في متجر كبير في مقاطعة "شيبويا" بـ"طوكيو"، يتدفق الزبائن على مدار الساعة يوميا وفي بعض الأحيان يصطفون أمام متاجر مختلفة لشراء شيكولاتة "كيت كات" الشهيرة التي أشار إليها تقرير نشرته "نيويورك تايمز" بأنها ليست مجرد سلعة أو شيكولاتة تجذب عشاقا بمذاقات متنوعة، بل إنها أصبحت هوسا اجتماعيا في اليابان.
ورغم أن "كيت كات" تباع في أكثر من مائة دولة حول العالم من بينها الصين وتايلاند والهند وروسيا والولايات المتحدة، إلا أنها من بين العلامات التجارية للشيكولاتة الأكثر مبيعا في اليابان على وجه الخصوص، ويعرض منها العديد والعديد من الشيكولاتة بمذاقات متنوعة من بينها أطعمة شعبية مثل "السوشي" لدرجة أن مواطنين يظنون أنها منتج ياباني خالص.
ليست مجرد علامة تجارية
- تتكون "كيت كات" الشهيرة من ثلاث طبقات من الرقائق المحشوة بالكريمة ذات مذاقات متنوعة، وتعد هذه الرقائق قابلة للانفصال، وتتميز بمذاقها السكري وسعرها المنخفض.
- توزع "هيرشي" منتجات "كيت كات" المختلفة في أمريكا منذ سبعينيات القرن الماضي، بينما في اليابان، هناك أقسام وفروع في المتاجر الكبرى خاصة فقط بمشتقات هذا المنتج.
- تتواجد "كيت كات" في المتاجر الفاخرة المخصصة لمنتجات البقالة ونظيراتها الخاصة بالشيكولاتة فقط، بل ويمكن أيضا شراؤها من متاجر مختلفة كفروع الأحذية، وفي اليابان، توجد العديد من شيكولاتة "كيت كات" بألوان مختلفة ومذاقات متنوعة، ومن حين لآخر، تظهر مذاقات للشيكولاتة الشهيرة بكميات محدودة.
- هناك عشاق لـ"كيت كات" في مختلف دول العالم كأوروبا وآسيا والولايات المتحدة، وهو ما يدعم انتشارها ومبيعاتها في أسواق مختلفة، ولكن في اليابان، ظهر المنتج لأول مرة عام 1973.
- افتتحت "نستله اليابان" فروعا تسويقية للشيكولاتة في البلاد بمذاقات وألوان جديدة ودرجات مختلفة من التحلية منها بمذاق فواكه كالفراولة التي طرحت في "هوكايدو" أولا مع موسم الفراولة.
- منذ ذلك الحين، طرحت الشركة ما يقرب من 400 مذاق مختلف توجد بعضها فقط في مناطق بعينها في البلاد كي تضفي إحساس الندرة على المنتج بهدف زيادة الإقبال على شرائه.
- من بين المنتجات المتنوعة التي تم طرحها شيكولاتة "كيت كات" بمذاق البطاطا الحلوة المزروعة في "أوكيناوا" كما توجد منتجات بمذاق الدرنات النشوية في "كيوشو"، في حين يطرح منتج بمذاق شطائر الفاصوليا في "ناجويا".
- من أكثر أنواع "كيت كات" شعبية في اليابان الأحجام الصغيرة، وتقول "نستله" إن مبيعاتها تناهز أربعة ملايين قطعة يوميا في الدولة الآسيوية بحوالي أربعين مذاقا متنوعا تشمل الأساسية كالحليب والفراولة والموز.
- ترتبط العديد من المذاقات التي تطرحها "نستله" من "كيت كات" في اليابان بأكلات أو أطعمة شعبية وتقاليد في مدن بعينها بحيث عندما يُسأل البائعون في اليابان عن أي من أنواع ومذاقات "كيت كات" الأكثر شعبية، يكون الرد أن جميعها شعبية ومفضلة لدى الكثيرين، وهو ما يجعل العديد من الأطفال والكبار حائرين بشأن اختيار المذاق المفضل.
"نستله" والتقاليد اليابانية
- طرحت "كيت كات" في البداية بأربع أصابع من الرقائق خلال ثلاثينيات القرن الماضي في بريطانيا من خلال الشركة المصنعة "Rowntree" المسماة تيمنا بمؤسسها "هنري رونتري".
- كانت البداية عندما اشترى "رونتري" متجر بقالة صغير في "يورك" استخدمه أيضا كمطحن للبن، وفي ستينيات القرن التاسع عشر، توسع النشاط التجاري سريعا لينتج الحلوى والشيكولاتة إضافة إلى البن.
- كانت شيكولاتة "كيت كات" نفسها مميزة وكان يروج لها بأنها منتج للطبقة العاملة التي يمكنها أخذ قسط من العمل من خلال تناولها وإضفاء المرح على الأجواء لا سيما بين عمال البناء ورجال الشرطة وحتى المارة الذين يستمتعون بدقائق من الحلوى في يومهم الشاق.
- بالعودة إلى اليابان، حصلت "فوجييا" المحلية على ترخيص لإنتاجها في البلاد، وكانت الإعلانات التجارية للمنتج تروج لها على أنها بريطانية وشيكولاتة أجنبية حتى أنها كانت تصور الجنود البريطانيين وهم يتناولون "كيت كات"، ولكن في عام 1998، استحوذت "نستله" على "رونتري" وحصلت على حق الإنتاج والبيع في اليابان.
- منذ عام 2010، قفزت مبيعات "كيت كات" في اليابان بنحو 50%، ويتم إنتاجها حاليا في مصنعين مملوكين لـ"نستله" في "هيميجي" و"كاسوميجورا".
- عينت "نستله "ياسوماسا تاكاجي" عام 2003 – أحد الطهاة الشهيرين – بعد نجاح وصفته لمذاق الفراولة، ويمكن طرح أي مذاق ياباني جديد في الأسواق العالمية عن طريق فريق التسويق الذي يبرم شراكات بين العلامة التجارية وشركات أخرى وربما أيضا "الفرانشايز".
- تعد اليابان هي أعلى سوق يحقق مبيعات وأرباحا من "كيت كات" لـ"نستله" مقارنة بالأسواق الأخرى حتى أن الشيكولاتة لا تعد فقط مجرد منتج يجذب عشاقه بل إنها أصبحت تقليدا يتهادى به المواطنون فيما بينهم ويمنحونها كتذكار.
- تطلق "نستله" فرقا عديدة من خبرائها ومسوقيها في مدن يابانية عدة لاستكشاف أطعمة ومذاقات جديدة، وركزت الشركة مؤخرا على أكثر الأطعمة والأكلات الشعبية في الدولة الآسيوية لاستلهام مذاق يجذب المزيد من المستهلكين كـ"السوشي".
- عندما يسافر أحد المواطنين اليابانيين ويعود إلى منزله، فإنه يحمل لأسرته وأصدقائه وزملائه "كيت كات" بمذاقات متنوعة كنوع من الهدايا حتى أن بعض المحال التجارية الخاصة بالهدايا والعطايا والتذكارات تطرح أنواعا بعينها من "كيت كات".
- نظرا لشدة نجاح "كيت كات" وتسويقها بامتياز في اليابان، أصبح الكثير من المستهلكين يظنون أن هذه الشيكولاتة الشهيرة يابانية في الأصل – رغم أنها بريطانية – وهذا ما قاله الأمريكي "هنري فورد" عندما أشار إلى أنه من شدة الإبداع والإتقان في صناعة السيارات، اعتقد كثيرون أنه من اخترعها في الأساس.
من داخل "كاسوميجورا"
- يقع مصنع "كاسوميجورا" شمال شرق العاصمة اليابانية طوكيو، وقبل دخوله، على الزائر ارتداء ملابس بيضاء تماما وخوذة بيضاء وأيضا أحذية خاصة، وتقع غرفة المدير في منطقة قريبة من خطوط الإنتاج.
- تفوح رائحة الكاكاو في أجواء المصنع بشكل قوي للغاية، ولكن الرائحة تتغير من يوم لآخر بحسب المذاق الذي يتم إنتاجه، ويحرص مسؤولو الإنتاج على توفير أعلى درجات النظافة وإبعاد المنتج عن التلوث.
- ينصح مسؤولو "كاسوميجورا" بعدم الركض لعدم الانزلاق بسبب الأحذية، ويوجد متخصصون في علوم مختلفة يتعاونون مع "نستله" منذ عام 2001 مثل الميكروبيولوجيا.
- تخرج الرقائق المصنعة على خط إنتاج يتحرك بها إلى قسم التبريد بالهواء ثم إلى مبرد فعلي، وتتم عمليات الإنتاج المختلفة في تناغم سلس بين الآلات دون جلبة أو ضوضاء.
- قال أحد مسؤولي "نستله" إن ما يجعل "كيت كات" تبدو "كيت كات" المطروحة في الأسواق هو شكل الرقائق والتصاق قطعها ومذاق الشيكولاتة داخلها، في حين يرى مستهلكون أن الرمز الشهير للمنتج هو ما يميزه حيث تكتب الحروف وتطبع على المنتج.
- في بعض الأحيان، تخرج رقائق دون مستوى الجودة الخاص بـ"كيت كات"، ولكن الشركة تعيد تدويرها لتصبح كأعلاف للحيوانات، في حين تتجه الرقائق بعد تبريدها إلى مرحلة التشكيل ويتم تغطيتها بالشيكولاتة في قالب خاص.
- بعد ذلك، يتم نزع الشيكولاتة الزائدة من الرقائق، ثم تتجه مجددا إلى التبريد في عملية مؤتمتة في الأغلب، ويقول المسؤولون إن إضفاء المذاق أيا كان نوعه يتم أيضا بشكل آلي.
- تشتري "نستله" الكاكاو من غرب إفريقيا لإنتاج "كيت كات" في اليابان، بينما يأتي مصدر الكاكاو المستخدم في إنتاج الشيكولاتة في الولايات المتحدة من غرب إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}