في الوقت الحالي، ربما يحتاج أي مشغل لشبكات الجوال يرغب في الفوز بعقود القيام بأعمال حكومية في المملكة المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا، إلى التعهد بعدم الاعتماد على أي معدات من شركة "هواوي تكنولوجيز"، وما يبدو كحظر فعلي على معدات الاتصالات من الشركة الصينية ليس كافيا لتأمين المصالح الوطنية، حيث يغفل عن أحد أهم الاعتبارات وهي: الصناعات الصغيرة والمصانع المتصلة بتلك الشبكات، حسب تقرير لوكالة "بلومبرج".
الانتقال للجيل الخامس
-لم تعلن بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن حظر رسمي لاستخدام معدات "هواوي" لكن شركات خدمات الجوال في الدول الثلاث اتخذت بالفعل خطوات لوقف استخدام تكنولوجيا صينية في شبكات الجيل الخامس لديها.
-ولكن إذا كان صحيحا أن معدات "هواوي" معرضة للاستغلال من قِبل الحكومة الصينية في طرق تشكل تهديدًا للأمن السيبراني، فعلى رؤساء قطاعات التكنولوجيا في المصانع أن يكونوا على دراية بحجم التهديد.
-وتعتزم المصانع الذكية التي كانت في وقت سابق تستخدم شبكات الإنترنت اللاسلكي "واي فاي" والجيل الرابع، الانتقال إلى شبكات الجيل الخامس القادرة على نقل كميات أكبر من البيانات في وقت أقل، ما يسمح بتحسينات كبيرة في الكفاءة والمرونة.
-وحسب إحصاءات لشركة "إس إن إس تيليكوم آند آي تي" للاستشارات فإن من المرجح أن يتضاعف الإنفاق العالمي على معدات الجيل الرابع والخامس للشبكات الخاصة من المستويات الحالية إلى 5 مليارات دولار سنويًا بحلول 2021، على أن تستحوذ شبكات الجيل الخامس "5G" على النصيب الأكبر.
- في حين تقدر "آي إتش إس ماركيت" لأبحاث السوق أن يصل إجمالي الإنفاق على معدات الاتصالات إلى ما يزيد على 25 مليار دولار بحلول 2022.
- فيما استحوذت "هواوي" على 28% من سوق معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي بلغت قيمته 37 مليار دولار في عام 2017.
اختيار صعب
- تتعاون هواوي مع الشركات الصناعية العملاقة مثل "سيمنز" و"هاني ويل" في العمل على بعض التقنيات، وتقدم حلولاً مشتركة حيث يتم تصميم منتجات الشركات للعمل معا بسلاسة، ومن ثم بيعها في حزمة للعملاء.
- ويبدو أن هذه الأنواع من التحالفات ظلت غير ظاهرة وسط الأزمة الأخيرة مع "هواوي"، لذلك فإن التأثير المحتمل سيكون على الشركات الصغيرة في أوروبا التي يمكن لمصانعها الاستفادة من الكفاءات التي يمكن أن تجلبها معدات "هواوي".
- واعترف الرئيس الصيني "شي جين بينغ" العام الماضي بأن مخاوف الولايات المتحدة "منطقية" بشأن قيام الشركات الصينية بسرقة الملكية الفكرية بمساعدة هيئات حكومية.
- وتجد الصناعات الصغيرة والمتوسطة نفسها في موقف صعب حيث وصلت "هواوي" لتقدم كبير لم يحرزه منافسوها مثل "أريكسون" و"نوكيا"، الأمر الذي قد يعطل من نشاط تلك المصانع إن اختارت عدم الحصول على تقنيات "هواوي".
- حتى الآن، لم يتم إثبات أن الشركة الصينية تقوم بالفعل ببناء أي "باب خلفي"، ولم يتم بعد نشر أي من أجهزة الجيل الخامس لذلك من المستحيل التحديد.
- وهنا يجد أصحاب الأعمال أنفسهم في مفترق طرق ما بين استعداد للتضحية بميزة تنافسية لمخاطر غير مؤكدة بوجود نشاط غير سليم لـ"هواوي" أو المضي قُدمًا في استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس التي قد يتضح أن الصراع عليها كان سياسيًّا في المقام الأول لتحجيم تقدم الصين فيها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}