول.
- رغم ذلك، هناك بوادر إيجابية وردت للأسواق من المحادثات التجارية الواعدة بين الولايات المتحدة والصين وصفها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالجيدة جداً، ولكن تزامن معها تقلبات شديدة في "وول ستريت".
- وقعت الأسهم الأمريكية بين مطرقة الحرب التجارية مع الصين وسندان رفع الفائدة من جانب الفيدرالي – الذي يزيد بدوره تكاليف الاقتراض على الشركات – وبالتالي، يمكن القول هنا: "عندما تعطس وول ستريت في أمريكا، تشعر الأسواق الصينية بالارتياح".
- لا تزال هناك مخاطر تلوح في الأفق أبرزها تصريحات "باول" التي رآها محللون بأنها استجابة للأسواق المالية بأخذ استراحة من وتيرة الرفع التدريجي للفائدة ربما حتى نهاية العام الجاري.
- هناك خطورة أخرى تكمن في حالة "كاتش – 22" التي وقعت فيها الأسواق الناشئة، فعندما يرفع الفيدرالي معدل الفائدة، تتضرر الاقتصادات الناشئة، وعندما يخفضها، فإن ذلك نتيجة تباطؤ النمو في الأغلب، وهو ما يعني أيضاً آثارًا سلبية على الأسواق الناشئة.
- تراجع مؤشر "ISM" لمديري المشتريات الصناعي الأمريكي في الشهر الماضي، كما تباطأ النشاط الصناعي في الصين مما أثار مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
- يرى مراقبون ضرورة ترقب صدور المزيد من بيانات النشاط الصناعي في أمريكا والصين والأسواق الناشئة أيضاً في الأشهر المقبلة للوقوف على الظروف الاقتصادية بدقة.
- أشار محللو بنك "يو بي إس" إلى أن الأسواق الناشئة تلعثمت في الربع الأخير من العام الماضي بأكثر مما كانت عليه بداية 2018 وأواخر 2017، وسجلت هذه الاقتصادات نمواً بأقل من 4% في الربع السنوي الرابع من العام الماضي مقارنة بنسبة 5.7% في النصف الأول.
- ألقى المحللون باللوم على الحرب التجارية والرسوم الجمركية المتبادلة بين أمريكا والصين في تراجع الاقتصادات الناشئة خلال الربع السنوي الماضي، ولكن في ظل حالة "كاتش – 22"، تترقب الأسواق الناشئة ما سيحمله الفيدرالي والاقتصاد الصيني من مفاجآت.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}