نبض أرقام
06:11 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

كيف أسهمت طفرة الأعمال الصخرية في تطور المدن النفطية الأمريكية؟

2018/11/27 أرقام

تبدو "ويليستون" الأمريكية في أفضل حالاتها الآن، فمع طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة ارتفعت الأجور، وقاتلت الشركات من أجل تأمين حصة استثمارية لها داخل المدينة الواقعة في شمال غرب ولاية داكوتا الشمالية، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".

 

 

اختفت الاختناقات المرورية والطرق الوعرة التي عفى عليها الزمان واستبدلت من خلال أخرى ممهدة ومهيأة جيدًا خلال السنوات القليلة الماضية، ورغم بطء الجهود المبذولة من جانب السلطات لجذب المزيد من الشباب لكن المقاهي الحديثة تساعد الآن في تسريع الوتيرة، ومع أن المعيشة ما زالت مرتفعة التكاليف لكن الأسعار آخذة في التراجع.

 

قطاع النفط يحتكر العمالة

 

- رغم الانتعاش الذي تشهده المدينة، لا تزال هناك مشكلات لحلها، على سبيل المثال فرق الإطفاء، فقبل انتعاش اقتصاد المدينة على خلفية طفرة النفط الصخري وتدفق الثروات والسكان إليها، كان المتطوعون هم من يتولون مهام إطفاء الحرائق في المدينة مترامية الأطراف.

 

- بعد ذلك، ازدادت مساحة المدينة ثلاثة أضعاف بين عامي 2009 و2016، وارتفع عدد الموظفين العموميين من 75 إلى 315 موظفًا، وحينها قررت السلطات المحلية إقامة محطة إطفاء جديدة وتزويدها بخبراء محترفين، لكن كان من الصعب الحفاظ عليها.

 

 

- أجر رجل الأطفاء السنوي الذي يبلغ 62 ألف دولار، أقل بكثير من أجر عامل النفط الماهر، ويقول عمدة المدينة "ديفيد توان": يأتي الراغبون في الالتحاق بالمحطة، ثم يتدربون على السلامة ليغادروا بعد ذلك ويحصلوا على وظيفة بأجر أفضل في حقل نفط.

 

- في مدينة يبلغ تعدادها السكاني 26 ألف نسمة فقط، هناك وظائف كثيرة عامة وخاصة لا تجد من يشغلها، وتشير التقديرات إلى نحو ألفي وظيفة شاغرة، وحتى المتاجر الراغبة في التوسع، لا تجد من يشغل الورديات.

 

إمكانات وتحديات

 

- تحدي ويليستون هو إدارة الوفرة، فالمدينة التي تقع في منطقة نائية قرب متنزه "بادلاندس" الوطني، شهدت طفرات أعمال من قبل وتعرف مدى السوء الذي تنتهي به في كثير من الأحيان.

 

- لقد انتهت طفرة نفطية مشابهة في أوائل الثمانينيات بانهيار كارثي ومؤلم للغاية، كما يقول أحد السكان المحليين، وفقدت المدينة الكثير من الوظائف وتفاقمت ديونها جنبًا إلى جنب مع انخفاض عدد المقيمين بها.

 

- التوسع في أعمال التكسير الهيدروليكي الراهن تباطأ على مدى عامين، لكن انتهى في 2017، ومع ذلك، فإن معظم المستثمرين ومسؤولي المدينة يراهنون على دوام النشاط بمساعدة تقنيات الاستخراج الأفضل باستمرار.

 

 

- في حيازة مدينة ويليستون احتياطي ضخم من النفط، متمثل في حقل "باكّين" الذي يحتوي على مليارات البراميل القابلة للاستخراج، وتحتاج لعقود من الزمان كي يتم امتصاصها كاملة من الأرض، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الغاز.

 

- على جانب آخر، تواجه المدينة صعوبات بيئية في سبيل الاستفادة من مواردها على المدى الطويل، وفي أوائل هذا العقد، كانت سمعتها سيئة، فبينما كانت تجتذب الشباب والأغنياء وسائقي الشاحنات، اجتذبت أيضًا تجار المخدرات وبعض الأعمال سيئة السمعة، وشهدت عمليات إطلاق نار وجرائم.

 

- هذه السمعة هددت بتعطيل الأعمال غير النفطية في المدينة ومنع تدفق المهاجرين، لذا تعمل السلطات جاهدة على تحسين صورة المدينة التي تحظى بمتوسط أعمار صغير يبلغ 31 عامًا ومتوسط دخل أسرة يصل إلى 90.9 ألف دولار سنويًا.

 

الرهان على النفط محل شك

 

- مع جهود الحكومة المحلية، بدأت الأماكن سيئة السمعة تختفي من المدينة، وظهر متنزه كبير يشكل عامل جذب للسكان، كما تم نقل مواقع الإسكان المؤقتة للعمال خارج حدود المدينة، وظهرت فنادق ومطاعم ومناطق سكنية ومدارس ومحال تجارية جديدة في ويليستون.

 

- يأمل المسؤولون في دعم نجاحهم في استقطاب كبار تجار التجزئة والعلامات التجارية، بجانب استغلال الطاقة المائية لنهر ميسوري في توليد الطاقة وتشغيل مراكز البيانات، أو استخدام الغاز الطبيعي لتشغيل محطات الطاقة.

 

 

- كل رهانات المدينة قائمة على النفط وطفرة الأعمال الجارية فيه، وقد دفعت الحكومة المحلية 240 مليون دولار لبناء مطار جديد العام المقبل لتيسير تدفق عمال النفط، فالمطار الحالي المزود بقاعة وصول واحدة بنيت عام 2005، كان يستقبل 7 آلاف مسافر سنويًا، لكن هذا العدد يسافر من وإلى المدينة شهريًا.

 

- أنفقت المدينة أيضًا أكثر من 100 مليون دولار لإنشاء شبكة للمجاري جديدة، ومقالب للنفايات، في ظل النمو السكاني المتواصل، لكن نتيجة هذه المشاريع هي ارتفاع الديون العام مرة أخرى، وسط مخاوف من عدم قدرة السلطات على توفير النفقات الخاصة بخدمة الدين.

 

- مع تجاوز النفط 50 دولارًا للبرميل يشكل ذلك دعمًا مناسبًا للمدينة، وهو حال الأسعار طوال هذا العام، لكن الاعتماد بشكل كبير على صناعة واحدة يعني هشاشة الاقتصاد المحلي ويشكل مخاطر كبيرة جدًا من تكرار سيناريوهات الماضي.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.