منذ أطلقت بورصة شنغهاي تداول عقودها الآجلة للنفط في مارس/ آذار، كان العالم يتطلع لتجربة طبيعية لإثبات ما إذا كان يمكن أن ينضم مؤشر جديد إلى عقود خامي "برنت" و"نايمكس" لتحديد الأسعار في الأسواق العالمية، وقد أتاح تراجع الأسعار بنحو 29% على مدار الشهرين الجاري والماضي هذه الفرصة، لكن النتائج لم ترتق إلى التوقعات، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
تغيرات عامة في سوق النفط
- منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت أسعار النفط في الانخفاض بعد أشهر من الارتفاع هذا العام، ويمكن تبرير ذلك بضخ كل من السعودية وروسيا والولايات المتحدة المزيد من النفط لتعويض النقص المتوقع في إمدادات إيران نتيجة العقوبات الأمريكية وانهيار الإنتاج الفنزويلي.
- لكن الإعفاءات غير المتوقعة التي سمحت بها واشنطن لعدد من مستوردي النفط الإيراني أربكت هذه الحسابات، مما أدى إلى زيادة المعروض، في الوقت الذي بدأ فيه الطلب على البنزين في الضعف.
- مع ذلك، فإن الطريقة الأكثر دقة لتحليل أداء عقود النفط الصينية، هي تعقب التغيرات المتعلقة بالخام متوسط الحمضية، وهو صنف به شوائب من الكبريت يتم إنتاجه بشكل أساسي في روسيا وبلدان الشرق الأوسط.
- من بين 2.09 مليون برميل إضافية ضخها العالم يوميًا خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول مقارنة بمستوى يونيو/ حزيران، جاء 300 ألف برميل فقط من الولايات المتحدة، من الخام الخفيف الحلو المستخرج من حقول تكساس التي تراجع إنتاجها في وقت سابق من العام.
- جاء نحو 557 ألف برميل إضافي من السعودية وروسيا، فيما جاءت أكبر شريحة، والتي يصل حجمها إلى 770 ألف برميل من أعضاء آخرين في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك".
اهتمام حقيقي لكنه محدود
- نقطة الترويج الأساسية لعقود النفط المقومة باليوان الصيني التي أطلقتها بورصة شنغهاي للطاقة، هي أنها ستتعقب الخام المتوسط الحامض، والذي تتزايد مشتريات المصافي الآسيوية منه، لكن إذا كان الخام الخفيف الحلو، والمتوسط الحامض، يتحولان حقًا إلى سوقين منفصلين، فإن حركة الأسعار في الأشهر القليلة الماضية لا تبدو منطقية إلى حد كبير.
- على سبيل المثال، في الأشهر الأولى من العام الجاري، توقع الجميع تداول عقود شنغهاي بعلاوة عن سعر خامي "برنت" و"نايمكس"، وذلك بفضل الكبح المفرط لإمدادات الخام المتوسط الحامض من قبل "أوبك" و"روسيا"، والإنتاج الزائد للخام الخفيف الحلو في الولايات المتحدة.
- ثم في الأشهر القليلة الماضية، انهارت هذه القاعدة واتجهت الأمور نحو مزيد من التكافؤ، حيث سمحت "أوبك" وروسيا بتدفق المزيد من الخام، وما حدث كان عكس المتوقع، فخلال معظم العام الجاري تم تسعير "برنت" أعلى خام "شنغهاي"، لكن الفرق تحول لصالح الأخير خلال الشهرين الماضيين اللذين شهدا ارتفاعًا في إمداداته، بيد أنه ربما يرجع هذا التحول إلى حقيقة أن إنتاج الخام القياسي بلغ ذروته وبدأ في الانخفاض.
- في حين أن أحجام تداول العقود في بورصة شنغهاي كانت مثيرة للإعجاب، وتتجه للتفوق على "برنت" إلا أن هذا يعد طبيعيًا في بلد يتعطش فيه المتداولون لتجارة السلع الأساسية، والذي شهد خلال جلسة واحدة تداول عقود تعادل نحو نصف حجم محصول التفاح في العالم.
- لكن بالنظر إلى العقود المعلقة تختلف الصورة كثيرًا، فرغم النشاط الكبير في بورصة شنغهاي، لم تشهد أي فترة قيام عدد كبير من المتداولين برهانات طويلة الأجل بشأن أسعار النفط مستخدمين العقود المقومة باليوان، وهو أمر ما لم يتبدل، فسيظل سوق النفط الصيني مجرد حدث جانبي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}