بينما تُعد الحاجة أم الاختراع والابتكار، فإنها أيضًا مصدر للثراء والاستقلال المهني، وهنا لا يقتصر مفهوم الاختراع والابتكار على تطوير منتجات بثورية الطائرة أو صاروخ الفضاء، لكنه يشمل حتى الأدوات البسيطة التي توفر للمستهلك خدمة أو تلبي طلبه لحاجة أساسية أو حتى جانبية، كما ناقشنا من قبل في تقرير سابق؛ فهذه الحاجة مهما كانت بسيطة، فإن الاستجابة لها قد يكون مدخلًا لعالم الثروة كما فعل "تريستان ووكر"، بحسب تقرير لـ"سي إن إن بزنس".
الداء والبحث عن الدواء
- لتهذيب لحيته، كان على "ووكر" البالغ من العمر 34 عامًا الذهاب باستمرار إلى الصيدلية، ومع ذلك فقد عانى بسبب المنتجات التي يشتريها، والتي تسبب له الحكة والالتهابات إذ يقول: تسبب هذه الأدوات حكة حادة وإصابات لـ80% من سود البشرة على مستوى العالم، نظرًا لشعرهم المجعد الخشن.
- كانت مشكلة "ووكر" الأساسية؛ أن أغلب المنتجات المباعة في الصيدليات تحتوي أدوات حلاقة متعددة الشفرات، وهي منتجات غير مثالية لإزالة الشعر الخشن أو المجعد، ويمكنها التسبب في نمو بعض الشعيرات أسفل الجلد.
- في عام 2013، اتخذ "ووكر" قرارًا بتأسيس "ووكر آند كومباني براندز"، وهي شركة ناشئة تركز على بيع منتجات العناية الشخصية للأشخاص ذوي البشرة السوداء، ويؤكد أن هذه الخطوة جاءت مدفوعة إلى حد كبير من إحباطه لعدم وجود منتجات يمكنه استخدامها.
- كان أول منتج للشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها هو مجموعة "بـِفِل"؛ والتي تضم ماكينة الحلاقة أحادية الشفرة، يقول "ووكر" إنها مناسبة أكثر للبشرة السوداء مثله وتحد من المشاكل المرتبطة بالماكينات متعددة الشفرات، بجانب فرشاة تقليدية وكريم حلاقة ومنتجات أخرى للعناية بالبشرة.
خطوة نحو العالمية
- بدأ "ووكر" بيع "بفل" عبر الإنترنت، لكن مع اجتذاب العلامة التجارية المزيد من العملاء، أطلقت الشركة ماكينة كهربائية لإزالة الشعر تحت نفس الاسم، وشرعت في طرح منتجاتها لدى بعض متاجر التجزئة.
- اعتمد "ووكر" في بيع منتجاته على "تارجت دوت كوم" ومتاجرها، وساهم ذلك في تعزيز أعماله بشكل كبير وسريع، إذ شكلت شركة التجزئة الأمريكية 50% من مبيعات "ووكر آند كومباني".
- تمكن "ووكر" من زيادة إيرادات شركته عاماً تلو الآخر، لكن أعماله ليست مربحة حتى الآن، وفي عام 2017، أطلقت الشركة منتجها الجديد "فورم"، وهو عبارة عن مجموعة من منتجات العناية بالشعر للنساء ذوات البشرة السوداء.
- في لحظة فارقة بالنسبة لـ"ووكر"، أعلن رائد الأعمال الشاب مؤخرًا، استحواذ "بروكتر آند غامبل" على شركته، مع الإبقاء عليه كرئيس تنفيذي، لكنه لم يكشف عن التفاصيل المالية للصفقة.
- من جانبه قال "أليكس كيث"، الرئيس التنفيذي لأعمال التجميل التابعة لـ"بروكتر آند غامبل": تجمع "ووكر آند كومباني" بين الفهم العميق للمستهلك والاتصال الحقيقي بالمجتمع والمنتجات الفريدة، فضلًا على امتلاكها عناصر ذوي مهارات عالية وخبرة قادرين على تحسين تجربة المستهلكين حول العالم.
كلمة السر: الأم ووادي السليكون
- نشأ "ووكر" في أحد أحياء نيويورك، وكان على أمه أن تعمل في 3 وظائف معًا لتتمكن من توفير احتياجات أبنائها الثلاثة، وغذت دوافع النجاح لديه وشجعته على مواصلة تعليمه حتى التحق ببرنامج ماجستير الأعمال في جامعة ستانفورد.
- في أثناء دراسة الماجستير في كاليفورنيا، عمل "ووكر" في "تويتر" و"بوسطن كونسلتينج"، وقاد تطوير أعمال تطبيق مشاركة الموقع والتواصل الاجتماعي "فور سكوير" لمدة عامين بعد تخرجه، ثم التحق بشركة الاستثمار المغامر "أندرسن هورويتز".
- يقول "ووكر": لو بقيت في نيويورك، لما بدأت هذه الشركة، لم أكن أعرف الكثير عن وادي السليكون، لكن انضمامي إلى هذا المجتمع علمني حقًا أن أكون مبتكرًا، وأن أستفيد من التكنولوجيا بطريقة تجعلني أتجنب المنافسة.
- قبل استحواذ "بروكتر آند غامبل" ذكر "ووكر" أن شركته جمعت 39 مليون دولار من الاستثمار الخارجي على أربع جولات، منها 6.9 مليون دولار عبر "أندرسن هورويتز"، فيما أشار موقع "ريكود" إلى أن "بي آن جي" دفعت ما بين 20 مليون إلى 40 مليون دولار لشراء حصة الأغلبية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}