حصلت الأسواق على ما تريد – كذلك الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" – بعد الاجتماع الثنائي على هامش فعاليات قمة مجموعة العشرين، ولكن ذلك لا يعني أن نتائج هذا الاجتماع في صالح واشنطن وبكين على المدى الطويل، وفقًا لما ذكرته "وول ستريت جورنال" في تقرير.
اتفق "ترامب" ونظيره الصيني "شي جين بينج" يوم السبت الماضي على عدم فرض رسوم جمركية في خطوة حذرة أشبه بهدنة بين البلدين – لمدة تسعين يومًا – على أن تشتري بكين كميات من منتجات الزراعة والطاقة الأمريكية، كما ستجري مفاوضات بين الطرفين.
شكوك وحذر
- خلال تلك الهدنة، تعتزم الحكومتان الانخراط في مفاوضات مطوّلة وسط تفاؤل حذر في الأسواق العالمية إزاء التوصل إلى اتفاق يراه "ترامب" السبيل نحو علاقات تجارية عادلة مع بكين، بالإضافة إلى سعي الإدارة الأمريكية لحماية شركاتها التكنولوجية من القرصنة على حقوق ملكياتها الفكرية.
احتفت بعض أسواق المال بهذه الأنباء؛ حيث ارتفعت الأسهم الصينية بأكثر من 2% كما صعد "داو جونز" في "وول ستريت" بأكثر من 400 نقطة في جلسة الإثنين.
- مع ذلك، هبط "داو جونز" بنحو 800 نقطة عند إغلاق جلسة الثلاثاء وسط عدم يقين بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما بعد تصريحات "ترامب" باحتمالية فشل هذه المباحثات، مهدداً بفرض المزيد من الرسوم الجمركية.
- ظهرت بعض الصور التي تدق جرس الإنذار داخل الإدارة الأمريكية عندما تصدّر مزارعو الصويا بالولايات المتحدة المشهد بوضع محصولهم في أكياس بلاستيكية بالحقول تزامناً مع هبوط شحنات المحصول للصين بأكثر من 90% في فصل الخريف الحالي.
- شكل عدم تصدير شحنات الصويا الأمريكية مشكلة كبيرة في قطاع الزراعة نظراً لكونها أشبه بسم سياسي يسري في جسد البيت الأبيض لأن جزءًا كبيرًا منها بدأ في التعفن.
- في ظل الشكوك المحيطة بالمفاوضات، تشهد الأسواق الأمريكية تذبذبات حادة، وظهر ذلك جليًا عندما أعلنت "جنرال موتورز" الشهر الماضي خطة لخفض التكاليف من خلال إغلاق مصانع في أمريكا الشمالية وخفض ما يقرب من 15 ألف وظيفة.
الصين تربح الوقت
- بدأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم أيضاً في التلعثم بشكل سيئ، ويمكن قراءة ذلك في مؤشر مديري المشتريات الصناعي الذي أظهر تباطؤًا.
- ما تحتاجه الصين حاليًا هو الوقت الكافي لضخ تحفيزات نقدية لدعم النمو الاقتصادي قبل انتهاء الهدنة وتفاقم التوترات التجارية مجددًا، وهو ما ضمنه "شي" بالفعل في اجتماع السبت مع "ترامب" – عن طريق الهدنة.
- حال فشل المفاوضات في الثلاثة أشهر القادمة – التي ستشمل أعياد "الكريسماس" ورأس السنة القمرية الجديدة في بكين – يمكن للرئيس الصيني "شي" فرض قيود على شراء الصويا والنفط الأمريكي بسهولة بداية من عام 2019.
- على أثر ذلك، ستزيد الضعوط على الرئيس "دونالد ترامب" وقاعدته السياسية قبيل الانتخابات الرئاسية عام 2020، والأسوأ بالنسبة لإدارته أن التغيرات التي تطلبها واشنطن هي ما تحتاجه بكين لإنعاش نموها الاقتصادي.
- سيحدث ذلك عندما يتم التوصل إلى اتفاق يفتح الأسواق الصينية للاستثمارات الأمريكية وينتعش قطاعها الخاص، مما يفرض على "شي" تخفيف القيود التنظيمية، ومن ثم، تتحقق الاستفادة لجميع القطاعات في البلاد من الرعاية الصحية إلى المال والاتصالات والتكنولوجيا.
- في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن الوقت في صالح الصين واقتصادها، ولكن على الأسواق توخي الحذر الشديد، وربما كان ذلك ظاهرًا بشكل كبير في خسائر "داو جونز" خلال جلسة الثلاثاء.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}